حامد كماش آل حسين
المعروف إن الهمسات تكون في زمـــــن الاستبداد ولم نسمع عــــــن همس في زمن الحرية بل جــهر القول والرأي هو عنوان زمن الحرية.. ولكنني أقول عندما يتكلم الجميع فـي زمـن الحرية بصوت مرتفع وفي وقت واحـد فأن الأمـر يصبح بشكل لايمكن أن يصغي احدهم للآخر فعندها يكون الهمس في هذه الحالة أكثر نفعا من هذا الصياح... ومنها هذه الهمسات أن دام لــــها البقاء والتجديد إن شاء الله...
الهمسة السابعة:
عندما تختلط الأمور...يتكون أي شعب من الشعوب من مجموعة من الأفراد مختلفين في الصور ومتباينين في الأشكال ومتفرقين في الوظائف والأعمال. وكيان أي شعب من الشعوب متوقف على انسجام وانتظام الأعمال الفردية وتعاون الأفراد فيما بينهم نحو الهدف العام والمشترك الذي يكون في خدمة هذا الشعب أو ذاك.فإذا صادف واتفق أن عمل ما كان مؤذيا ومدمرا لفرد آخر كانت محصلة هذا التدمير تتناسب مع عدد أفراد الأذى والتدمير.ولمنع ذلك نشأت القوانين الاجتمـــاعية وضوابط الأخلاق مــن الشرائــع السماوية والنظم المدنية فأفراد أي شعب موزعون على وظائف عديدة المفروض أن يؤدي كل منهم وظيفته ضمن امكانيتة وحدوده الاجتماعية والقانونية حرا طليقا إلى أن تبتدئ حرية غيرة فيقف عندها فلا يتجاوزها حتى تكون هذه الوظائف كلها متناسقة في خدمة الشعب.
أما إذا اختلطت الأمور:
• فخرج النائب مثلا عن حدود وظيفته المشروعة إلى مساندة الباطل وتشويه الحقائق واستغلال نفوذه.• وإذا انصرف الناس عن أعمالهم إلى سفاسف الأمور وراج الباطل والدجل بينهم حيث لا ينفع نقدا ولا رشاد.• وإذا ولي على الناس صبيانهم وجهالهم.• وإذا اقفل التاجر متجره ليشتغل بالاستقبالات والاحتفالات بمناسبة وغير مناسبة.• وإذا اندفع الطبيب نحو السياسات وترك المستشفيات.• وإذا ترك المحامي مهنته وانطلق إلى الاستغلال وتبرير الفاسد منالأعمال.• وإذا قام القاضي في النوادي البارات.• وإذا ترك العلماء أعمالهم ومكاتبهم واشتغلوا في أمور لا تهم البلد ولا الدين.• وإذا زج المعلمون أنفسهم فـــي الأحزاب والمنظمات وتركوا مهمةتربية الأجيال.• وإذا قام الطلبة في مناسبة وغير مناسبة يصرخون في الشوارعوالساحات.• وإذا ترك الفلاحون والمزارعون أراضيهم وهجروها إلى المدينة .• وإذا انبرت النساء للمؤتمرات والتظاهرات وتركـــــــن بيوتهن خلف ظهورهن.• وإذا تم تسييس الجامعات والمدارس لحزب من الأحزاب أو عدة أحزاب وانتقل هذا الداء إلى بقية الدوائر الأخرى الخدمية وغير الخدمية.• وإذا كانت الحياة المنزلية جحيما لا يطاق وكان حبل الود في كل بيت معدوم.• وإذا كان حب الخير في السوق مفقود وكان الصدق سرابا بعيدا.
أقول:
إذا كان ذلك منتشرا بين أفراد الشعب وسائدا في طبقاته فان النتيجة تكون حتما مثل مانرى اليوم وأكثر في قابل الأيام إذا لم يتم تتدارك الأمور.وعندها لا يزول العجب والاستغراب وعنها لا يحق لعاتب عتاب إذا:رأى الطالح يستوي على العرش والجاهل يتصدر المحراب.....
https://telegram.me/buratha