بقلم ماجد السراي
كثيرا ما يحدثنا التاريخ عن مصير العملاء والخونة وما يلاقونه من مصير اسود لا يُحسدون عليه والشواهد كثيرة على ذلك . ولهذا نراهم يتشبثون بالحياة الى اخر رمق لهم فيها، اذ ليست اللحظة التي تنقض بها شعوبهم عليهم ورميهم الى مزابل التاريخ هي اخر المخاوف التي ترواد هؤلاء العملاء الذين باعوا اوطانهم وشعوبهم الى الغرباء، بل الخوف كل الخوف من أسيادهم الأجانب , فيما أذا ما أخطأوا في تنفيذ ما أوكلَ أليهم من أجندات و أدوار ومهام قذرة ضد مصالح أوطانهم وشعوبهم بعد أستحالتهم الى أورق محروقة , سرعان ما يتم التخلص منها , كالأحذية المتهرئة التي لاتعد نافعة وليس لها مكان آخريليق بها غير أكوام القمامة
إلا ان الغريب في الامر هو استمرار هؤلاء في خيانتهم وعمالتهم رغم معرفتهم بذلك , والسبب هو غبائهم الذي يوحي أليهم بأن أسيادهم لا يستطيعون الأستغناء عن خدماتهم ! ولا يتعضوا برغم ما يرون بأم أعينهم من المصير الأسود والمخزي الذي لاقاه من سبقهم في هذا الدرب المليء بالخزي والعار.
ومثال على ذلك العميل المقبور صدام الذليل , فقد خدم هذا العميل أسياده من الأمريكان وغيرهم وقدم لهم خدمات قلما قدمها لهم عميل غيره قديما وحديثا , ولو كان أسياده من الأمريكان والغرب منصفين معه , لأقاموا له تمثالا من الذهب , ولكنه حين أحترقت ورقته وصار عبئا ثقيلا عليهم , جائوا الى العراق بثقل جيوشهم و أصاطيلهم البحرية ليتخلصوا أولا منه بمطاردته وأخراجه من حفرته كجرذ مرتعب سخرت منه حتى الخنافس الصغيرة من الحكام العملاء في المنطقة ! بعد أن عصى أوامرهم بالتخلي الطوعي عن السلطة , وفشلهم في أيجاد العميل البديل لهم في العراق , وثانيا لكي لايقع العراق بيد أبنائه من المخلصين وألوطنيين الذين ناضلوا وضحوا وقدموا مئات الألوف من قوافل الشهداء من أجل حرية وكرامة العراق , ولا أريد هنا أن أطيل الحديث عن هذا الطاغية الذليل لأنه مجرد مثال سقته للتوضيح ليس ألا .واليوم نجد أن عميلا آخر تكاد ان تحترق ورقته هذ الأيام , والاستعدادات جارية على قدم وساق للتخلص منه والقضاء عليه وأستبداله بعميل أخر ولكن هذه المرة ليس بأسلوب الكابوي الأمريكي في أحتلاله للعراق وأنما بشكل ينم عن المكر والدهاء الوهابي الأموي الخبيث الذي يذكرنا بتاريخ وغدرمعاوية وخداع أبن العاص !
فالأمريكان والسعوديين على يقين بأن حرب الحوثيين في صعدة ليس لها نهاية لأن عميلهم علي عبد الله صالح فشل فشلا ذريعا في القضاء على ثورتهم الشعبية في ستة حروب منذ عام 2004 والى الآن أستخدم فيها كل ما أوتي من قوة كالجيش أو المرتزقة من أفراد بعض القبائل أو جحوش الوهابية والقاعدة الذين هربوا من كهوف تورا بورا في أفغانستان وعادو خائبين الى اليمن , بعد أن عمل نظام علي عبدالله صالح العميل على أستقبالهم و تقويتهم والأستقواء بهم على شعبه !
يضاف الى ذلك فأن جنوب اليمن بلغ المراحل الأخيرة من للأستعداد لثورة شعبية عارمة ليس بمقدور النظام العميل القابع في صنعاء الصمود أمامها هذه المرة ، أما من ناحية القوة القبلية التي كان يتقوى بها نظام علي صالح عفاش في حربه ضد خصومه فقد أفلس منها بعد موت شريكه في السلطة الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر شيخ مشايخ قبيلتي حاشد وبكيل وهما من أكبر القبائل اليمنية وأكثرها نفوذا في اليمن والتي يدعي الرئيس اليمني علي صالح نفسه بالانتماء اليها , وما زالت الخلافات بينه وبين أبناء الشيخ عبدالله حسين الأحمر وهما الشيخين حسين وحميد اللذان يطمعان أيضا في حكم اليمن وذلك بدعمهما للمرشح فيصل بن شملان مرشح المعارضة ضد الرئيس اليميني علي صالح في الأنتخابات الأخيرة التي جرت في اليمن عام 2006 , يضاف الى ذلك الأوضاع الأقتصادية المزرية التي يعاني منها اليمن والفقر المدقع والفساد الأداري الذي أخذ ينخر في مؤسسات النظام العميل في صنعاء .
كل هذه العوامل جعلت السعوديين يدخلون الحرب بكل ثقلهم العسكري والسياسي و بصور علنية بعد أن عجز النظام اليمني في القضاء على المجاهدين الحوثيين في صعده وعمران وحجة وبقية المناطق اليمنية الأخرى .ويحاول السعوديون وأسيادهم الأمريكان هذه الأيام بالتخلص من عميلهم علي صالح بشتى الطرق ومن ثم التباكي عليه بعد أن يلقون بتهمة اغتياله مثلا على أيران والمجاهدين الحوثيين , ثم يقومون بتنصيب عميل آخر بدله، أما أذا لم يستطيعوا أختياله وأستطاع يهرب ويختبئ منهم , فسيكون مصيره الى أقرب حفرة للجرذان في جبال اليمن الشاهقة . لأنه لا يستطيع اللجوء الى أي دولة بسبب جرائمه الكثيرة التي أرتكبها بحق الشعب اليمني على طوال فترة أكثر من ثلاثين عاما . وهذا ما سيؤول له مصر كل طاغية باع شرفه وشعبه الى الاخرين والتاريخ لا يرحم العملاء والخونة مهما عتوا وتفرعنوا...
https://telegram.me/buratha