د.طالب الصراف
تقول العرب ان حبل الكذب قصير, ويضع الانكليز هنا في لندن على ابواب محلاتهم التحذير القائل "في يوم ما سوف يقبض على السارق", والذي ايقظ انتباهي الى مثل هذه الاقوال او الحكم تصريحات نائب رئيس الجمهورية العراقية طارق الهاشمي وكذلك النجيفي محافظ الموصل(نينوى) وغيرهم من حمل اوزار الطائفية على كتفيه صارخا بملء فمه سلبت حقوق السنة العراقيين والسنة منهم براء. سلبت حقوق السنة؟! لانهم يريدون اضافة وزيادة في المقاعد البرلمانية, اقول للسيد طارق الهاشمي ولمن يحذو حذوه ان الكثير من الشيعة قد تجاوزوا الافكار الطائفية ولا اقول كلهم بل اعني المثقفين والمفكرين, واما عامة الناس فاسلامهم بالفطرة ولايرعون الى تصريحات الهاشمي وغيره من المغرضين والكثير من الناس يعرفون ان الذين يتكلمون باسم السنة امثال الهاشمي ومن سار خلفه لاتوجد اذان صاغية لسماعهم. اقول ان الزيادة في مجلس النواب التي يطالب بها الهاشمي لاتهمني اطلاقا لانها لاتهم مرجعيتي الدينية التي تقول لمقلديها من قادة العراق السياسيين وغيرهم من عامة الناس لاتقول ان السنة اخواننا بل قولوا انفسنا, فلا تهمني الزيادة التي يطالب بها النجيفي والهاشمي وغيرهما اي زيادة عدد النواب لمدينة الموصل بشرط ان لا يكون الطرح طائفيا والهدف سياسيا تستخدم الطائفية فيه وسيلة للوصول الى غاية حقيرة.
المشتركات التي اريد التعليق عليها بين المتوكل والسياسيين الجدد هو لو ان المتوكل كان حيا ويعيش في الموصل يمكن ان تكون نسبة النمو السكاني في الموصل التي يطالب بها طارق الهاشمي والنجيفي فيها عقلانية ومقبولية وكذلك الحال في كركوك, ولماذا المتوكل فاني اذكر لكم ما يكتبه المفسر للقرآن والعالم اللغوي والفقيه السني المذهب جلال الدين السيوطي في كتاب تأريخ الخلفاء وتحت عنوان الخليفة المتوكل: (لايعلم احد متقدم في جد ولا هزل الا وقد حظى في دولته, ووصل اليه نصيب وافر من المال,وكان منهمكا في اللذات والشراب,وكان له اربعة آلاف سرية ووطئ الجميع.) فاذا كان الهاشمي والنجيفي وطئ كل منهما بقدر ما فعل المتوكل من الجواري والسرايا ولابد ان يكون على غرارهما هنالك وقد يزيد او يقل عليهما والا ما حدثت هذه النسبة بالنمو السكاني لولا الطفرات الوراثية عند بعض ابناء الموصل كالنجيفي ومن يدعي دعواه. ولكن حسب علمي لاتوجد اليوم وفرة من السراري او الجواري بهذا العدد الا عند العائلة السعودية.
ولكنني اتساءل عمليا وبما هو شائع ايضا هل ان النمو السكاني عند ابناء مدينة الصدر او ابناء عشائر الفرات الاوسط التي تنتمي الى محافظات جنوب بغداد والتي يحتوي البيت الواحد منها اكثر من عشرة افراد كمعدل متواضع. واسوق لكم مثلا على ذلك؛ ان قضاء مدينة الرميثة التابع لمحافظة المثنى (السماوة) سابقا كان عدد سكانها واعني مركز المدينة لايتجاوز 40,000 نسمة في الثمانينيات اما اليوم فهو يتجاوز 200,000 نسمة فهل ان الزيادة حدثت في محافظة نينوى وكركوك فقط والمحافظات الاخرى تابعة لدولة الصين التي فيها قانون نظام تحديد النسل والانجاب بطفل واحد فقط. فلماذا الكيل بمكيالين لتمزيق وحدة الشعب العراقي من اجل المصالح الشخصية التي جرّت الويلات على الشعب العراقي, ولكن الشعب العراقي يعلم جيدا بمدى ارتباطات هؤلاء بدول الجوار وطارق الهاشمي معذور لانه مأمور.
اما من معين لأبناء الجنوب؟ فلقد سرى الفساد الاداري والاخلاقي حتى في تزييف النمو السكاني في المحافظات للآستحواذ على البرلمان العراقي بعد ان استحوذ على ثروات الشعب اذ يريد الهاشمي والنجيفي والمطلق بقلب النسبة الديموغرافية في العراق لجعل ابناء الجنوب يشكلون 27% وابناء الموصل 72% والله ولي التوفيق. وهل تعلمون ان محافظة المثنى لايوجد في البرلمان العراقي عضوا واحدا من ابنائها وهي اليوم قد تصل نفوسها الى مايقارب المليون نسمة.
ولكن السيد الهاشمي لايختلف عن رفيق الدرب عزة الدوري الذي فشل دراسيا اذ رسب اكثر من سنة ما بعد الثالث المتوسط في ثانوية الاعظمية فتحول الى اعدادية الميثاق المسائية في الكاظمية-التي كنت انا مديرا لها واطلعت على سجل الطلاب الذي يحتوي على صفحة من المعلومات عن قائد الضرورة الذي لاتتجاوز عقليته مدارك الثالث متوسط ففشل ايضا ثم صدر كتاب من مجلس قيادة صدام (الثورة) يعتبر عزة الدوري و18 ثمانية عشر اخرين حاصلي على شهادة البكلوريا فمنذ جاء صدام الى دفة الحكم بدأ الفساد الاداري ليصبح اليوم آفة المجتمع. ويبدو ان السيد طارق الهاشمي يشبه الى حد ما المفكر عزة الدوري, اذ ان طارق الهاشمي فاشل في علم الاحصاء السكاني (demographic studies)وهو يشهد على ذلك بنفسه حين كتب عن مسيرته الدراسية وقال: ان جامعة بليموث في بريطانيا رفضت طلبه لاكمال دراسته العليا فيها ليس لكونه بعثي صدامي فقط ولكنه غير مؤهل علميا وما بالك لو اراد دراسة علم الاحصاء الديموغرافي وهو من المواضيع التي تحتاج الى عقل لابذل مال وشراء شهادة. واليوم رسب في الامتحان الاحصائي لسجلات نفوس اهل الموصل وهذا دليل على عقليته المتخلفة.
اما الحديث عن عراقي المهجر فانا وامئالي اولى من الذين يدافع عنهم الهاشمي, الا يعلم السيد طارق الهاشمي ان الذين هجرهم صدام وكذلك الذين هاجروا من ظلم صدام اينما حلّوا وارتحلوا في بلد او قارة حلت معهم المواكب الحسينية التي تنظم لها وتجنمع اليها مئات الآلف من محبي ال البيت(ع), وبدأ هذا منذ اكثر من اربعين سنة ولازالوا يزدادون عددا يوما بعد يوم بسبب الاوضاع في العراق. وهو يعرف جيدا ان وزارة التعليم العالي والداخلية والدفاع وبقية الوزارات الاخرى لايزال اقطاب حزب البعث يعشعشون فيها ويفتحون الذراعين باستقبال الصداميين الذين انهزموا بعد سقوط صدام, اما نحن الذين قدمنا الغالي والنفيس منذ عشرات السنين لانزال نعيش الغربة والمنفى وكلما حاولنا الرجوع الى البلد غلقت وزارة التعليم العالي الباب بوجوهنا لأننا اعداء صدام ولأن شهاداتنا ارقى واعلى واصدق من شهاداتهم فهم يخافون من كشف مستوياتهم الدراسية وليس العلمية لأنه لايوجد في ادمغتهم شيئ من العلم الا الكذب والمراوغة ولذا اصبح العراق العزيز بهذا الحال , واذا كان هنلك شك او اشكال فيما نقول فاسألوا البروفسور الاقدم والشاعر العربي الكبير محمد حسين الصغير ليكمل لكم ما للحديث من صلة, فيا ايها النائب البعثي الذي تنعمت بأيام صدام لاتزال تنعم بمثل ما كنت عليه بفضل قوى الاحتلال وكان شأنك شأن عبد الرحمان النقيب الذي استمر العيش بالتعمتين النعمة العثمانية الاسلامية والنعمةالانكليزية المسيحية, فكيف جمع بين الاثنين؟ والله شديد العقاب. واذا كان هنلك من يطالب بزيادة نسبة اهل الخارج فالاولى ان يطالب بزيادتها الاتلافان: الوطني والقانون وكفى ضحكا على البسطاء من الناس يازمرة طارق الهاشمي.
https://telegram.me/buratha