محمود خطار
ليس بجديد ان يتصدر المجلس الاعلى الاسلامي جملة المريدين للوحدة الاسلامية والحاثين عليها ..بل قد يكون من الغريب ان يزايد عليهم حزب او جهة في هذا المجال وقد اثبتت السنوات العجاف من عمر العراق انهم الاحرص من الجميع عليها ... فبالرغم مما يحاول البعض الترويج له وصب زيته على نار الفتنة من الخلاف المذهبي تارة والعقائدي تارة اخرى والسياسي تارة ثالثة يبدو ان الطرق جميعا في زوال بهمة الخيرين ونهضتهم الدؤوب التي حيرت المراقبين .. ليس ادل على هذا الكلام مؤتمر الوحدة الاسلامية الذي اقيم في الحج ليكون مصداقا للحالة العراقية الجديدة التي يتساوى فيها الجميع ويتاخى الكل من اجل الفوز برضى الله وتحقيق المنجز الوطني وسدس الدين العراقي بذمة العراقيين جميعا .
فرهان القوى الرجعية البعث في مقدمتها باسناد من القاعدة على انشاب اظفار الطائفية في بدن التجربة السياسية الجديدة مدعاة للقلق في اوساط الشارع الاسلامي عامة والعراقي خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية حيث يبحث البعض المفلس عن رهانات طائفية يرقع بواستطها ثوبه الانتخابي والسياسي الممزق ويحاول عبرها الارتقاء الى قبة البرلمان من جديد ... ليس خافيا على احد قحة وخبث مثل هذه النوايا ومن البديهي ان تحاول الدوائر المشبوهة في دول الجوار ان تحرق ملايين الدولارات من جديد في تنور الطائفية لانهاء الحلم العراقي ..لهذا السبب كانت الصفعة مدوية في موسم الحج ووقف العراقيون ائلافيون وطنوين ممثلون للشيعة والسنة ومعبرون عن هاجس الوطن الواحد والبيت الواحد الذي حاولت الغربان النيل منه ..ان الصورة المشرقة والمضيئة التي قدمتها تجربة هذا المؤتمر الذي ياتي مكملا لمؤتمرات ومساع كثيرة في مكة وغيرها من الديار الاسلامية تتجلى بوضوح عبر اختيار هذه المناسبة المليونية التي يجتمع فيها ملايين المسلمين من شتى بقاع العالم الاسلامي لاداؤ فريضة الحج ..لقد صار واضحا ان الخط والنهج الذي يرتكز عليه الائتلاف الوطني العراقي هو ذلك الخط الوطني الذي يفتح الباب للوطنيين كافة ان يتراصو ويتعاضدوا ويقولوا كلمتهم المدوية ضد الارهاب والتفرقة في العراق ..
https://telegram.me/buratha