بقلم : سامي جواد كاظم
هنالك ديمقراطية وهنالك دكتاتورية فلا الديمقراطية في كل الاحوال هي جيدة ولا الدكتاتورية في كل الاحول هي سيئة .ولكن السيء هو من يدعي الديمقراطية وهو دكتاتور والدكتاتور عندما يدعي الديمقراطية ، وبين هاتين الحالتين كيف لنا ان نميز الصحيح من الخطأ ؟ وقد لا يستحق عناء هذا البحث فاطلالة واحدة على تصريحات المعنيين بهذا الامر تظهر النوايا .لكم هذه النقاط الضوئية الثلاثة ومن ثم الحديث عنها .النقطة الاولى :قصّ أكرم الحوراني السوري العلماني في مذكراته قصة زيارة له ولحزبه إلى الملك سعود آل سعود، أن الملك اتهم الحوراني ومن معه في المقابلة بأنهم شيوعيون، وحاولوا أن يقنعوه بخلاف ذلك، فلم يسمع منهم، قال الحوراني: وفي المساء، قابلنا فيصل في قصره المتواضع، وشكونا له موقف أخيه سعود وتهمته لهم، فرد عليهم فيصل بأن موقف سعود بلٍّغ له عن طريق الأمريكان، وأنه إن كنتم تريدون أن ترفعوا عن أنفسكم هذه التهمة، فاتصلوا بالسفارة الأمريكية في دمشق وصححوا خطأهم. انتهى النقطة الثانية : كان اول اتصال لطاغية العراق المقبور بالمخابرات المركزية الامريكية عام 1959 ، انظر يونايتد برس انترناشيونال United Press International ابريل 10 ، 2003النقطة الثالثة : وزبر الداخلية عام 1968 الرفيق علي صالح السعدي قال جئنا الى الحكم بقطار انكلو امريكي (امريكا وبريطانيا الحليفان اللذان شنا الحرب على العراق ) .اما في عصرنا الحاضر وبعد سقوط الصنم وجرت الانتخابات التشريعية الاولى لانتخاب حكومة مؤقتة وفاز بها الائتلاف ونصب ابراهيم الجعفري لرئاسة الوزراء وفي الدورة الثانية الدائمية جاء فوز الائتلاف كما هو متوقع وتم ترشيح الجعفري ثانية وقد هنأه الطالباني على ذلك ابتداء ولكن بزيارة مفاجئة لكوندليزارايس وجاك سترو وزيري خارجية امريكا وبريطانيا في حينها قلبت الموازين ولكم هذه الفقرة من صحيفة بالتيمور سان 4 نيسان بقلم: جي جفرسون بريس حيث جاء فيها :ومن ثم جاءت زيارة وزيرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس ونظيرها البريطاني جاك سترو الى بغداد للضغط على السيد الجعفري وليظهرا وبوضوح بأنهما يودان ان يتنحى جانبا.وحسب قول رايس (عليهم الحصول على رئيس وزراء يستطيع حقا تشكيل حكومة) حتى ان السيد سترو كان نافدا للصبر أكثر وقد دافع عن الحق بالتدخل في هذا الأمر (نحن مخولون لأن نقول بأنه في الوقت الذي يرجع فيه الأمر للعراقيين لاتخاذ قرار بشأن من يملأ هذه المناصب، فعلى أحد ما ملء هذه المناصب بسرعة).والرسالة الضمنية التي أراها هي ان واشنطن ولندن قد نظرا للمستقبل في العراق وهو الأمر الذي ارعبهما والرسالة هي:انشئوا حكومة، أو أي شيء نستطيع دعوته بالحكومة ..لاحظ اخي زياد اخر فقرة ( نستطيع دعوته حكومة ) بعد هذا تاتيني يا اخ زياد وتذكر لي انتخابات مجالس المحافظات التي لا تغني ولا تسمن شيء بالنسبة للمخابرات المركزية الامريكية فالمهم من بيده القرار المؤثر على سياسة العراق الخارجية والداخلية .وياحبذا لو تقوم من خلال قناة الحرة بدلا من التقارير التي تقدمها باجراء استطلاع لسؤالين الاول هل تتوقع ان الادارة الامريكية تتدخل بالشرق الاوسط ؟ والثاني لو انسحبت امريكا ومعها اجندتها الخفية هل سيستقر الوضع في الشرق الاوسط ؟ واقبل بالنتيجة لانها الفيصل بيننا .واما ان صفات الحاكم الذي ترغب به امريكا هي صفات بعثية وهابية فهذا امر مفروغ منه والنعت بالبعثية والوهابية هو يعني الاجرام ، فالادارة الامريكية على علاقة وطيدة مع ال سعود اما الوهابية فانها على علاقات سيئة مع الشعب الامريكي وهذا لا يهم الادارة الامريكية بالرغم من ان لديها بالدليل القاطع الاجرام الوهابي في امريكا واخرها هذا المعتوه الضابط الامريكي والذي هو من اصول وهابية قام بقتل زملائه في الجيش الامريكي ، والذين نفذوا تفجيرات سبتنمبر كان اغلبهم من الوهابية ، ماذا فعلت الادارة الامريكية حيال ذلك ؟ لا تفعل شيئا طالما انابيب النفط السعودي تجري في خزانتهم، دمرت افغانستان وتغض النظر عن السعودية والشر القادم منهما الى امريكا هي الافعى وذيلها قطعوا الذيل وتركوا الراس .وهنا لابد لي من الثناء على الشعب الامريكي فانهم يختلفون اختلاف جذري عن حكومتهم كما وان هنالك الكثير من المغتربين من العرب وغير العرب تحتضنهم امريكا وتحترمهم وتعطيهم حقوقهم حتى انني ارغب بزيارة هذا البلد الرائع في احترامه للانسان داخل امريكا فقط ، نعم هنالك عصابات اجرامية وهنالك بعض الاعمال العنفية ضد المسلمين الا انها حالة نعتبرها شاذة هذا من جانب ومن جانب اخر هنالك الاسوء لدى الحكام العرب والبلدان العربية .امريكا تنتخب رئيسها ديمقراطيا وهذا له الحق في قيادة البلد طبقا للمتعارف عليه بعد انتخابه ، هنا الانتخاب جاء اثر السيرة الحسنة للمرشح ام الوعود التي يقطعها على نفسه وأيّنْ كانت النتيجة فهنالك الكثير من الرؤساء الامريكيين الذي خيبوا ظن شعبهم بعد انتخابهم زظهرت فضائحهم للعالم، اذن هل الديمقراطية جيدة هنا ؟ واما اذا كان هذا الرئيس جيد وخدم امريكا ثمان سنوات وله الحق في اتخاذ القرارات فلماذا لو نصب من يقود امريكا من بعده يرفض ؟ ولماذا لو انتخب لاربع سنوات اخرى يرفض ؟ فليس من الضرورة ان الذي ينتخب من بعده اكفأ منه ، واما اذا قلت يازياد هنالك ايادي خفية تقود سياسة البيت الابيض فهنا لك الحق .كما وان هنالك حكام وخلفاء قمة في الديكتاتورية الا انهم روعة في العدالة وخدمة بلدانهم خذوا سطان قابوس حاكم عمان مثلا .خذوا شيخ زايد مثلا في الامارات .ان اعتماد نظام الكتل في الانتخابات العراقية هو نظام للفشل حيث هذا يسمح للمرونة في اختيار رئيس الوزراء والا اتحدى أي عراقي يعلم من هو رئيس الوزراء بعد اعلان نتائج الانتخابات ولان هذا النظام فاشل نجده معتمد في لبنان وفلسطين في العالم فقط.لا تدافع عن هذه الديمقراطية فاذا كانت الانتخابات على اساس ترشيح اشخاص كما هو في بلدكم وفرنسا وبريطانيا وهنالك من يشكك في نزاهتها وهذا ما ادعته امريكا ضد ايران وفنزويلا وحتى الانتخابات الاخيرة في افغانستان ثبت بالدليل القاطع تزوير الانتخابات ،بل وحتى فوز بوش الابن في الدورة الاولى جاء بقرار محكمة وعدم قناعة الطرف الخاسر بالنتيجة ، فكيف بالكتل وطريقة احتساب الاصوات الغريبة في كل شيء والمثقوبة من كل جانب حتى يمكن تمرير التزوير وبسهولة .عزيزي زياد عندما تقتنع فيما تقول حاول اقناع غيرك .
https://telegram.me/buratha