ناهدة التميمي
في كل مرة تكون الانتخابات على الابواب يخرج من السنة العرب جهبذ يفتي بشيء تكون نتائجه وبالا على العراق وكارثية عليهم بشكل خاص .. ففي الانتخابات الاولى خرج عليهم حارث الضاري مفتيا بوجوب مقاطعة الانتخابات وقتل الشرطة والحرس الوطني من شبان العراق اليانعة الباحثة عن لقمة عيش وكانت النتيجة كارثية عليهم اولا اذ حرموا من من التمثيل البرلماني الصحيح وغيبوا من محافظات لها وزنها مثل ديالى وكركوك ونينوى حيث مناطق اهلنا السنة وثرواتهم .. وكان من نتائجها ايضا انهم اخافوا الشيعة من هذا الشطط وهذا الغلواء في القتل والذبح ووضع يدهم بيد القاعدة لاشاعة القتل والفوضى والتدمير للبنى التحتية والتهجير القسري للعرب من مناطق بغداد المختلطة وديالى وكركوك والموصل وصلاح الدين .. ما ادى بالشيعة الى الالتجاء للتحالف مع الاكراد ليدرأوا خطر حرب الابادة والتهجير التي شنت عليهم ..
والنتيجة كانت اخلاء مناطق ومحافظات باكملها من العرب الشيعة وبقاء السنة فيها اقلية لانهم قاطعوا الانتخابات وحرمانهم من مجالس المحافظات في نينوى وكركوك وديالى والمستفيد الوحيد كان الاكراد .. ويمكن لو ان هنالك عينا ثاقبة ترصد الامر بجدية وحيادية وتجرد لقالت ان هؤلاء الذين تواطئوا مع القاعدة ودمروا وهجروا وقتلوا الجيش والشرطة وافتوا بمقاطعة الانتخابات انما هم عملاء للامريكان او الصهاينة او الاكراد وينفذون اجندتهم لان الاكراد هم المستفيد الاكبر من كل عرقلة في كل مرة .
واليوم وبقرب الانتخابات التشريعية الجديدة .. طل علينا طارق الهاشمي لينقض قانون الانتخابات وهو يعرف ان الاغلبية ستقر قانون الانتخابات حتى لو نقضه ثانية .. وبعد هرج ومرج وجلسات برلمانية مطولة ومداخلات ومشاحنات فسر الماء بعد الجهد بالماء وتمت التسوية بان اجريت تعديلات على القانون وربح الاكراد من هذا العمل خمسة مقاعد اضافية وخسر العرب السنة مقاعدهم في نينوى وكركوك وصلاح الدين .. اي ان نتيجة الفتوى العاطلة ايضا كانت بالضد من مصالح السنة وبصالح الاكراد فلو كنا سيئيي النية لقلنا ان هؤلاء يعملون لصالح اجندات خارجية ولصالح الاكراد ليزيدوا نسبتهم ويمكنوهم من السيطرة على محافظات عراقية صميمية ومقدرات وثروات الشعب العراقي
لو ان السنة العرب منذ البداية تكاتفوا مع الشيعة العرب لما اشتط الاكراد في مطالبهم ولما وصلنا الى الحال الذي يبتزونا فيه ويساومونا على اراض عراقية ويسمونها المتنازع عليها خلافا لكل قوانين العالم اذ لايوجد في الدنيا بلد يتنازع على اراضي داخل البلد نفسه. وفي هذه المرة وبمواجهة احتمالات الازمة البرلمانية والفراغ الدستوري لجا الشيعة مرة اخرى للاكراد ليتحالفوا معهم في مواجهة هذه التهديدات والاكراد بدورهم استغلوا الظرف ليرفعوا من سقف مطالبهم ويصطادوا المقاعد الخمسة الاضافية التي كانت مخصصة للعرب السنة
وليكن بمعلوم العقلاء من العرب السنة ان ضياع المقاعد بل وحتى قضم الاراضي من قبل الاكراد لايهم الشيعة كثيرا لانهم لديهم ثلاثة ارباع بغداد باعتبار الثورة وحدها بها مايقرب من خمسة مليون نسمة ولهم وتسعة محافظات اخرى مغلقة عليهم تقريبا يعني في اسوأ الحالات ينفصلون ويتركونهم يواجهون مصيرهم الاظلم مع الاكراد .. فهؤلاء انما يقضمون باراضي السنة العرب ويستولون على مدن النفط في ديالى وكركوك ويزحفون زحفا مخيفا على الموصل لما لها من اهمية ستراتيجية ولانها نقطة الوصل بين مدنهم وتركيا وسوريا حيث الاكراد في هذه البلدان ولانها تسيطر على عقدة المياه ولما لها ايضا من اهمية اقتصادية وتاريخية عظيمة .. الموصل بلد الكرام تتغير هويتها اليوم بفعل التكريد ومناطق ديالى وكركوك النفطية هي اصلا مناطق عربية وامتدادات لاراضي السنة العرب يصار الى تكريدها ولكنكم او بالاحرى سياسييكم يفتون في كل مرة بما يضر بمصالحكم ويكون في صالح الاكراد .. اليس هناك من ابطال مثل عبد الستار ابو ريشة والجدعان وحاتم السلمان والهايس ليدركوا الامر ويتكاتفوا مع العرب الشيعة ليحدوا من اشتطاط الكرد قبل فوات الاوان ولات ساعة مندم..
https://telegram.me/buratha