المقالات

تيار شهيد المحراب ودوره في ترسيخ اسس العملية السياسية

1118 18:57:00 2009-11-26

ابو ميثم الثوري

ليس مفاجئاً او مستغرباً ان يتعرض تيار شهيد المحراب الى حملة مضادة وحاقدة يشنها اعداء العراق الجديد والعملية السياسية وتوظيف كل ادواة التشويه والتشويش ضد اداءات هذا التيار الوطني الشريف حتى يوحي لبعضنا بان الخلل في اداءاتنا وخطاباتنا السياسية والاعلامية وهو ما أربك المعالجات الواقعية والموضوعية وان كنا لا ننكر العوامل الداخلية واهمية مراجعتها ومعالجتها لكن اساس تلك الهجمة ضد هذا التيار وتكريسها بشكل اقوى واكيد ضده نابعة من اسباب عديدة نشير اليها اجمالاً:1- كان تيار شهيد المحراب في مرحلة المعارضة وبعدها السباق الى تهدئة وتنقية الاجواء بين القوى السياسية المعارضة سابقاً والمشاركة في العملية السياسية لاحقاً وله الدور الابرز في تنسيق المواقف وتوحيد الرؤى وتنظيم حركة الجهد السياسي الفاعل في تأسيس العملية السياسية واستحكامها.2- لعب تيار شهيد المحراب دوراً فاعلاً في توجيه مسار المعارضة العراقية السابقة وايجاد موقف مشترك في عملية التغيير والتعبئة الداخلية لاسقاط النظام وسعى الى ايجاد اليات للتواصل والتلاقي بين قوى المعارضة بمختلف توجهاتها واتجاهاتها ولم تؤثر او تتأثر ايديولوجية هذا التيار وانتمائها الاسلامي وثوابته المبدئية سياسياً واخلاقياً بهذه المسارات والتوافقات بينه وبين بقية القوى العراقية الوطنية والاسلامية.3- نجح هذا التيار في ادامة زخم المواجهة المسلحة مع النظام السابق عبر ذراعها العسكري السابق فيلق بدر قبل ان يتحول الى منظمة سياسية تمارس دورها في العملية السياسية والتنموية والعمرانية ، وهذا الخيار (المسلح) الذي اضطر اليه تيار شهيد المحراب بسبب اساليب النظام القمعية وغياب وتغييب كل الحلول السياسية الممكنة ولم يكن خياراً اختيارياً لهذا التيار، وهذا التوجه اثار حفيظة النظام السابق ومخابراته ووسائل اعلامه وازلام عصابته الاجرامية التي كانت لا تتسامح او تسمح بالمعارضة السياسية او الوقوف خارج سرب السلطة على الحياد فكيف تتسامح مع من يحمل السلاح لمواجهتها وكسر غطرستها.4- دور تيار شهيد المحراب في تبديد المخاوف الاقليمية والعربية من تغيير النظام والبديل القادم وهذه الجهود التي بلورها شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره) عبر ايجاد خطاب سياسي انفتاحي على الواقع الاقليمي والدولي وطمأنة دول المنطقة من البديل القادم رغم قلقها وارقها من البديل الذي استطاع النظام السابق تكريس مخاوفه في وجدان وذاكرة ومرتكزات الوعي العربي الرسمي الذي كان يتوجس خيفة من البدائل القادمة خاصة الموقف السلبي من انتفاضة شعبان/ اذار 1991 وعملية اجهاضه وافشالها في تحقيق اهدافها.5- النظرة الواقعية لتيار شهيد المحراب وتعامله مع الملفات الحساسة برؤية منفتحة ودقيقة بعيداً عن المزايدات والادعاءات او الالاعيب السياسية التي لا تحقق لشعبنا سوى المزيد من الدمار والمأساة، وما أغضب اعداء العراق وعلى رأسهم النظام السابق وبقاياه هو قدرة تيار شهيد المحراب على تجاوز المزيد من التعقيدات والمعوقات وحركته الوسطية والخوض في اعقد المسارات السياسية الدولية الصعبة دون المساس بثوابته الوطنية والاسلامية والاخلاقية.6- علاقات تيار شهيد المحراب وانفتاحه الايجابي على كل مراكز القرار الدولي والاقليمي المؤثر في عملية التغيير، وعدم التردد او التراجع من ايحاءات النظام السابق واتهاماته للقوى السياسية الفاعلة بالعمالة والتبعية ، وما ارعب واغضب النظام السابق هو قدرة هذا التيار الشريف على السير بذكاء ودقة في المسارات المحفوفة بالمخاطر والتي تؤدي الى اسقاط النظام رغم الموقف الصريح والواضح لهذا التيار واعتراضه بل وامتعاضه عن الطريقة التي جرى بها اسقاط النظام وهو خلاف ما كان متفقاً عليه مع القوى السياسية المعارضة وغاية ما كان يطمح اليه تيار شهيد المحراب تغيير النظام من الداخل عن طريق الشعب العراقي بعد توفر عوامل التغيير واهمها ايقاف القمع ومنع السلطة من استخدام الاسلحة الثقيلة واسلحة الدمار الشامل لضرب العراقيين من خلال تفعيل مقررات الامم المتحدة التي كانت كفيلة في ايجاد مناخات التغيير السريع دون اللجوء الى حرب مدمرة تؤدي الى احتلال العراق وتخريب مؤسساته وبناه التحتية.7- نجاح تيار شهيد المحراب بعد عملية التغيير في ايجاد خطاب واع ومنسجم مع المتغيرات السريعة في البلاد والحضور الفاعل في الميدان السياسي والديمقراطي وقدرته على التكيف والتفاعل مع المستجدات في العراق وحفاظه على ثوابته ومتبنياته المبدئية ودوره الفاعل في تثبيت اركان العملية السياسية ونجاحه في ايجاد ارضية مناسبة وخصبة لتأسيس دولة المؤسسات وبدأ في اولى خطواته العملية بهذا الاتجاه عبر حل فيلق بدر ونزع سلاحه طوعاً وتحويله الى منظمة سياسية وسحب البساط من تحت اقدام المتربصين بالعملية السياسية شراً واثبت حرصه وتبنيه لتأسيس دولة المؤسسات وانهاء دور الميليشيات وحصر السلاح بيد الاجهزة الرسمية وحدها.8- أثبت اداء تيار شهيد المحراب في الميدان السياسي والساحة الانتخابية قدرته على تعبئة الجماهير وتحشيدها باتجاه المشاركة الفاعلة في الانتخابات وافشل كل رهانات الاعداء والمغرضين التي اثيرت ضد الاسلاميين وعجزهم عن المشاركة في المشروع الديمقراطي واعتقادهم بنظريات فكرية وثقافية بعيدة عن الديمقراطية كتحديد الاصلح عن طريق اهل الحل والعقد كما كان يثار ضدهم ولكن اداءات رموز وقيادات تيار شهيد المحراب واحترام اصوات الناخب العراقي اثبتت خطل الرهان على ما يتقوله الاخرون ضد الاسلاميين الذين كانوا الاحرص على صناديق الانتخابات وكتابة الدستور عن طريق اشخاص منتخبين وليسوا معينين كما اقترح السفير بول برايمر الذي كان يصرّ على ان يكتب الدستور بايدي نخب تمثل العراقيين عبر اختيارها عن طريق التعيين من قبل القوى السياسية ولكن وقوف المرجعية الدينية وتيار شهيد المحراب ضد هذا المقترح ادى الى افشاله وايجاد جماعة منتخبة لكتابة الدستور العراقي ومن ثم التصويت عليه واقراره شعبياً في الاستفتاء العام.9- كان تيار شهيد المحراب من القوى الحريصة على سيادة واستقلال العراق واخراجه من طائلة البند السابع الاممي وجدولة انسحاب القوات الاجنبية من العراق وفق مراحل مدروسة ومبرمجة وتقوية واعداد الجيش العراقي ليكون قادراً على حماية التجربة العراقية الجديدة من كل محاولات الاعداء الداعية الى اجهاضها واضعافها وعودة المعادلة السابقة بكل ظلمها وظلامها وقسوتها وبشاعتها.10- حرص تيار شهيد المحراب على احترام مواعيد الانتخابات وعدم تسويفها والتأكيد على صدق ومصداقية القوى السياسية الجديدة لكي لا تفقد ثقة الجماهير العراقية التي ساندتها وانتخبتها وتحدت الارهاب والتهديد وصنعت ملاحم الانتخابات السابقة،وهذا التبني والتصدي لتيار شهيد المحراب على ضرورة انجاح العملية السياسية واجراء الانتخابات بموعدها المقرر احرج القوى المعادية الساعية الى ايجاد فوضى وارباك في العملية السياسية وادخال البلاد في ازمة الفراغ الدستوري والخلاف السياسي والشد الطائفي.11- واهم ما يميز هذا التيار الوطني تغليبه لمصالح العراق العليا على حساب مصالحه الفئوية الخاصة المتعلقة باستحقاقاته وحقوقه ونجاحه الباهر في الابتعاد عن مسألة الشد المصالحي الحزبي الذي كرسته المحاصصة المقيتة وتخليه عن بعض الاستحقاقات من اجل الحفاظ على الاولويات الكبرى والاهتمامات الرئيسية وقد تخلى عن رئاسة الوزراء بعد ازمة تنحي الدكتور الجعفري بسبب اعتراضات القوى السياسية ولم يتمسك بهذا الحق لشعوره ان تسيير العملية السياسية اهم من موقع هنا او منصب هناك لان تعطيل دور الدولة بسبب المحاصصة الحزبية سيؤدي الى خطر يتحمله الجميع دونما استثناء.12- قدرة هذا التيار على استنبات الطاقات وايجاد القدرات القيادية في اصعب ظروفه كان عامل قوة لهذا التيار ومؤشر واضح على عقلية المؤسسة التي يسعى الى تكريسها في الاداء العراقي العام فغياب قائده شهيد المحراب وخليفته عزيز العراق لم يشكل فراغاً قيادياً يؤدي الى خلافات داخلية تسهم في تشظية اوصاله الى شظاياً غير متآخية كما هو حاصل في اغلب الاحزاب والحركات التي سرعان ما تضمحل وتتشقق بمجرد خلاف على موقع قيادي متقدم بينما السياقات التي جرت في انتخاب قائد لهذا التيار وبالطريقة الرائعة المتسمة بالشفافية والحكمة والحرص والمسؤولية اكدت الوعي المؤسسي لهذا التيار الشريف.هذه العوامل وغيرها ممن اغفلنا ذكرها او الاشارة العابرة اليها تعكس اسباب اندفاع القوى المعادية للعراق ضد هذا التيار الوطني من جهة وتكشف عن دوره الفاعل في تحصين وحماية العملية السياسية من مخاطر الاختراق والتخريب من جهة ثانية كما تعبر عن اهمية هذا التيار الشريف في ايجاد الوعي المعتدل والمتوازن في العراق الجديد من جهة ثالثة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
احمد الربيعي
2009-11-27
انشاء الله اغلب المقاعد للائتلاف الوطني العراقي بحكمه وقياده خط شهيد المحراب وبقيه الاطراف الوطنيه المؤتلفه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك