ميثم المبرقع
الى هذه اللحظة وضمن قراءة سريعة لطبيعة الائتلافات والتحالفات العراقية نعتقد ان الائتلاف الوطني العراقي الاكثر انضباطاً وتنظيماً وحضوراً في الواقع العراقي من خلال شخوصه وقواه ومساراته وخطابه السياسي العام. كما نعتقد ان الهجمة الاعلامية القادمة او الاحتراب الانتخابي سيشتد بين جبهة المطلك وعلاي وبين المالكي كلا يحاول تسقيط وتشويه الاخر من اجل رئاسة الوزراء. ويبدو ان ثمة بوادر لصراع جديد في الافق العراقي بين جماعة البولاني من جهة والمالكي من جهة ثانية والمطلك من جهة ثالثة.
والائتلاف الوطني العراقي ينأى بنفسه عن هذه الصراعات لانه لم يمتلك السلطة والحكومة الحالية حتى تتوجه اليه معاول التشويه والتسقيط كما انه يمتلك قيادات واعية لا تؤمن بالتسقيط واضعاف الخصوم وانما تؤمن التنافس النزيه والدخول في الانتخابات بحملة دعائية تسودها الاخلاق والكفاءة والمهنية. كما ان من خصائص الائتلاف الوطني العراقي تعدد رموزه وتنوع قواه السياسية والاجتماعية والدينية والمذهبية ولم يختزل برمز واحد يؤدي سقوط هذا الرمز الى سقوط ائتلافه ولكن ينبغي ان يتبه الائتلاف الوطني الا جملة قضايا لكيلا يقع في الاخطاء السابقة ونشير الى هذه القضايا بشكل اجمالي وهي:
1- ترتيب اعضاء الائتلاف الوطني العراقي بحسب مسقط رأسهم او مناطق نشاتهم وترعرعهم او مناطق نفوذهم وتأثيرهم خاصة اننا باتجاه القائمة المفتوحة والدوائر المتعددة وهي ما يحتم علينا ترشيح الاشخاص الاكفاء والمعروفين ضمن محافظاتهم وحذار من ترشيح اعضاء لمحافظات من غير اهلها فانه ذلك سيؤدي الى احجام المشاركة الجماهير وقلة تفاعلهم مع الانتخابات من جهة والائتلاف الوطني العراقي من جهة ثانية.
2- الاستفادة من اخطاء المرحلة السابقة وطبيعة الخطاب الانفعالي والارتجالي وقد يحاول بعض السياسيين استدراج الائتلاف الوطني العراقي للدخول في مستنقع الاحتراب الداخلي والتشويه والتسقيط او استدراجهم للدفاع عن بعض القوميات او القوى السياسية من خلال الصراع والنزاع على ملفات قادمة يفتعلها سياسيون بارعون في اختلاق الازمات مع الاخرين من اجل اثارة مشاعر الشارع وتأجيج حماسه. قد يكون التصعيد القادم الذي سيختاره الاخرون ضد الكرد مقتدين بطريقة قائمة الحدباء التي استطاعت كسب تأييد وود الشارع الموصلي العربي الناقم على الكرد وعلى الائتلاف الوطني ان يكون حذراً من الدخول مع اية جهة دفاعاً او هجوماً لكي لا يتم توريطه في هذا الخندق النتن.
3- في المواجهة الوشيكة بين ائتلاف دولة القانون وائتلاف المطلك علاوي سيحاول كلا الطرفين توريط الاخرين في هذه المعركة الخاسرة وربما يحاول كل طرف تحشيد اطراف اخرى معه وموقف الائتلاف الوطني ينبغي ان يكون متوازناً وذكياً ووجود قيادات امثال سماحة الشيخ الدكتور همام باقر حمودي بوعيه المنفتح ورؤيته المعمقة ونظرته الواعية يُمّكن الائتلاف الوطني من تجاوز ازمات التوريط في ازمات داخلية لا تسمن ولا تغني من جوع.
4- الحذر من الاندفاع بمهاجمة البعثيين بطريقة التعميم الخاطىء او الانسجام مع نغمة التخويف من عودة البعثيين فان التخندق مع الدعوات الهادفة الى تهويل البعث ستكون لها مضاعفات جانبية خاطئة.
5- الوقوف بمسافة ذكية واحدة بين الائتلاف الوطني العراقي ودول الجوار الاقليمي العربي والاسلامي والحذر الشديد من استعداء دولة على حساب اخر او الدخول في سياسة المحاور الدولية التي تحاول لبننة العراق وتشظية ولاءاته الوطنية وتغييب هويته.
6- احترام موقع المرجعية الدينية ومكانته المحترمة بين الجميع وعدم الايحاء او الاشارة تصريحاً او تلميحاً بوقوف المرجعية الدينية مع أي طرف وكيان سياسي، والوقوف مع المرجعية الدينية بالموقع الذي تستحقه والمكانة التي تليق بها.
7- اختيار اشخاص كفوئين ومقتدرين بعيداً عن المعايير المزدوجة او الشخصنة او العلاقات الشخصية لاعضاء لم يمتلكوا حضوراً سياسياً واجتماعياً في الواقع الشعبي العراقي فان اهتمامنا واحتراما لاشخاص معينين لا يعني بالضرورة احترام واهتمام الناس اليهم.
8- الحذر من الدخول بمهاترات ومزايدات مع الاخرين ممن يعيش على الازمات ويحاول ادخال البلاد والعباد في دوامة التوترات الداخلية فان الائتلاف الوطني العراقي لا يليق به ولايجوز له الدخول في مثل هذا المستنقع النتن.
9- التحرك السريع باتجاه دول المنطقة وارسال اشارات طمأنة للجميع لكي يتعاملوا مع الملف العراقي وقواه بمسافة واحدة دون تدخل او تغلغل في شؤوننا.
10- الخطاب الطائفي التحريضي اصبح خطاباً ممقوتاً من قبل الجميع وهناك من يحاول اعادة هذا الخطاب والشد الطائفي من اجل ايجاد اختناقات ومخاوف طائفية عبر استفزاز الائتلاف الوطني العراقي.
https://telegram.me/buratha