محمود خطار
قد تصاب بالفزع حين ترقب المشهد السياسي العراقي ومدى التعقيد الذي تفضي اليه تلك التصرفات النزقة والتطلعات المراهقاتية لبعض المحسوبين على العملية السياسية والذين لا يجيدون من فن السياسة سوى نفخ الريش والاعتراض على كل شاردة وواردة متناسين ان المعارضة لا يمكن ان تكون جزءا من الحكومة وانها حتى في في خارج الحكومة تسهم في بناء البلد من خلال التوازن السياسي وهذا ما تمارسه الديمقراطيات المختلفة في العالم والتي تكون فيها المعارضة مساهما فعليا وشريكا في صنع القرار السياسي والتشريعي .. لكن يبدو ان الحال مختلف تماما لدى السيد الهاشمي الذي حكم على مستقبله السياسي في العراق بالفشل حين اقحم نفسه في ضائقة النقض الذي لا يبدو من وراءه اي طائل خاصة انه يسهم في تشابك الاوضاع وخلط الاوراق ما يقود الى امتعاض كبير في اوساط الشارع الذي لم يعد يخفى عليه شكل التواطؤ الكبير وحجم التامر الذي ينفذه البعض بوعي او بلا وعي ..عبر تنفيذ مخططات واجندات خارجية يراد بها ايقاف العجلة الديمقراطية .. يقينا ان السيد الهاشمي قد اقحم نفسه في مازق كبير خاصة ونحن على اعتاب الانتخابات وانه يطمح الى ما يطمح اليه سواه مكاسب انتخابيه لكن طريقه الملتوي الخبيث كشف دوافعه الحقيقية وراء ذلك النقض واسرافه في استخدام صلاحياته في مجلس الرئاسة ..
الشارع العراقي المنزعج من التاجيل والتاخير والذي يشعر بالذعر لعودة الحمى الطائفية الى اوصاله ينظر اليوم الى الهاشمي باعتباره دخيلا على العملية السياسية فلا هو جزء منها ولا هو كمعارض ..وفي كليهما يفترض به ان يشد من ازرها ويعاضدها بالموقف والكلمة والتوجه البعيد عن الشبهات .. لايبدو ان الهاشمي قد فهم الدروس السابقة الكثيرة التي اطاح اولها بحزب البعث كشاة كريضة طردت الى الابد من الحياة السياسية في العراق وغيره وصار من يحاول الاتكاء عليها في عداد المرضى المطلوب معالجتهم وتحريرهم من عقد الوهم المناسلة في ذواتهم ..
وخلافا لما كان يعتقده نائب رئيس الجمهورية فهذا النقض وتلك الزوبعة التي لازالت ثائرة بسببه لم تحقق حلمه في النجومية الذي بحث عنه في مرحلة الاحتراب الطائفي ولم يصبح منظرا مرموقا لمفهوم النقض كما يراه الهاشمي ...ولا ذلك الوطني المتلاعب بالالفاظ والكنى والتسميات والالاعيب السياسية التي تقود الى الالتفاف على الارادة الوطنية والقانون ومباديء الدستور ..الهاشمي المسكين وضع نفسه في زاوية لا يحسد عليها حين دخل عنق زجاجة النقض ظانا انه سيفلح في النهاية في الخروج منها سليما معافى .. ان الزجاجة لم ولن تنكسر وسيصيب الهاشمي التعفن في مكانه فنسائم الوطن لن تهب على اولئك المبطلون ... الحياة لامثال الهامشي ورهط المعطلين لارادة العراق الحر محرمة في عرف العراق الجديد ..وسيخسر كل شيء بعد ان خسر ثقة الشارع ودخل في الزقاق المظلم الذي لاتسكنه سوى القطط المتسولة والكلاب الجائعة ..الان وحيث لم يعد بامكان الهاشمي التراجع ..بل وفي ظل اصراره المقيت على التمسك باذيال النقض حقا وباطلا فانه اطلق الرصاصة الاخيرة على حلمه الميت اصلا في ان يصبح سياسيا عراقيا نبيلا يحترمه الشعب ..
https://telegram.me/buratha