ابو ميثم الثوري
ان تنازع ديكين في حلبة قد يفض هذا التنازع ديك اخر يهددهما وينقيا الاجواء بينهما لكي يتفرغا للديك الثالث الذي يهدد مصالحهما ومستقبلهما في الاستحواذ على اقفاص الدجاج.ومن الواضح جداً انه لا نزاع ولا سلام دائم بل مصالح دائمة كما يقال في الفهم السياسي وحتى النزاع والصراع نسبياً ولم يكن هناك صراع مطلق الا مع الشيطان والهوى.فقد يكون خصمي الفعلي حميماً لي في مقابل خصوم اخرين اشد عداءً وكراهيةً فالقضية نسبية انتزاعية بحسب طبائع الخصوم والاعداء.فقد نصطف مع كل خصومنا السياسيين عندما يتعرض العراق وعمليته السياسية الى خطر الاستئصال والافشال ونقف وقفة واحدة امام كل ما يهدد وجودنا ومصالحنا ومستقبلنا.ومن هنا فقد يقال بان المحن والشدائد توحدنا وتقوي تماسكنا كنتيجة طبيعية لسياقات الصراع وحب البقاء والدفاع عن النفس والانتماء والهوية.وقد لا نفكر احياناً بالتوحد والتحشد مقابل ما يثار ضدنا من اراجيف وافتراءات وما يخطط ضدنا من مؤامرات بسبب النزعة الحزبية المفرطة ونبقى متساهلين مع الاخطار الخارجية ولم نفكر بالاقتراب او التقارب مع الحليف القديم ورفيق المحنة والمعارضة.وطالما اجتمع الاعداء على باطلهم وظلمهم وظلامهم وافترقنا على حقنا ومشروعيتنا كما اشار الامام علي بن ابي طالب امير المؤمنين( عليه السلام) الى هذه الحقيقة المؤسفة في احدى خطبه.واذا كان ذلك لم يوحدنا ولم يجعلنا نتناسى مشاكلنا وخلافاتنا فاننا لا نستحق الحياة والبقاء وقيادة شعبنا وسنتوقع الاسوء والاخطر وحينها لم تنفعنا أي خنادق مشتركة او اصطفافات موحدة.وما فعله الدكتور طارق الهاشمي من نقض لقانون الانتخابات وعن اصرار خطير لارباك العملية الدستورية في البلاد يعطينا رسالة قوية لضرورة التفاهم والتعاون والتنسيق بيننا وبين القوى المشاركة في العملية السياسية التي شعرت بالخطر بنفس شعورنا وحرصنا على العملية السياسية.ورسالة النقض الخطيرة اذا لم توحدنا وتعيد ترتيب اوراقنا وفزر خنادقنا ومراجعة مواقفنا وحساباتنا وائتلافاتنا فانني نستحق ان ينالنا مع نال الامم من قبلنا وان طوارق الحدثان ستطرقنا اذا لم نتوحد بسبب ضربات طارق الهاشمي وعلى الاقل اذا لم نفكر بمصالح شعبنا واجيالنا فلنفكر بمصالح احزابنا وائتلافاتنا ومواقعنا وهذا اضعف الايمان واقل الولاءات الوطنية.ومن المفيد الاشارة العابرة الى اننا قد حذرنا الاخوة في ائتلاف دولة القانون من هذه المواقف والتداعيات وان انفرادهم بقائمة هو الذي جرأ الاخرين علينا وشجع طارق الهاشمي للنقض والا لو كنا ائتلافاً واحداً وقلباً واحداً لما حصل الذي حصل.
https://telegram.me/buratha