محمد التميمي
يتصور البعض خطأ ان اعلان شخص مثل رياض غريب خروجه من المجلس الاعلى الاسلامي العراقي وانظمامه لائتلاف دولة القانون سيؤدي الى حصول ثغرة سياسية كبيرة في المجلس واختلال في ميزان القوى السياسية لغير صالح الاخير.مثل هذا التصور خاطيء الى حد كبير ان لم يكن خاطيء مائة بالمائة.وسأسوق بأختصار شديد الاسباب التي دعتني الى التأكيد والقطع بأن ذلك التصور خاطيء جملة وتفصيلا.اولا:من خلال قراءة السطور اعلاه بالنسبة لكثير من القراء، والتي ذكر فيها اسم رياض غريب، لن يستطيعوا معرفة من هذا الشخص سريعا، وسيحتاج كل واحد الى وقفة طويلة وربما يحتاج الى ان يسأل اخرين ليعرف انه ينتمي الى المجلس الاعلى او منظمة بدر ومن خلالهما اصبح وزيرا.أي يمكن القول انه نكرة اضيف اليها ال التعريف في ظروف غير طبيعية، بحيث ان تلك الال لم تفلح بتغيير واقعه. ثانيا: رياض غريب اخذ من المجلس الاعلى الامتيازات والجاه والوجاهة والمنصب السياسي الرفيع الذي ما كان يحلم به اصلا، ولم يمنح المجلس شيئا.ثالثا: انه كان حريصا على استيعاب بقايا البعث الصدامي، وامثالهم في وزارته، وغلق الابواب بأحكام امام الشرفاء والمخلصين والمضحين والذين قسم منهم كانوا رفاقا له في مرحلة الجهاد.رابعا:ان ما دفعه الى اتخاذ قرار الخروج من المجلس الاعلى والانضمام لائتلاف المالكي هو عدم اختياره عضوا للشورى المركزية للمجلس الاعلى في دورته الاخيرة العاشرة التي عقدت منتصف شهر تشرين الاول الماضي. خامسا، وفي مقابل ما جاء في النقطة السابقة فأن وعودا اغدقت عليه من قبل ائتلاف دولة القانون وحزب الدعوة في حال انضم اليه، ويبدو انه كان قلقا جدا على منصبه الوزاري وكان يبحث عمن يطمئنه عليه.سادسا: بصراحة ومن باب الاستغراب والدهشة وحب الاستطلاع سألت صديقا قديما لي من الكوادر القيادية في منظمة بدر عن تبعات انضمام غريب الى ائتلاف دولة القانون ، فمن دون تردد تلا علي بيت الشعر المأثور (مازاد حنون في الاسلام خردلة ولا النصارى لهم شغل بحنون).. واطرقت قليلا اتأمل، فما كان من صديقي الا ان قال لي ما بك الى اين وصلت؟.. قلت له ما زلت معك .. فعلا مازاد حنون في الاسلام خردلة .. وهذا الحنون لم يكن الاول ولن يكون الاخير، مادامت هناك وزارات وملايين ومحطات اختبار حقيقية في مسيرة الحياة الطويلة..
https://telegram.me/buratha