بقلم : الكوفي
لايختلف اثنان بأن المجلس الاعلى في طليعة القوى السياسية التي تتصرف بحكمة ودراية وله باع طويل في العمل الجهادي والسياسي واستطاع ان يدير اغلب الملفات المعقدة على اكمل وجه .
كما ان للمجلس الاعلى تأريخ جهادي تضحوي استطاع ان يرهق النظام العفلقي المقبور أبان حكمه وتسلطه على رقاب الشعب العراقي ، كما ان للمجلس الاعلى رجالا افذاذ لاسيما شهيد المحراب قدس سره الذي اعترف به الطاغية المقبور صدام العوجة ، رغم ان المقبور صدام لم يعترف في يوم من الايام بان هناك معارضة له الا انه لم يستطيع ان يتجاوز شخصية شهيد المحراب عندما ظهر ذات يوم من على شاشة التلفزيون العراقي الحكومي انذاك مخاطبا اياه وعارضا عليه ان يخوضا الانتخابات معا وهذا بحد ذاته اعترافا رسميا ، ان طلب المقبور ان دل على شيء انما يدل على الثقل السياسي الذي كان يمثله شهيد المحراب وحظوره الجماهيري والدولي ،
استطاع المجلس الاعلى ان يقدم خدمات جليلة للشعب العراقي بعد سقوط النظام العفلقي كما انه استطاع ان يتعامل بحكمة واستوعب جميع القوى السياسية واستطاع ان يفشل جميع المؤامرات التي ارادت تشتيت الصف الشيعي وتحمل الكثير واعطى التضحيات ايمانا منه بالثوابت التي اسسها وعمل من اجلها .
مرحلة ما بعد السقوط كانت من اصعب المراحل التي تصدى لها المجلس الاعلى وذلك من خلال كتابة الدستور والانتخابات والتأسيس لدولة عراقية حديثة تقوم على اساس العدل والمساوات ،
المتابع للاحداث يجد ان المجلس الاعلى كان في طليعة القوى المستهدفة ان لم نقل المستهدف الوحيد من قبل ايتام صدام والقوى الظلامية المتمثلة بالقاعدة التكفيرية والاسباب معروفة ولا تحتاج الى بيان .
الانجازات التي قدمها المجلس الاعلى هي انجازات عظيمة وكثيرة ولعل كتابة الدستور من اصعب المهام واستطاع ان يترك بصماته عليه كما انه كان لاعبا اساسيا في تشريع قانون الانتخابات وتفويت الفرصة على القوى الظلامية .
كذلك تصدى المجلس الاعلى لادارة المحافظات في اصعب مرحلة انتقالية شهدها العراق اذ انه تحدى في ذلك الوضع الاستثنائي وجميع الهجمات الارهابية والمؤمرات التي راهنت على افشال العملية السياسية وايقاف الاعمار رغم ضعف الامكانيات المادية مقابل تدمير البنى التحتية التي خلفها النظام السابق المقبور .
ان هذه الانجازات التي ذكرناها والتي لم نذكرها تعرضت الى حملات اعلامية مدروسة ومركزة كان الهدف من ورائها ايهام المواطن العراقي وتحميل المجلس الاعلى مسؤولية جميع السلبيات والاخفاقات التي حصلت من قبل الاخرين ، الهدف من وراء ذلك ايقاف التأثير الذي سجله المجلس الاعلى والحد من امتداده وبالتالي فسح المجال امام القوى التي فقدت حضورها ، الانكى من ذلك استطاع الاعلام المضلل ان يجير اغلب الانجازات التي قدمها المجلس الاعلى الى قوى هي ابعد من ان تكون لها انجازات وبالتالي استطاع هذا الاعلام ان يلفت الانظار الى غير المجلس ولو لفترة من الفترات .
الان ونحن نشهد اقرار قانون الانتخابات ونقضه ومن ثم اقراره والتجاذبات التي شهدها البرلمان العراقي وقيام القوى الظلامية والعمل على افشال هذا القانون نرى ان بصمات المجلس الاعلى شاهدة للعيان وانه استطاع بكل جدارة افشال جميع المؤمرات بل انه استطاع ان يرد على نقض الهاشمي بتعديل ابكى الهاشمي نفسه وكأن لسان حاله يقول ( ليتني لم انقض القانون السابق ) .
اقول وبعد كل ما كتبته على عجالة ان المجلس الاعلى نجح في كل شيء الا انه فشل في الجانب الاعلامي ويجب ان يلتفت الى هذه الحقيقة التي باتت تضر بالواقع العراقي قبل ان تضر بالمجلس الاعلى نفسه باعتبار ان الحرب متعددة الاوجه ومن بينها الحرب الاعلامية التي تترك اثرها المباشر على نفسية المواطن العراقي ، نحن نطالب المجلس الاعلى ان يولي هذا الجانب اهتماما كبيرا وان يغلق الابوب بوجه الاعلام المغرض الذي استطاع ان يخدع الكثير من الناس ، يجب على المجلس الاعلى ان يفعل الجانب الاعلامي بالشكل الذي يتناسب وخطورة المرحلة كما انه يجب عليه ان يتصدى للشائعات بشكل علمي مدروس حتى لا تتسلل الى الشارع العراقي وان تجهض جميع التوجهات الاعلامية المغرضة خصوصا ونحن نعلم ان الاعلام بات السلاح الفتاك في عالم اليوم .
نحن امام استحقاق انتخابي لاربع سنوات جديدة والاعلام له حضور متميز وحاسم من خلال الحملات الانتخابية الدعائية ولا اخفيكم سرا كما ان هذا غير خاف على المجلس الاعلى نفسه اذ انه بدت الحملات التسقيطية الشرسة لقيادات المجلس من خلال قلب الحقائق والساق التهم دونما واعز من ضمير ، على المجلس الاعلى ان يكثف من حملاته الدعائية وان يكشف للمواطن العراقي جميع الانجازات التي قدمها بالخفاء والعلن وان يكون السباق في طرح برنامجه الانتخابي وارشاد الناخب وتوعيته في التصدي الى الاعلام المغرض والوقوف بوجهه من اجل بناء عراق حر ديمقراطي تسوده العدالة والمساوات .
https://telegram.me/buratha