ابو ميثم الثوري
ثمة ثقافة تكرست في الواقع العراقي الجديد شكلت ظاهرة سلبية بسبب المساحات المنفتحة للحريات والامتيازات لبعض القوى السياسية والاحزاب التي اخذت تستأثر بالمواقع والمناصب مستغلة سيطرتها وهيمنتها على مفاصل الحكومة.المؤسف ان ظواهر الفضيلة والتضحية والايثار التي شهدناها في عهد المعارضة قد اختفت في اداءات القوى السياسية المتنفذة في العراق الجديد وبرزت ظاهرة سلبية وهي ظاهرة الاستحواذ والهيمنة والاستئثار وقد ابتلينا بنماذج كشفت عن جشعها وطمعها وسحقت على تأريخها ومبادئها وحرقت ذاكرتها القريبة التي عشناها مع الدعاة الاوائل من رجالات الحركة الاسلامية الذين كانوا النموذج المشرف للايثار والتضحية والتفاني.مشكلة السلطة ومصالحها ومطامحها ادت الى تنصل الكثيرين عن مواقفهم ومبادئهم واخلاقياتهم وربما لم يكونوا في العهد السابق عندما كانوا في المعارضة والسجون بنفس هذه الروح الشرهة والطامعة.ألم يكن الذين هم الان في السلطة هم انفسهم في عهد المعارضة يسعون الى هداية الناس وارشادهم الى الطريق السوي ويطمعون بادخال الناس في الاسلام وهم انفسهم الذين يؤثرون في الجامعات ويبلغون لرسالات الله وهم انفسهم الذين تميزوا بالتدين السلوكي والاخلاق الرفيعة ومساعدة الاخرين بالنصيحة والمال.الم يكونوا هم انفسهم الذين كانوا يتقدمون الى غرف الاعدام والمقاصل وهم يكبرون ويهتفون بكل كبريائهم وعنفوانهم للاسلام والعقيدة وكأنهم في حفلة عرس حتى ذهل الجلادون من هذه المشاهد الفريدة التي لم يعتادوها في المعارضين من القوى السياسية الاخرى.ماذا حصل وماذا تغير ولماذا يلهث اولئك الاباة الدعاة وراء المناصب والمواقع المهزوزة وينسلخون عن تأريخهم وثقافتهم وهل هكذا تفعل المصالح والسلطة باصحابها فما هو الفرق بين تصرفات ازلام النظام السابق ورجالات الحركة الاسلامية.كثير من التساؤلات نتوقف عندها بكل حسرة والم ولا نكاد نجد جواباً مقنعاً لها ولا نستطيع ان نلتمس لهم الاعذار بل لا نستطيع ان نفرق بينهم وبين ازلام النظام السابق وحتى مسؤولي حماياتهم لا يختلفون عن عبد حمود سلوكاً وتوجهاً وطمعاً فاين التربية الاسلامية واين الاخلاق واين الوعود واين نصائح الشهيد السيد محمد باقر الصدر ومحاضراته عن حب الدنيا فهل نسى هؤلاء ام تناسوا؟ماذا دهاكم وهل انستكم المناصب والسلطة وشهوتها كل تصوراتكم وافكاركم السابقة وهل نسيتم انكم اسلاميون وهل تخليتم عن مبادئكم من اجل سلطة زائلة ومتداولة وهل تستفيون يوماً من غفلة وغفوة ونشوة المصالح السلطوية؟أليس فيكم رجل رشيد فينصحكم او يذكركم بالشهداء والسجناء والمتضررين وهل انتم نادمون على مواقفكم السابقة وثقافتكم الاسلامية ام انتم لاهون ومنغمسون بالمواقع والمناصب هل اعددتم جواباً لكل الامهات الثكالى والاطفال اليتامى الذين فقدوا اباءهم بسبب انتمائهم للحركة الاسلامية ام انكم ستتهربون منهم وتغلقون ابوابكم ومكاتبكم بوجوههم؟وهل عقمت نساء العراق حتى لا نجد بديلاً لهيئة المسائلة والعدالة سوى وليد الحلي وهل شحت الساحة حتى نأتي برجل لرئاسة مؤسسة السجناء وكالة امثال وزير الرياضة والشباب الذي اساء للرياضة والشباب ولم يقدم خطوة بهذا الاتجاه؟هل العراق من حصة حزب واحد حتى يتراوح رجالات هذا الحزب في مؤسسات ووزارات الحكومة ومجالس المحافظات وفيهم الكثيرون من المزورين والفاشلين والمحتالين؟مالفرق بينكم وبين ازلام السلطة السابقة من حيث التوجه العام للمواقع واللهاث وراء المناصب وانتم ترون جيداً كم هم فاشلون من استعنتم بهم في اغلب الوزارات والمؤسسات؟اتعلمون ان هذا الملك والموقع لا يدوم وان الايام حبلى بالاحداث وليس فيكم من باق في موقعه فما انتم قائلون لاخوانكم المضحين والمتضررين والمهمشين ، صدقوني ستدفعون ثمن مواقفكم الانتهازية والانانية وسيحاسبكم اخوانكم قبل اعدائكم ، ولات حين مناص.
https://telegram.me/buratha