منى البغدادي
احياناً اخطاء الناس بحسب مواقعهم وبحسب طبائعهم وتختلف اثار الاخطاء باختلاف الناس ومكانتهم فقد يؤدي خطأ المهندس الى خسائر في البنيان وخطأ الطبيب الى ازهاق ارواح بريئة واخطاء رجل الدين الى تحريف امة وتزييف عقيدة ومفاهيم بينما اخطاء عامل التنظيف تؤدي الى تراكم القمامة في الساحات العامة واخطاء العامل او الخادم مع سيده قد لا تؤدي الى كوارث كاخطاء الحاكم. ومن هنا فأن الاخطاء بحسب خاطئيها ومرتكبيها وبقدر ما يترتب عليها من اثار خطيرة ونتائج وخيمة. فقد يقال بان غلطة الشاطر بالف وهو كلام ذات دلالات واضحة واشارات ذكية فان الغلط من القائد يؤدي الى ويلات ومأساة وكوارث فان ما حصل من اخطاء تأريخية كلفت المسلمين ضريبة باهضة مازلنا ندفعها ولاجيال قادمة.خطأ الانسان العادي لا يكلف الا صاحبه ولا ينعكس على الاخرين بالضرورة بينما خطأ الانسان المسؤول فيدفعنا جميعاً ثمن اخطائه.
وشخصية مثل الدكتور طارق الهاشمي فان اخطائه لا تنعكس بعنوانه الشخصي فقد يخطأ الكثيرون امثاله كما كان يخطأ محمود المشهداني رئيس مجلس النواب السابق ومقدار اخطائه كانت لا تتعدى سوى السخرية بالنواب والاستخاف بالعراقيين وتحويل مجلس النواب الى مقهى لحوار الطرشان في عهده وهي بالتالي اخطاء لا تتجاوز موقعه وجدران مجلس النواب رغم انه ساهم في تعطيل الدور الرقابي لمجلس النواب واساء الى الدور النيابي الفاغل وافرغه من محتواه الهادف.اما اخطاء طارق الهاشمي فقد كانت لها اثار خطيرة على مستقبل العملية السياسية والمعادلة السياسية الجديدة فان استغلال الموقع الرئاسي وامتيازاته الدستورية ينبغي ان تصب لصالح العراقيين لا ضدهم وما جرى من نقض لقانون الانتخابات وفي هذه الظروف الحرجة تشير الى ان ثمة مؤامرة كبيرة يحيكها طارق الهاشمي لتحقيق اجندة خارجية تستهدف مستقبل العملية السياسية في العراق ومحاولة نسفها من الداخل. عندما يمنح الدكتور طارق الهاشمي هذا الامتياز الدستوري فانه من اجل ان يحقق دوره الوطني وحماية العراقيين لكي لا تمرر قرارات وقوانين لا تصب في مصلحة العراقيين.
واما نقضه لقانون الانتخابات واستغلال الظروف الخطيرة الزمانية والسياسية يعني ان طارق الهاشمي لا يريد الخير للعراق وشعبه وانما يخطط لضرب ونسف العملية السياسية من الداخل مستغلاً موقعه الرئاسي.وهذا يؤشر على ان هناك سياسيين لو يمتلكون القدرات الذاتية والموضوعية وله قدرة على القرار والحكم فهم بين خيارين فاما يستثمروا هذه القدرات للتطوير والتعمير او للتخريب والتدمير كما فعل حكام العراق السابقون فقد استطاع صدام المقبور الى استغلال مقدرات العراق وثرواته وموارده البشرية والمادية والتسليحية لاشعال الحروب والازمات ضد ابناء شعبه ودول الجوار وقاد البلاد الى مستنقع الخراب والهاوية وكذلك ما فعله هتلر بالمانيا وموسوليني بايطاليا.
بينما هناك قادة تأريخيون وظفوا قدراتهم لصالح بلدانهم وازدهارها كالمهاتما غاندي والامام الخميني والرئيس الاماراتي الراحل زايد بن خليفة ال نهيان فهؤلاء استثمروا عوامل القوة في بلدانهم الى البناء والتطور والتحضر.ويبدو ان ظاهرة توجيه القدرة المعنوية كحق النقض او المادية كالموارد العراق البشرية والتسليحية اصبحت غير منحصرة بصدام المقبور فلدينا كثيرون يمتلكون حق القوة ولكنهم لا يمتلكون قوة الحق ويقول امير المؤمين (عليه السلام) في هذا السياق "اذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك"
https://telegram.me/buratha