احمد عبد الرحمن
الاعترافات الاخيرة لبعض المجرمين الصداميين المشاركين في التخطيط والتنفيذ للعمليات الارهابية التي استهدفت كل من مجلس محافظة بغداد ووزارة العدل في الخامس والعشرين من شهر تشرين الاول الماضي، مثلت دليلا دامغا اخر على حقيقة المنهج الاجرامي الدموي للبعث الصدامي، ومعه تنظيم القاعدة التكفيري، ومثلت تلك الاعترافات رسالة واضحة في دلالاتها ومضامينها الى الذين مازالوا يدافعون عن الارهابيين والمجرمين ويذرفون عليهم الدموع. ولايأتي الارهابيون الصداميون والتكفيريون بجديد من خلال اعترافاتهم بأعمالهم الارهابية، ومايرتكبونه من جرائم متشابهة في ادواتها ووسائلها وواشكالها ومظاهرها تمثل سلسلة متواصلة من مسيرة الارهاب في العراق.ومن يتناول الارهاب كظاهرة وممارسة وفكر وثقافة سيئة لايأتي هو الاخر بجديد، سوى انه يوثق لواقع سيء ويضيف ارقاما ومعطيات وحقائق تثبت وتؤكد البديهيات التي باتت معروفة ومشخصة للجميع، والتي يمكن اختصارها واختزالها بعبارة واحدة مقتضبة، وهي ان الارهابيين التكفيريين والصداميين يستهدفون العراق والعراقيين دون استثناء ولايفرقون بين شيعي وسني، ولا بين عربي وكردي وتركماني وكلدواشوري، ولابين مسلم ومسيحي وصابئي وايزيدي.وواضح ان الصورة العامة لاجندة الارهاب هو شمولها واستهدافها للجميع دون استثناء اشخاصا كانوا ام جماعات.فالذين سقطوا شهداء وجرحى في تفجيرات مجلس محافظة بغداد ووزارة العدل لاينتمون الى طيف قومي او مذهبي او اجتماعي او سياسي واحد، وانما هم صورة مصغرة لنسيج المجتمع العراقي
ولعله من الخطأ وضع قائمة لضحايا الارهابيين من السنة وقائمة اخرى للضحايا من الشيعة، واخرى للضحايا من الاكراد، وهكذا، فمثل هذه التصنيفات غير مناسبة ولا صحيحة، لان هؤلاء كلهم يمثلون حالة واحدة، وان استهدافهم انطلق من هدف واحدة واجندة واحدة، مثلما ان استهداف قرية او مدينة ذات اغلبية سنية او مزار او مكان عبادة يعود لتلك الطائفة، لايختلف بشيء من حيث الجوهر والمضمون والهدف من استهداف قرية او مدينة ذات اغلبية شيعية ، او ذات اغلبية كردية او تركمانية او او ..
ومنذ البداية والى وقت قريب جدا اثبتت كل الاحداث والوقائع ان الجماعات الارهابية المتمثلة بالبعث الصدامي وتنظيم القاعدة، لم ولن تغير منهجها الدموي الاجرامي، وان اي خيار للتعامل معها غير القوة لايجدي نفعا، بل على العكس من ذلك تماما، يمكن ان يوفر لها المزيد من الفرص للتمادي في جرائمها، وتخريب كل ما يتم بنائه وترميمه واصلاحه.وما جرى خلال الشهور القلائل الماضية من اعمال ارهابية يؤكد تلك الحقيقة الدامغة، واذا ارادت الدولة ان تحافظ على حياة مواطنيها وتصون قيم ومقدسات وموارد البلد، فينبغي لها ان تتعامل بأقصى درجات الحزم والشدة مع كل من يحاول ان يسفك الدماء ويزهق الارواح ويستبيح الحرمات، وينتهك المقدسات، ويدمر الموارد ويبدد الثروات، ويعيد البلاد الى عهد التسلط والظلم والظلام والاستبداد.
https://telegram.me/buratha