المقالات

شكرا .. طارق الهاشمي

975 09:01:00 2009-11-24

ابو ميثم الثوري

فخامة نائب رئيس الجمهورية الدكتور طارق الهاشمي لم يكن منافقاً او متلوناً هذه المرة ولم يبد خلاف ما يخفي او يضمر خلاف ما يظهر فقد بدا واضحاً وصريحاً وكاشفاً عن كل ما يخفيه في نفسه من نوازع ودوافع فقد كان صادقاً وواثقاً من خطواته الاخيرة في عملية النقض لقانون الانتخابات الذي انتظرناه طويلاً. كشف الدكتور طارق الهاشمي عن نواياه ومخططاته وقناعاته بالعملية السياسية الجديدة ومستوى تفكيره وجديته ونظرته الحقيقية لمستقبل المعادلة الجديدة في العراق. رغم انه فخامته كان مستفيداً من العراق الجديد ومنح مناصب مرموقة واعطى صلاحيات واسعة لم يحلم بها حتى في العهد البائد الا انه مازال يخبىء للعراق الجديد كل النوايا السيئة ويحاول تحطيم المعادلة الجديدة التي لولاها لما اصبحت له كل هذه الامتيازات العالية.

مشكلة الهاشمي انه لم يتكيف او يتأقلم مع العراق الجديد فقد كان سلبياً في كل مواقفه واستطاع نقض الكثير من القوانين التي لها تأثير على مستقبل الاستثمار والاعمار والتنمية في العراق. ويبقى السؤال الجدير بالتذكير في هذا السياق هو هل سنستفيد من درس الهاشمي البليغ لكي نعيد النظر من جديد في قضايا عديدة نشير اليها اجمالاً:

- طبيعة علاقاتنا مع القوى الاسلامية الوطنية ومستقبل المعادلة الجديدة التي يحاربها الهاشمي ويحاول اعادتنا الى المربع الاول ولابد ان ننقي الاجواء بيننا لكي نتوحد مقابل الهجمة الحاقدة الداخلية المدعومة اقليمياً من اجل اعادة العراق الى معادلته السابقة.

- لابد ان نعيد النظر من جديد في طبيعة التصعيد بيننا وخاصة اخوة المحنة والمسير والمصير الواحد من حلفاء الامس وابناء المراجع الشهداء وانصارهم كالشهيدين الصدرين وشهيد المحراب وعلينا توحيد الخطاب والمواقف لمواجهة المستجدات الخطيرة التي تستهدف وحدتنا وتماسكنا.

- اعادة النظر بشكل جدي ببعض نقاط الدستور التي منحت شخصاً واحداً العبث بمقدراتنا ومصائرنا ومحاولة تخريب العملية السياسية وايجاد فراغ دستوري خطير في البلاد.

- الاخوة في حزب الدعوة معنيون اكثر من غيرهم في اعادة النظر في مواقفهم المتشددة والمتشنجة ضد القوى الاسلامية الوطنية الحليفة لهم طيلة الكفاح السابق والحاضر في العراق الجديد.

- لا يمكن التسامح والتساهل بما طرحه الدكتور الهاشمي كرسالة خطيرة الينا ولابد ان نكون في غاية الحذر من امثاله لئلا يتكرر النقض الذي كاد ان ينسف الانتخابات النيابية القادمة.

- علينا دراسة اسباب النقض الذي اتخذه الهاشمي مع اعتقاده ان المرحلة حرجة وفي غاية الصعوبة وعلينا ان نعي ان النقض لم يأت من فراغ وبالاضافة الى دوافعه ومحاولاته تدمير المعادلة السياسية الجديدة في العراق التي ضمنت له حق النقض والامتيازات التي كفلت له العبث بمصير العملية السياسية فان هناك مخطط توقيتي لعب عليه الهاشمي وهو ابعاد موعد الانتخابات الى ما بعد الاربعين التي ستكون فرصة للعراقيين لبيعة الخط الحسيني الثائر وتعبئة الشارع بروح الثورة والتضحية والايثار وهو ما يخشاه الهاشمي وامثاله وشعوره ان الشارع العراقي قد تقوده الشعائر الحسينية وحماسها للحضور بقوة وتأييد ائتلافات لا يرغب بها الهاشمي ولذا حاول اللعب بعامل الزمن والتأجيل عبر قرار النقض الذي اتخذه.

- ونقول في خاتمة مقالنا شكراً لفخامة نائب رئيس الجمهورية الدكتور طارق الهاشمي الذي كشف لنا عن طبيعة الخط المعادي الطائفي الذي يسعى لتخريب العملية السياسية في العراق بوقت مبكر وان كل مناوراته كانت للتخطيط لقلب العملية السياسية من الداخل وهو الذي وفر كل المناخات لادخال البعثيين لمفاصل الدولة والحكومة. نقول له شكراً فقد عرفتنا باعدائنا والخطر القادم الذي يداهمنا ..وجزى الله الهاشمي كل خير يعرفني عدوي من صديقي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك