حميد الشاكر
الثقافة وحمايتها أخطر قيمةً فعلية من الدماء وحمايتها !!.هل تصلح هذه الجملة لتكون مفيدة ومفيدة جدا ؟!.نعم هذه جملة مفيدة ، بل وخطيرة ايضا ، ويجب التعامل معها بواقعية !!.إن ثقافة اي مجتمع تعني دماغه ، واذا قلنا ان الثقافة هي دماغ المجتمع قررنا من غير شعورمنّا اننا نتحدث عن عقل المجتمع والذي هو منبع تصورات المجتمع وادراكه للاشياء ، ومن ثمّ عقيدته ومقدساته .... بالنتيجة نحن نقول : إن ثقافة المجتمع هي مركز السيطرة في الانسان وخريطة حركة حياته وكيف ينبغي ان يتحرك وينظر ويتعامل مع العالم والاشياء والعناوين من حوله !!!.كل هذا يعني وداخل تحت اطار مفردة (( ثقافة المجتمع )) ، واذا اردنا ان نظيف شيئا مهما اخر لعنونة الثقافة بالنسبة لحياة اي مجتمع بإمكاننا القول:ان الثقافة اعلى قيمة ( او الادق القول للثقافة الاولوية ) في الحفاظ عليها من قيمة الحفاظ على دماء اي مجتمع في هذا العالم ، بسبب إن الثقافة بيدها لابيد غيرها الرؤية للدماء وقداستها وحرمتها.. ان كانت الثقافة حضارية انسانية بشرية تتمتع باسس ثقافة احترام دماء البشر ، وبيد الثقافة كذلك هتك حرمة الدماء والاستهزاء بقيمتها والنظر اليها باحتقار وامكانية سفكها بمبرر وبلا مبرر إن كانت ثقافة عنصرية ايدلوجية بربرية تنظر للانسان ودماءه على اساس كمٍّ مهملٍ يجب التخلص منه وافساح الطريق لغيره من الدماء الزرقاء الاكثر رقيا وقوة منه في هذه الحياة !!.إذن الثقافة اسمى قيمة من او هي متساوية مع الدماء نفسها او ان لها الاولوية في الاهتمام لانها هي وليس غيرها من يتعامل مع الدماء من داخل الانسان وتصوراته وادراكه لهذه الدماء وحرمتها او امتهانها ،وكذا المحافظة على الثقافة ورعاية توجيهها ، وانشاء الضوابط السياسية والعقدية والاقتصادية والاجتماعية لحواضنها ، وهكذا ايضا السيطرة على مبادئها واهدافها.... كل هذا داخل في حسبة اهمية الثقافة وضرورة حمايتها من ان تقع بيد الاشرار من الناس وغير الامينين على زرعها وتوجيهها والتخطيط لنظام حياتها داخل اي امة من الامم البشرية والانسانية الحضارية التي تتحرك بدماء وتحافظ على هذه الدماء من ثقافة عدم احترام قدسية الدماء !!.بعد هذا كله للثقافة واهميتها نتسائل لغرض الاسألة لاغير عراقيا محليا داخليا : هل الثقافة العراقية بايد امينة حقا في هذه المرحلة من مراحل تأسيس الثقافة العراقية السياسية والفنية والادبية والاجتماعية الجديدة ؟.أم ان مؤسسات الثقافة العراقية وعيون منابعها السياسية والايدلوجية والفنية والادبية .... لم تزل ترزح تحت نير ادمغة وعقول وايد عراقية قديمة ( بعثية وقومية وشيوعية وعشائرية ..) لعبت مالعبت بدماغ هذا الانسان العراقي المسكين في الماضي ، ولم تزل هي نفسها تسيطر وتتسلق الى بيت الثقافة العراقية لتسطو عليه من جديد ولتمارس النهب الثقافي في داخله لصناعة انسان هو مصنوع من قديم الازمان على ثقافة كراهية الاخر واستسهال النظر الى دماءه واحتقاره طبقيا ، او قوميا ، او عنصريا او ايدلوجيا كما نقرأه من ثقافة شيوعية تدعوا لكراهية واحتقار الاخر العراقي الاسلامي مثلا او غير ذالك ؟؟.بمعنى اخرماهو المراد من مقولة ثقافة عراقية جديدة مغايرة عن ثقافة الدم والكراهية اليسارية الفوضوية او ثقافة التعنصر القومية البعثية العبثية او ثقافة الانغلاق القبلية والمحافظة عليها والدفع في سبيل الانتماء الجماهيري العراقي لها ؟.هل يعني هذا ضرورة التفات الدولة بمؤسساتها التنفيذية الى حماية منابر الثقافة العراقية داخل مؤسساتها الحكومية على الاقلّ اولا كي لاتكون بايد غير امينة على ثقافة المجتمع في وحدته ودعمه للدولة والبناء الحضاري والاستقرار الاجتماعي والنظر الى الجديد العراقي بصورة مختلفة ؟.أم ان ذاك المعني يقصد كلا المعنيين القائمين على رعاية الثقافة ودعمها والتخطيط لانشائها وبنائها عراقيا بصورة انسانية حديثة من جهة ، بالاضافة لحماية هذا المنجز الثقافي العراقي الجديد سياسيا وعقائديا اخلاقيا واقتصاديا من ان يقع او يختطف من قبل ايدٍ غير امينة وخائنة وتغريبية عن العراق وتراثه ....لتتصالح هذه الثقافة الجديدة فيما بعد مع الانسان والعراق وليتصالح من ثم هذا الانسان تحت الثقافة الجديدة مع نفسه والاخر ومع نفسه والدولة ومع نفسه والمستقبل الجميل والمشرق بالنسبة لآماله وما يحب ان يصل اليه في المستقبل ؟.الحقيقة ان المعنى الثاني هو المقصود من مقولة ضرورة حماية الثقافة العراقية من الايدي غير الامينة التي تتلاعب اليوم بدماغ الانسان العراقي ومن داخل مؤسسات الدولة العراقية بالاساس مع الاسف لتخلق له الضبابية في رؤية خارطة حياته العراقية السياسية الجديدة والضبابية في رؤية مستقبله والضبابية حتى في كيفية رؤية الانسان العراقي لووضوحها لحاضره وكيف ينبغي ان ينظراليه بتفائل وحب وبناء ومحاولة نهضة وغير ذالك !!.نعم علينا التفكير من الان فصاعدا وبجدية الى تأسيس ثقافة عراقية منقطعة عن الماضي الثقافي السياسي والفني والادبي المؤدلج والاسود الذي اسس له البعث في مرحلة من المراحل والشيوعية في مرحلة اخرى والقومية العنصرية في ثالثة من تاريخ ثقافة الانسان العراقي فيما مضى من جهة ، كما انه علينا المحافظة على هذه الثقافة العراقية الجديدة المنقطعة عن سلبيات ثقافة الماضي برؤيتها وباصالتها الوطنية والاخرى الانسانية المنفتحة على العراق الجديد من جانب اخر وبكافة الوسائل المتاحة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وفنيا وادبيا مع الالتفات بقوّة الى موضوعة التعامل مع الثقافة من قبل الدولة واصحاب المسؤولية فيها وكذا من قبل الكتاب والمثقفين والفنانين .... العراقيين ايضا انها اخطر بكثير ان تركت بلا حماية وتجديد من القنابل الارهابية التي تتفجر بالابرياء من الشعب العراقي لتدمرّ حياته وتسفك دماءه وتحرق آماله واطفاله وحاضره ومستقبله لالسبب بحاجة الى عبقرية لفهمه ولكن بسبب بسيط وبسيط جدا هو : ان الثقافة لها الاولوية والقيمة التي تخلق الحياة كلها بما فيها كيفية صناعة الحياة للدماء بدلا من امتهانها وسفكها من خلال ثقافة الفوضى وثقافة التكفير وثقافة الكراهية !!.
https://telegram.me/buratha