المقالات

الحكيم واقل الضررين

872 14:38:00 2009-11-23

ابو ميثم الثوري

ثمة قول معبر وبليغ لامير المؤمنين (عليه السلام): ليس العاقل من يعرف الخير من الشر ولكن العاقل من يعرف خير الشرين.ولدينا في الفقه الاسلامي مبدأ (التزاحم) او فقه الاولويات كما في الفقه السني يمكن ان يدعم كلام الامير وامير الكلام وهو باختصار تقديم الاهم على المهم او تقديم الاقل مفسدة على الاكثر مفسدة اثناء تزاحم الاداءات وامثتال الحكم الشرعي كمن يتناول المحرم لانقاذ النفس المحترمة باعتبار ان ارتكاب المحرم مفسدة وهلاك النفس مفسدة اكبر، او من ينقذ غريقاً بارتكابه حرمة المرور في بستان يؤدي الى النهر.وفي العمل السياسي نحتاج بشكل اشد واقوى الى هذا المبدأ والسياسة كما في بعض معانيها هي فن الممكن وقد يواجه السياسيون دائماً خيارات متعددة ومصالح ومفاسد متفاوتة.وفي كثير من الخيارات التي تواجهنا نختار الافضل اوالاقل ضرراً وليس من العقل والحكمة ان نختار اصعب الخيارات واكثرها ضرراً وهو ما يميز العقلاء عن السفهاء.ولا ننكر ان قانون الانتخابات لم يكن قانوناً يحقق كل المصالح والمقاصد ولم يكن قانوناً خالياً من الفجوات والثغرات والتحفظات ولكنه في نهاية المطاف افضل الحلول واحسن الخيارات.وان وجود ثغرة معينة لا يعني ان نلغي القانون اساساً وان وجود تحفظات في القانون لا تقودنا الى قيادة العراق وعمليته السياسية الى حافة الهاوية وهذا يعني اننا لا نريد الخير لبلادنا ونقدم مصالحنا وانانياتنا على مصالح الوطن العليا.قد يكون من الصحيح ان القانون لم يكن مثالياً وشاملاً وكاملاً ونعترف فيه بعض النواقص وبعض العيوب ولكن ايقافه ونقضه يؤدي الى فراغ دستوري ويضع البلاد والعباد امام ازمات جديدة ويزيد من تفاهم الامور وهو ما يخالف المنطق العقلائي الذي يدرك المصالح من المفاسد بل يميز المصالح الاهم من المصالح المهمة.نأمل ان نتعاطى مع الملفات القادمة بهذه الروح الوطنية والتمييز العقلائي بين الشر واقل الشرين وبين الضرر واقل الضررين لكي نقود البلاد الى شواطىء الاستقرار والازدهار.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك