المقالات

بين السيد النائب والسيد النائب ...

915 10:58:00 2009-11-23

سامي محمد فليح

قبل سنين طويلة خلت كان السيد النائب الذي تحول بعد ذلك الى السيد الرئيس يعمل بخبث ودهاء واجرام ..ولايكاد يفوت لحظة واحدة دون ان يستغلها للتنفيس عن ماربه واحقاده وشروره واثامه التي امتهنها منذ ان كان قاتلا ماجورا في ملاهي بغداد وحاناتها .. كان يناط بهذا النائب تلك الادوار التي لا يمكن لغيره ان يقوم بها .. بل ولا يمكن لسواه ان ينجح في تنفيذها ..فهو المسؤول عن بناء المعتقلات والسجون وادارة ملف الاغتيال وتصفية المعتقلين او المعارضين بوسائل وطرق شتى ... يومها كان السيد النائب يبتسم عريضا على شاشات التلفاز وهو يستعرض اكاذيبه على الشعب الذي لازال يذكر ذلك النائب الذي اورثه بعد حين شتى الوان الذل والضيم والهوان والفتك ..

اليوم بعد ان تخلصنا من ذلك النائب الذي صار رئيسا ثم تحول الى قائد ضرورة وفلتة من فلتات العصر الدموي ..نفاجأ بان هناك من يحاول ان يقتفي اثاره ويمشي على خطاه ويتبع وصاياه المشؤومة .. كيف لا وهو اله البعثيين الذي علمهم السحر والكفر والفسوق .. السيد النائب طارق الهاشمي المتمسرح خيلاء وهو يقود عصابات القتل والاجرام ويدافع عنهم والمطالب الاول بالعفو عن القتلة والمعارض الاول للتوقيع على اعدام الجلادين يتقمص دور النائب القادم بمهارة اشد وواكبر واكثر خبثا من سيده القديم .. فهو يلعب على جميع الحبال كما يقولون ...اذ يتصرف كانه حمل ودود على شاشة التلفاز بينما تكشف حركته اليومية عما في نفسه من خبث وكراهية للعراق وتجربة الديمقراطية وسعيه المتواصل لاعادة عقارب الساعة الى الوراء .. لانريد هنا التطرق الى حقيقة تحالفات الهاشمي البعثية ولا عن موارد دعمه المشبوهه ولا عن الاوامر التي يتلقاها من اسياده في الرياض او عمان او القاهرة بل عن دوره المشبوه في مجلس الرئاسة بعد ان طرده الحزب الاسلامي وماعاد له تاثير يذكر في قبة البرلمان ...

فالموقف الاخير من قانون الانتخابات يكشف مستوى التامر الكبير الذي يقوم به السيد النائب وقدرته الكبيرة على استغلال المنصب لتحقيق مصالح انتخابية والالتفاف على حقوق العراقيين .. فهذا الرجل الموبوء بحمى الطائفية والموتور بعثيا لم يجد بعد اتفاق مجلس النواب على صيغة قانون الانتخابات سوى هذه الطريقة الملتوية لتحقيق الكسب الانتخابي ولتعطيل الانتخابات برمتها .. ولعل تعطيل الانتخابات بحد ذاته هو المكسب المهم الذي يبحث عنه البعثيون والقاعدة في العراق الذين تغذيهم دوائر المخابرات في دول الجوار ويطبل لهم شيوخ التكفير وائمة الكفر والظلال ..

ولهذا السبب يبدو ان السيد النائب لا يختلف كثيرا عن سابقه في حجم التهديد الذي يمثله للعراق وشعبه بل يبدو اكثر مكرا ودهاءا وهو يعزف على وتر الطائفية تارة ويرقص على طبل البعث تارة اخرى .. فات السيد النائب الحالي ان يستعرض سيرة السيد النائب السابق وكيف كانت نهايته جحور الجرذان قبل ان يتدلى من حبل المشنقة ... واذا كان الشعب قد انتظر طويلا ليستمتع بمنظر السيد النائب السابق فانه لايمكن ان يصبر على نواب جدد يحاولون تقليد سيدهم القديم وسيطردهم خارج دائرة القرار ان لم يرميهم في سلة الازبال ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك