المقالات

واحكيماه

823 21:17:00 2009-11-22

زهراء الحسيني

رحل عنا عزيز العراق ونحن احوج ما نكون الى حزمه وشجاعته وصرامته وحكمته فكان لن يهدأ له بال وهو يرى الاخرين يعبثون بمقدرات الوطن ومصائر المواطن. كان هادئاً في مواضع الازمات ويعمل بهدوء وشجاعة دون انفعال او ارتجال ولكنه كان حازماً وحاسماً وكلما مرت البلاد بازمات وتوترات شمّر عن ساعديه ليلوي انوف المعاندين بحكمته ويحسق رؤوس المتآمرين بشجاعته وكان متسامحاً وسمحاً لكنه كان شديداً من اجل كرامة العراق ووحدة العراقيين وشرف الوطن.قاد المسيرة في اعقد فصولها وابشع مفاصلها الطائفية فاستطاع فك الاحتقانات الطائفية ونزع فتيل الفتن والتوترات وكان حريصاً على حفظ حقوق جميع العراقيين بكل خصوصياتهم ومكوناتهم.يتعاطى مع حماس وانفعال الشارع العراقي بحكمة عالية ونظرة بعيدة المدى فلم يتفاعل مع الانفعال او يتواصل مع السجال بل يمارس دوره القيادي في عقلنة الانفعالات وتهدئة التوترات ولا ينتظر الفعل لينفعل بل يسبق الفعل ليصنعه.كان مسؤوليته الرسالية ومصير الجماهير ومسير العملية السياسية امانة في عنقه فكان للمظلوم عوناً وللمظلوماً خصماً فطالما وقف في دوامة الازمات وصخب الانفعالات رابط الجأش وماسكاً بيديه المباركتين مسارات الحدث بتوازن عال لا يرقى اليه الاخرون ونافضاً بيديه غبار الضياع والظلام عن وجه العراق.

في اصعب ظروف العراق حراجة وفي اخطر مرحلة من مراحل العراق المعاضر كان العراق كله ثكنة عسكرية فمخازن السلاخ العراقي الهائل تحولت الى بيوت المواطنين بكافة انواعها وهي تحتاج الى أي فتيل لحرق العراق من ادناه الى اقصاه فدنت لحظة وقوع العراق على حافة الهاوية اثناء اغتيال اية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم شهيد المحراب(قدس) وفي اقدس لحظة مكانية وزمانية تراق دماء امام جمعة النجف شهيد المحراب مع العشرات من المصلين قرب مرقد امير المؤمنين ليطل العراق على ابواب ابشع فتنة طائفية وحرب اهلية سلاحها الغضب التعميمي والانفعال العام كافضل فرصة خطط لها اعداء العراق من عصابات القاعدة فكان عزيز العراق وهو صاحب العزاء بين خيارات عديدة لا تبعده عن الموقف الشرعي والوطني والاخلاقي ولعل تركه الامور تسير بسياقاتها الطبيعية ليعبر المحزونون والغاضبون بطريقتهم الخاصة وهو لم يتحمل نتائج ما يمكن ان يحصل من غضب الجماهير وانفعاله وهو ليس مسؤولاً عن ضبط كل مشاعر الشارغ الثائرة.وبين هذه الخيارات لم يكتف عزيز العراق بالانتظار لكي تؤول الاحداث الى اية نتائج متوقعة فهو يعلم ان مسؤول امام الله وشعبه وضميره على مصير العراقيين جميعاً فوقف وقفة الاسد ماسكاً جراحاته ليوجه مسارات الغضب باتجاه التهدئة والوحدة ونزع فتيل الازمات وتفجير غضب الجماهير باتجاهات بعيدة عن الثارات والانتقام والتعميم والخلط فنجح في حماية جميع العراقيين دون ان تكون دماء شهيد المحراب يوم الجمعة فرصة لسفك دماء الاخرين دون ذنب او وزر.هكذا كان حكيم العراق وهو يتعاطى مع الحدث العراقي وفي اصعب مسلسل طائفي خطط لها اعداء العراق لاحراق واغراق البلاد في حرب طائفية لا تبقى ولا تذر.

واليوم ونحن نعيش ازمة دستورية ونقض قانون الانتخابات وفي وضع خطير يداهمنا التوقيت الخطير لموعد الانتخابات توجهت الانظار والافكار للقائد الذي طالما وقف في مثل هذه الازمات ليعلن موقفه الوطني الغيور ويوقف المعاندين عند حدودهم والمتلاعبين بمصير البلاد والعباد. تذكرناك ابا عمار وانت راحل عنا الى محطة الرحيل الاخيرة وكانت قلوبنا تستعيد فينا ذكريات البطولة والشهامة والغيرة العلوية ولسان حالنا جميعاً " واحكيماه"

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عراقي يكره البعثيه
2009-11-23
فقد العراق ربان سفينته وقائد مسيرته وحكيم حكمته وخسرنا برخيله ملاذا كنا ناتيه ساعة العسره فيحيلها الى ساعه يسره ,, رحمك الله سيدي عبد العزيز وحشرني الله سبحلنه معك وخادما لك ولال محمد الطاهرين عليهم السلام
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك