بقلم : سامي جواد كاظم
احدى المدارس الفلسفية والتي تسمى بالتجريبية تؤمن بالمادة فقط لا غير وهذا هو التفكير الذي اكتسح تفكير اغلب دول العالم وخصوصا في مجال رقيها ماديا لا روحيا لانهم ل ايؤمنون بما يؤمن به المسلم من قضايا روحانية .نقض التفكير الروحي على شكلين الاول هو شكل النقض ممن لا يؤمن بالاسلام والثاني هو ممن يؤمن بالاسلام ولكن من ملل مختلفة عقائديا فيما بينها مثلا الامامية والوهابية . واخصص حديثي هذا عن تربة الحسين عليه السلام لما لها من اهمية تثير الجدل حتى بين ابناء الملة الواحدة في مقدار تعظيمها والذي ولد اللبس في الفهم .
التربة من الناحية المادية تعد من اساسيات الحياة بل ان كل الاديان متفقة على ان الانسان تم خلقه من التراب وحتى عيسى (ع) يقول الانسان من التراب والى التراب هذا جانب وجانب اخر ان الحياة معتمدة اعتماد كلي على التربة من حيث الزرع والانهار والمعادن الجمة التي يتم استخراجها من التربة ولاهمية هذه التربة نجد كم صنف من الاشجار في العالم وكلها تنبت من التربة ولكن لكل واحدة طعم خاص بها بسبب ما تمتصه من مادة معينة من التربة .من هنا هنالك تربة بعض البلدان تختلف عن بعضها بسبب ما فيها من مواد كيمياوية وبايولوجية وغيرها من المواد ، وعليه حتى الادوية معتمدة اعتمادا كليا على التربة .
هنا يبدأ حديثنا عن تربة الحسين عليه السلام واوجه كلامي اولا للامامية ، من المعلوم لدينا كثير من المعجزات حصلت كان السبب فيها تربة الحسين عليه السلام ولو توخينا الدقة في كلامنا لقلنا السبب الحسين عليه السلام وليس التربة ومن مكانة الحسين عليه السلام عند الله عز وجل تحققت المعجزة اذن الاول والاخير هو الله عز وجل ولان الحسين عليه السلام حجة الله على الارض فان منزلته تحقق المعجزات ، هنا يبدأ النقاش الحاد هل كل من يستخدم تراب الحسين عليه السلام تتحقق المعجزات ؟ الجواب كلا ، لان استخدام التربة يرتبط ارتباط كلي بمدى العلاقة الروحية بين مستخدمها مع الله عز وجل و بواسطة الحسين عليه السلام ، من هنا تتحقق المعجزات لو استخدمها العالم كله ولديهم نفس الاحساس الروحي بالمنزلة التي يتمتع بها الحسين عليه السلام عند الله عز وجل .وعندما يقول الامامية معجزة تراب الحسين فهذا خطأ وان قصدوا شيء اخر فالمعجزة هي من الله عز وجل بسبب الحسين عليه السلام والنتيجة هو تاثير التربة ، اما لماذا الحسين عليه السلام دون غيره ؟ هنا ندخل في نقاش اخر بعيدا عن التربة نثبت فيه مكانة الحسين عليه السلام في الارض والسماء .الامر الاخر لماذا يرفض الوهابية تخصيص التربة للحسين عليه السلام ؟ هنا لنبدأ بحديث من مصادرهم يقول الحديث في (المستدرك على الصحيحين ج4/398 ) عن أم سلمة رضي الله عنها أنّ رسول الله (ص) اضطجع ذات ليلة للنوم فاستيقظ وهو حائر، ثم اضطجع فرقد ثم استيقظ وهو حائر دون ما رأيت به المرة الأولى ثم اضطجع فاستيقظ وفي يده تربة حمراء يقبلها، فقلت ما هذه التربة يارسول الله؟
قال: أخبرني جبريل (ع) أنّ هذا يقتل بأرض العراق للحسين، فقلت لجبريل أرني تربة الأرض التي يقتل بها فهذه تربتها. .. . (ثم قال الحاكم): "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين (البخاري ومسلم) ...انتهى ، هنا نسال لماذا تربة ولم يجعله ماء او أي شيء اخر ؟ ولماذا اعطى رسول الله (ص) ام سلمة قارورة فيها تربة وليس شيء اخر ؟ للتقريب اضرب لكم هذا المثل لو فرض جدلا انه طلب من احد الاباء استبدال ابنه باخر فيه صفات لا تتوفر في ابنه هل سيوافق ؟ الجواب كلا ومستحيل لان الرابط بين الوالد والولد لا يمكن لها ان تستبدل مع غيره .هذا الامر ينطبق على المزية التي يتمتع بها محبي الحسين عليه السلام وعليه كل ما له علاقة بالحسين نتبرك به لانه من الحسين عليه السلام .
وللوهابية حديث عن بركة تراب قبر ابن تيمية ، جاء في ص135 من كتاب :{الرد الوافر على من زعم بان من سمى ابن تيمة شيخ الاسلام كافر } وقد حققه زهير الشاويش، وقدم له جمع من كبار السلفية والمعاصرين وهو من كتب المناقب في ابن تيمية في نص القصة : التي رواها ابن حجي عن البطائحي المزي قال :كنت شابا وكانت لي بنت حصل لها رمد وكان لنا اعتقاد في ابن تيمية ، وكان صاحب والدي ، وياتي الينا ويزور والدي ،فقلت في نفسي : لآخذن من تراب قبر ابن تيمية فلأكحلها به ـ فانه طال رمدها ولم يفد فيها الكحل ، فجئت الى القبر ، فوجدت بغدادياً قد جمع من التراب صررا فقلت : ما تصنع بهذا ؟؟؟قال : اخذته لوجع الرمد أكحل به ـ أولاداً لي فقلت : وهل ينفع ذلك ؟ فقال : نعم وذكر انه جربه !!!! والامر ينطبق على ابن حنبل وما رووا من كرامات له اضافة الى ان الكعبة هي حجر فلماذا نطوف حولها ؟ وغيرها من الشواهد المعروفة للجميع .واما مسالة السجود على التربة فانها أي تربة كانت ويدلّ عليه حديث رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: « جُعِلَتْ ليَ الأرضُ مَسجداً وطَهوراً » المرويّ بألفاظ متقاربة في كثير من الصحاح والسنن والمسانيد وغيرها ، ولكننا نخص تربة الحسين عليه السلام هو تيمنا منا وحبا للحسين عليه السلام
واما اصحاب التفكير المادي فان هنالك كثير من الظواهر التي تحدث في العالم تعتمدونها ولكن لو سئلتم عن التفسير العلمي لهذه الظاهرة فانكم تعجزون عن الرد وهذا العجز هو الذي يمنح لهذه الظاهرة مصطلح المعجزة ولعل العالم يعج بهذه المعاجز التي تظهر اكاد ان اقول يوميا وكم من عالم معلم اعتنق الاسلام بسبب هذه المعاجز .ومثال بسيط على ذلك خشبة سفينة نوح عليه السلام التي كتب عليها دعاء التوسل باهل البيت عليهم السلام حيث هي الباقية من غير تسوس او تلف اسوة بهيكل السفينة كله والخشبة موجود في متاحف موسكو ، هل وجدوا تفسير علمي لذلك غير القدرة الالهية ؟
بالامس عندما صعد الانسان الى القمر جاء بتربة القمر اعتقد 380 كغم وقد وزع منها على دول العالم على شكل قارورة صغيرة وزن الواحدة تقريبا 100 غرام هنا نسال لماذا هذه الضجة انه تراب فسيقولون انه تراب القمر ونحن نقول بالنسبة الى تربتنا انه تراب الحسين عليه السلام .
https://telegram.me/buratha