حامد كماش آل حسين
المعروف إن الهمسات تكون في زمــــــن الاستبداد ولم نسمع عــــــن همس في زمــن الحرية بل جهر القول والرأي الحر هو عنوان زمن الحرية..ولكنني أقول عندما يتكلم الجميع فـــي زمن الحرية بصوت مرتفع وفي وقت واحــــد فأن الأمــر يصبح بشكل لايمكن أن يصغي احدهم للآخر فعندها يكون الهمس في هذه الحالة أكثر نفعا من هذا الصياح... ومنها هذه الهمسات أن دام لها البقاء والتجديد إن شاء الله...
الهمسة السادسة :ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صراع الكراسي...
الكراسي وما أدراك ما لكراسي ..؟هي ذاتها التي بعثت بطواغيت التاريخ إلى صفحات المظلمة من مزابل التاريخ ...وهي ذاتها المحرك الرهيب بديمومته الدموية الذي أطاح بأفكار العدل وواضعيها والذي أسال دمــــــاء الأبطال في مختلف الأزمنة.ذلك المحرك الـــــــــذي أصبح دستورا غير مكتوب للطغاة آمنوا بتفاصيله ونفـــــــــذوه بشكل تراكمي تكميلي وكان دستورهم هذا بالقدسية التي لايمــكن أن يتجاوزها احدهم ونستطيع أن نقول انه الامتداد الذي يمثل خط الشر الموازي لخط الخير الــــــــذي يمثله أنبياء الله ورسلــه والمصلحين علــــــــى مر التاريخ .الخط الأول ماكينتة الرعب والدم .والخـــط الثاني ماكينته تراتيل السماء والحكمــــــة والإبداع .وقد سلب الخط الأول من الثاني شبابا وطاقـــــــات متمثلة بالجسد.كما سلبه الثاني محاولات التسلق علــــــى السطور المضيئة من التاريخ .فكانت خسارة الأول يراها العقلاء لأنــــــــها ضمن مجال رؤيا هم وخسارة الثاني لها مسميات مشرقة من العقلاء.إن تلك الحالة أصبحت نمطية خطها الزمان فكانت جزءا منه ومـــــــن تصنيفاتها ولكن المؤسف انه
أصبحت لتلك النمطية الأثر الاجتماعي الـــذي بات جزءا من أخلاقيات الشعوب ومضمونــــها الفكري عندمـــــــا انزلقـت تلك الرغبة مــن الكراسي ذات الحجوم الكبيرة بقدر الإمبراطوريات والحمـــــلات الكبرى إلى كل الأحجام وعلى مستويات بسيطـــــة حتى ابسط الكراسي والمناصب .بل أصبح الــصراع علــــيها لـــــــيس بين الخطين السابقين بل في داخل الخط الواحد وفــــــــي داخل الداخل أيضا فما دام ( فايروس ) التسلــــط ينتشر فـــــــــان التجزؤ فــي الخط الــــواحد ينتشر أيضا وأدلة ذلك كثيرة وعديدة فنظرة واحدة إلـــــــى أي مرفق مـــــن مرافق الحياة وعلى كافة المستويات نجد هــذا الصراع القديم الجديد فتشاهد هـــــــــــذا الصراع عندما تدخل إلى المدرسة تجــــــد اختلاف الطلبة فيما بينهم في الجلوس على هذه الرحلة أو تلك ونفس الشيء يذكر عند الصعود إلى السيارة وكذلك هذا الصراع موجود أيضا في كل دائرة من دوائر الدولة فصراع المناصب لا يخفى علـى احد وإذا انتقلنا إلى السياسة فحدث ولا حرج فالصراع هنا في عصره الذهبي ...أنها الكراسي وما أدراك ما الكراسي !!!!
https://telegram.me/buratha