المقالات

سأنتخب إئتلاف دولة القانون!

1660 14:05:00 2009-11-22

ساهر عريبي

كنت جالسا في أحد المحلات في منطقة الكرادة الشرقية الساحرة التي تغفو على ضفاف دجلة الغناء ودار نقاش سياسي بين عدد من العاملين في المحل حيث أصبحت السياسة جزء أساسي من حياة المواطن العراقي. ولقد إحتد النقاش وأنقسم المتحاورون بين مؤيد لهذا التحالف ومناصر لذلك الأئتلاف , ولقد أثار إنتباهي أحد المتحاورين الذي غلبت على كلماته الرصانة , فسألته لمن ستدلي بصوتك في الأنتخابات النيابية القادمة؟ فأجابني طبعا سأنتخب إئتلاف دولة القانون. فقلت له ولماذا ستنتخب هذا الأئتلاف؟ فقال لدي سبب وجيه .

فقلت له لقد عرفت فلربما تعتقد بأن هذا الأئتلاف يمثل مصالح طائفتك؟فقال كلا فهذا الأئتلاف لايمثل سوى مصالح حزب الدعوة وقادته الذي حولوه إلى إمبراطورية إقتصادية وإعلامية وعسكرية ضخمة.وأما عن الطائفة فهم لم يقدموا لها شيئا يذكر لا على صعيد الخدمات ولا على صعيد تحسين مستواها المعاشي ومن قال لك بأن هؤلاء يمثلون الطائفة ومن أعطاهم تفويضا بذلك؟. فقلت له إذن لعلك من المناصرين لحزب الدعوة أو لعلك من المنتمين إليه ؟ فقال كلا ولكني أنتمي لعائلة أعدم النظام السابق إثنين من أبنائها بتهمة الأنتماء لحزب الدعوة.

فقلت له إذن لقد أنصفكم المالكي وأسبغ عليكم العطاء إكراما للشهيدين ؟فقال كلا ياأخي فوالدتي التي بلغت من العمر عتيا لم يزرها أحد من أعضاء الحزب ولم تحصل على أي تكريم , في حين إن العديد من أزلام النظام السابق قد تم تكريمهم من قبل حكومة المالكي. فقلت له إذن إنك تعطي صوتك لحزب الدعوة وفاءا لأخوتك الشهداء؟ فقال كلا يا أستاذ فحزب الدعوة اليوم هو غير حزب الدعوة في الأمس فذاك الحزب قد إستشهد وأما هذا الحزب الموجود حاليا فهو حزب المتاجرة بدماء الشهداء.

فقلت له إذن أنت ممن حصلوا على وظيفة حكومية وبذلك فتريد رد الجميل للمالكي؟ فقال كلا ,فأنا أحمل شهادة البكالوريوس في علوم الكيمياء ولقد عجزت عن الحصول على وظيفة في دوائر الدولة , لأن الرشوة التي ينبغي أن أدفعها للحصول على ذلك كبيرة لا أقوى عليها. فقلت أه منك يا عراق ,أصحاب الكفاءات يعملون باعة في المحلات وأصحاب الشهادات المزورة يحكمون! فقلت له أعطني سيرتك الذاتية وسأوصلها لأحد الوزراء الشرفاء ليصدر أمر تعيينك ,فشكرني وهو غير مصدق لما سمعت أذناه, وفعلت.

فقلت له إذن أنت تعتقد بان المالكي وحزبه أصحاب مبدأ؟فقال لي عن أي مبدأ تتحدث؟فحزب الدعوة تأسس من أجل تحقيق هدف إقامة الدولة الأسلامية واليوم يدعو لأقامة دولة علمانية, وحزب الدعوة رفع شعار(ذوبوا في الأمام الخميني كما ذاب هو في الأسلام) الذي سقط بسببه الألاف من الشباب العراقي مضرجين بدمائهم في مطلع الثمانينات واليوم يرفع الحزب شعار ذوبوا في أمريكا كما ذابت هي في العراق. وحزب الدعوة رفض الدخول في مشروع إسقاط النظام وقاطع كافة مؤتمرات المعارضة التي أقيمت برعاية أمريكية قبل السقوط, واليوم يمثل الحزب الركن الأساس في المشروع الأمريكي في المنطقة. وحزب الدعوة كان يعتبر نفسه من الممهدين لظهور دولة الأمام المهدي واليوم أصبح من الموطئين لقيام إمبراطورية العم سام .وحزب الدعوة كان من المحذرين من السقوط في دنيا هارون الرشيد واليوم سقط الحزب في دنيا جورج بوش, فعن أي مبدأ تتحدث؟

فقلت له لعلك تعتقد بأن المالكي صاحب فضل على الشعب العراقي لأنه أسقط نظام صدام حسين؟ فقال أستاذ الله يرحم والديك ,وهل كان المالكي يستطيع أن يطيح بمدير مدرسة حتى يسقط نظام صدام؟ أولم يكن المالكي طريدا في سوريا قابعا في قبو في حي الأمين إتخذه مكتبا له؟ أوليست هي أمريكا وحلفائها الذين أسقطوا نظام صدام وفتحوا أبواب العراق على مصراعيها أمام المالكي وأمثاله ليحكموا العراق ويتنعموا بثرواته؟ فأي فضل هناك للمالكي على العراق؟

فقلت له إذن ستنتخب هذا الأئتلاف لأنه وطني عابر للطوائف والأحزاب.فقال يا أستاذ نحن العراقيون مفتحين باللبن , فنحن نعلم بأن هذا الأئتلاف لايضم سوى حزب الدعوة وفروعه وأما بقية الشخصيات التي إنضمت إليه فهي للدعاية الأعلامية ولايوجد فصيل سياسي واحد ضمن هذا الأئتلاف عدا حزب الدعوة. فهو إئتلاف حزب واحد وليس عابر للقارات كما يروج له أنصاره.

فقلت له لعلك ستنتخب إئتلاف دولة القانون لأنك تعتقد بان المالكي قد جلب الأمن والسلام؟ فقال أستاذ وهل إن المالكي لوحده جلب الأمن إن كان هناك أمن؟ أولم تدعم القوات الأمريكية المالكي في مسعاه لأحلال الأمن ؟ أولم تساهم قوات الصحوة في تحجيم تنظيم القاعدة؟ أولم تساهم القوى الوطنية في القضاء على الأرهاب وإحلال الأمن؟ إلا أن المالكي قد جير تلك الأنجازات لصالحه فقط. فإن كان المالك هو من صنع الأمن فاليتحمل لوحده مسؤولية كل خرق وكل إنهيار أمني, أم إن الأنجازات له والفشل لغيره؟فقلت له صدقت.

فقلت له لقد أتعبتني ولكني أظنك ستنتخبهم لأنهم قد صرفوا مبلغ 280 مليار دولار على إعمار العراق؟ فقال أستاذ ماهذا الكلام لو أنفق عشر هذا المبلغ لكان العراق بخير , أو لا تعلم بأن دخل العراق خلال الأربع سنوات الماضية يعادل ميزانية دولة كسوريا لمدة 28 عاما؟ فانظر الى سوريا وقارن وضع العراق بها, فعن أي إعمار تتحدث؟ فما مشاريع الأعمار لدينا إلا مشاريع وهمية يذهب ريعها الى جيوب المتنفذين. فهل تعقل أن مشروع بناء متنزه في مدينة الصدر يكلف أربعين مليار دينار, وأن مشروع إصلاح ساحة في مدينة النجف بلغت كلفته 2 مليار دينار؟ وأن مشروع تسقيف سوق في شيخ سعد بلغت كلفته ملياري دينار؟ فعن اي إعمار تتحدث ومدينة بغداد تغرق في الأوحال عقيب كل زخة مطر!

فقلت له أظنك تعتقد بأن المالكي يحارب الفساد؟ فقال لي أستاذ الله يرحم والديك وهل تنطلي علينا مثل هذه الكذبة؟ أولم يعرقل المالكي وحزبه إستجواب وزير التجارة؟ أولم يسعى المالكي لتعطيل الدور الرقابي للمجلس؟ أولم يقبل المالكي إستقالة وزير التجارة منعا لمحاكمته؟ اولم يعاقب المالكي المسؤولين الذين منعوا الوزير من الهروب؟ أولم يطلق المالكي سراحه؟ أولم يطلب المالكي عدم إستجواب وزير النفط؟ اولم يتهم المالكي البرلمان بتسييس الأستجوابات؟ أولم ينخر الفساد الدولة العراقية في عهده حتى أصبح العراق يحتل المرتبة الرابعة عالميا في سلم الفساد؟

فقلت له إذن انت تؤيد المالكي لأنه يحارب حزب البعث؟ فقال يأ أستاذ أي حرب هذه؟ أولم يعد المالكي ألاف البعثيين الى دوائر الدولة ؟ أولم يعفو المالكي عن الألاف منهم؟ أولم يحاور قادتهم في سوريا؟ أولم يملأمكتبه ورئاسة الوزراء منهم؟أولم يثبت العديد منهم في مناصب حساسة في الدولة؟ أولا تضم حكومته وزراء بعثيين ينتمون الى كتلته؟

فقلت له إذن أنت لست من المخدوعين بالأعلام الحكومي الذي يلهج ليل نهار بمدح القائد الضرورة وحزبه المقدام , إذن فأنت من المؤمنين بفكرة الحزب الواحد والقائد الأوحد التي ينادي بها إئتلاف دولة القانون؟ولعلك كنت بعثيا؟ فقال أستاذ ياليتني كنت بعثيا , فلو كنت بعثيا لكنت معززا مكرما اليوم من قبل المالكي وحزبه.

فقلت له لقد أعيتني فقل لي لماذا ستنتخب إئتلاف دولة القانون؟ فقال مع الأسف عليك ياأستاذ كيف غاب عن بالك ذلك وأنت الفطين, ولكني سأريحك ,فأعلم ياأستاذ بأني سأنتخب إئتلاف دولة القانون لأنهم وببساطة حكموا العراق لمدة أربع سنوات إمتلأت خلالها جيوبهم بالمال فهم ليسوا بحاجة للسرقة مجددا في السنوات القادمة وخاصة بعد أن أمنوا مستقبلهم ومستقبل عوائلهم والى يوم الدين , فإذا إنتخبت غيرهم فسيبدأ هؤلاء بالسرقة من جديد وسأظل انا على هذا الحال لأربع سنوات أخرى, ولذا فمن الحكمة أن أنتخبهم مرة أخرى! فقلت له إنك واهم , أوتظن بأن هؤلاء يشبعون ؟ أوتظن بأن لجشع هؤلاء حدود؟ فقال لي يأ أستاذ لقد دوختني إذن فماذا أفعل؟ فقلت له تذكر قول علي أبن أبي طالب (إعرف الحق تعرف أهله).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عراقي يكره البعثيه
2009-11-23
الاخوه في موقع براثا هل توجد طريقه لزياده احرف التعليق وموفقين؟ رد الوكالة : الاخ العزيز عراقي يمكنكم اتباع الطريقة التالية من اجل ارسال تعليق طويل حتى وان كان مقالة , والطريقة كما يلي اكتبوا التعليق على الوردباد او على الورد او حتى في مكان اخر خارج اللوحة الموجودة في الوكالة ومن ثم انسخوا التعليق والصقه في اللوحة الخاصة بالتعليقات في موقع الوكالة ومن ثم ارسله فبهذه الطريقة يمكنكم ارسال تعليق طويل بغض النظر الى عدد الحروف
عراقي يكره البعثيه
2009-11-23
كثيرا ماتمنيت انا ارى مقال السيد ساهر العميقه على موقع براثا من زمان لما لها من موضوعيه وبلاغه وترتيب ووحدة موضوع وقدره على الاقنتاع وانا اسجل له ترحيبا خاصا واعجابا بكتاباته على صفحات المواقع الاخرى البائسه ... ياسيدي الكريم المبدع موقع براثا نيوز الاول عراقيا وتصل مقالاتك لاكثر عدد من العراقيين في داخل وخارج العراق فاهلا وسهلا بك كاتبا له تاثير بين الكتاب العراقيين المؤثرين في الساحه الثقافيه تحياتي وننتظر منك المزيد اما بخصوص هذه المقال فانك قد بززت كل من كتب بهذا الموضوع وقد اعجيبت بها كثير
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك