ابو هاني الشمري
حدثت هذا اليوم حادثتان احداهما في قارة افريقيا وبالتحديد في مدينة الخرطوم في السودان والثانية في في قارة اسيا وفي عاصمة العراق بغداد ولاحاجة لنا ان نقارن بين امكانات البلدين وقدرتهما المادية .الفرق الزمني بين هاتين الحادثتين لم يتجاوز الاربع ساعات فقط ..الحادثة الاولى هي مباراة فريق الزوراء العراقي مع المنتخب العسكري الفرنسي وعلى ملعب نادي الكرخ بينما الحادثة الثانية هي مباراة مصر والجزائر على ملعب نادي المريخ السوداني في العاصمة الخرطوم.والمباراتان نقلتا من قبل وسائل الاعلام تلفزيونيا ...من شاهد مباراة الزوراء مع المنتخب العسكري الفرنسي بالتأكيد سيتصور ان هذه المباراة مسجلة منذ عشرات السنين وجرت بين فرق شعبية وعلى ملاعب شعبية!! لما ظهر من حال سيئة لارضية ملعب الكرخ وكأنه ملعب مهجور لم تمتد له يد لتعتني به اطلاقا رغم كثرة المسؤولين في مجال اللعبة الرياضية في العراق فهنالك اللجنة الاولمبية ووزارة الرياضة والشباب واتحاد كرة القدم وادارة النادي صاحب الملعب ووزارة الاسكان وأمانة بغداد ووو ... مما لايمكننا حصره من وزارات ودوائر وجهات خدمية تأخذ رواتبها من خزينة الدولة مقابل هذا الخراب الذي نشاهده!! ...
سؤالنا الاول والمحير هو لماذا اقيمت المباراة على هذا الملعب ومن هو المسؤول عن اجراء هذه المباراة على هذا الملعب البائس واين ذهبت بقية الملاعب وهل هي طريقة جديدة للتسول من الدول الاوربية من خلال عكس هذه الصورة البائسة لهم عسى ان تتفضل علينا احدى تلك الدول وتتبنى اصلاح ارضية الملعب؟!! ... ولماذا يتم نقل هذه المباراة ان كان ولابد من اجرائها على هذا الملعب الاثري التاريخي المندثر؟!! ان من يريد ان ينهض بالعراق ويعكس له صورة ناصعة تؤكد انه تعافى وسائر نحو التطور لايمكن ان تصل به الحال الى ان ينقل هذه الصورة البائسة المتردية... ابحثوا عمن فعل هذه الفعلة ليطلق لاقلامنا العنان في ذمكم وستعرفون الحقيقة المرة التي لايمكن للعراق ان ينهض بسببها...
بالتأكيد ان الكثير ممن شاهد المباراتين قارن بين حال ملاعبنا وحال ملاعب الاندية السودانية التي يتندر اغلب شبابنا حينما يذكرون التخلف وتردي الخدمات حينما يقول اكثرهم((احنا وين عايشين بالصومال لو بالسودان))... لاحاجة بنا ان نعلق اكثر يامسؤولين فالصورة التي عرضت تكشف مدى التردي الذي وصلنا اليه في كل شئ!!ان زراعة اراضي الملاعب اصبحت علم بحد ذاته له متخصصيه الزراعيين الذين يديمون الخضرة على المستطيل الاخضر وهناك انواع خاصة من الاعشاب التي تزرع داخل هذا المربع ليبقى اخضر في جميع فصول السنة ...عجبي للعراق مصنع الخبراء والعلماء عجز عن ان يديم الخضرة لقطعة من الارض لاتتجاوز ابعادها 120 مترا في ستين مترا...ملايين الدولارات تهدر في اشياء لاقيمة لها بينما عجزنا عن ان نوفر مبلغ بسيط يمكن لاي عضو برلمان او وزير او مسؤول كبير ان يتبرع براتب شهر واحد ليعيد جانب من تلك الصور الكئيبة المحزنة الى صورة بهية مفرحة بدلا من صرف تلك الاموال على دعم المجرمين والقتله الذين يريدون الموت للعراق وشعبه.قليل من الحياء يامسؤولين .... قليل من الحياء ياحكومة.
https://telegram.me/buratha