كم كان النائب حيدر الجوراني صادقاً حينما أراد أن يدعّم موقفه الداعي لاستبعاد توحيد الائتلافين (الوطني والقانون) استبعاد بالقول بأن كلا الائتلافين: يحتفظ بخصوصيته وببرامجه ويعتز بخصوصيته وعليه لايوجد ائتلاف حتى بالأفق، نافيا ان تكون هنالك حتى بارقة أمل، ولكن علينا ان نبحث عن هذه الخصوصيات طالما أنه لا يوجد شيء مخفي في ساحتنا.
ما نعرفه يا عزيزنا الجوراني أن كل البرامج والأوراق الخاصة بالائتلافين تم اعدادها معاً، ولهذا فإن التحدث عن خصوصيات برامجية اسمح لنا ان نقول لك بانه ليس مقنعاً، إن لم نقل بأنه خلاف الحقيقة، فأنتم حينما خرجتم من الائتلاف الوطني قلتم أنكم ضد الطائفية وانكم تريدون ان تنقلوا العمل السياسي نقلة نوعية بالاتجاه الوطني وقلتم عن الائتلاف الوطني بأنه طائفي مغطى، وحين تفتق جبل دولة القانون لم نجد أي تغير جاد في تركيبة الائتلاف اللهم إلا اضافة وجوه قليلة ليبرالية هي بطبيعة حالها لا تمثل إلا نفسها، وجئتم بعلي حاتم السليمان والرجل لم يفز بمحافظته الأنبار؟ أما البقية فأصح الأقوال عنكم انكم ائتلفتم مع أنفسكم فمن أصل (36) ارتقوا إلى المنصة وجدنا 12 من حزب الدعوة و6 من تنظيم العراق و8 من حزب مستقلي حسين الشهرستاني الذي تنتمي إليه، يعني الاضافة النوعية كانت بمن ذكرناه من القوى، لذلك دعنا لا نضحك على أنفسنا ونقول بأن الفارق هو برامجي، إذ لا يوجد هناك ما يشير إلى هذا الفارق، وعلى العكس من ذلك وجدنا الفارق كبيرا في الائتلاف الوطني من حيث حجم القوى ونسبها وبرامجها التي أعلنت.
وتعلم ونعلم انكم تركتم الائتلاف الوطني حينما وصلت الأمور إلى الحصص، وطرحتم تبيان الحصص، ورفض الائتلاف الوطني طرح الحصص، ولهذا تركتم الائتلاف سعياً وراء مبدأ: 60 لكم و40 للإئتلاف الوطني، رغم ان مجموع ما لديكم في الانتخاات المحلية أقل مما لديهم مجموعاً بحوالي مليون صوت!! ولهذا فإن المشكلة الحقيقية هي هذه الحصص اللعينة، وكنتم تراهنون على سقوط قانون الانتخابات بغية الوصول إلى القائمة المغلقة وحينها يكون مبدأ المحاصصة أساسياً، ولكن (ما ينعز) يا حبيبي فلقد جاءت التصويتات تخالف حساباتكم وفاز خيار القائمة المفتوحة، ولهذا فإن مبدأ الحصص تلاشى إلى حد كبير لأن القائمة المفتوحة جعلت الخيارات بيد الناس وليس بيد الأحزاب.
وتعلم ونعلم أن الائتلاف الوطني كان دؤوباً على دعوتكم للإندماج، ولكنكم رفضتم دوماً، وهاهي تصريحاتكم الأخيرة أنت والعبادي والعسكري كلها تبدد آمالنا بايجاد مخرج لتفريقكم الساحة واصراركم على السير بمفردكم.
وكنا نامل من خلال رؤية البعثيين وهم يتحدون كي نجد فيكم رغبة في التلاحم مع اخوتكم ولكن للأسف رغم كل ذلك ظلت دعواتكم تزيد من أرقنا وتقلل فرص الأمل برؤية الساحة تتوحد؟
فبالله عليكم ماذا تخبؤون؟
وبالله عليكم ماذا تنتظرون؟
كنت صادقاً يا جوراني بافتراق البرامج لأن نجد منهجان أحدهما يفرّق والآخر يوحّد.
وكنت صادقاً يا جوراني بافتراق البرامج لأننا نجد تكبراً وتعالياُ في جهة وتواضعا في جهة أخرى!
وحتى أضع الأمور في نصابها الحقيقي أتذكر لك موقفين يا جوراني في مجلس النواب، فيوم ان صرخ الشيخ الصغير قبل سنتين بأن العطش سيلتهم البصرة وقفت انت ابن الزبير لكي تسقط هذه الصرخة وتغمدها ومن ثم لتتحدث قبل 10 أشهر من الانتخابات المحلية بأن هذه الصرخة دعاية انتخابية؟!! ويوم ان ذهب السيد رئيس الوزراء وقبل الانتخابات التشريعية باربعة أشهر إلى البصرة وسلّم مبلغ 20 مليون دولارا لمحافظة البصرة بعد أن عطشت البصرة(وهو أمر يثنى عليه ويمدح) اعتبرته عملاً عظيماً، وانت تعلم أن القيادي الحقيقي هو الذي يقف على الجرح قبل نزفه، وليس من القيادة بشيء أن يسلم المريض حبة الأسبرين في وقت اصابته بالمرض الشديد؟
هذا هو أحد الفوارق يا جوراني هدانا الله وهداك
محسن علي الجابري
https://telegram.me/buratha