يحيى السعيدي
لم يكن الدكتور الوردي اول من تنبا باهتزاز شخصية الفرد العراقي وعاطفيته المفرطة انما الذي كتبه بهذا الصدد هي مرتكزات نفسية عشعشت بنفسية ساكن ارض مابين النهرين بفعل عوامل عديدة ساهم في تاصيلها حكام الجور الذين تعاقبوا على حكمنا نحن المساكين فاضطررنا معهم الى ارتداء جلباب الحرباء احيانا حفاظا على الرمق الباقي في عروقنا ولم يكن هولاء الحكام ليسيروا على نسق واحد وان اشتركوا جميعا بخصلة الظلم والاجحام لاهل العراق لدوافع معروفة اقول لم يكونوا يسيروا على منهج واحد او ستراتيجة موحدة بل اختاروا كل حسب التحديات التي يواجهها الى استخدام شتى الوسائل لكسر شوكة ابناء الرافدين وارغامهم على الاذعان ولعل من اهم هذه الوسائل هي سياسة التجويع المستمر لارغامهم على البقاء طوابيرا على ابواب الحكام يستجدون ارغفة الحياة ...مقابل ذلك يعمد الحاكم على تقريب فئة اخرى ويغرقهم بالملذات مقابل شراء ذممهم وتسخير جهودهم لمصالحه فاوجد صراعا طبقيا حادا يسهم بطريقة او اخرى على تثبيت دعائم ملكه عبر تاجيج الصراعات الداخلية فيما بينهم . تاريخيا يمكن الجزم بان التصفيق الحاد والهتافات التي يطلقها الفرد العراقي واستماتته في الدفاع عن شخص يمتلك زمام امره انما هو يعمل بدون وعي على تشكيل سياج واقي يدراعنه العوز والفاقة بالتصفيق والهتاف الحار ويتمنى ان يصبح من حاشية الامير الجديد على حساب كرامته وابناء جلدته .. هذا الشخص الذي صفق اليوم سينقلب بعد ايام قليلة ليصفق لشخص اخر ويعمل معه نفس الدور الماضي حين يشعر ان القوة سلبت من صاحبه القديم وصارت عند شخص اخر ....ولكي نكون بعيدين عن التجني نستحضر التاريخ شواهد وشواخص غاية في الوضوح اظهرت ان العراقي يقبل ان يؤدي دور الكومبارس والتابع الخانع اذا وجد فيوضات الملك قد حطت بداره ولن يمانع ابدا اذا مرغت شخصيته بوحل الذل والهوان مادام اجداده اتقنوا من قبل هذه الادوار.....
https://telegram.me/buratha