المقالات

كيف يلتقي القانون مع أعدائه في دولة القانون

699 16:19:00 2009-10-13

عامر هادي العيساوي

على الرغم من المآخذ الكثيرة التي يأخذها البعض على الشعب العراقي إلا أن هناك الكثير مما يحسب لهذا الشعب مما هو غير موجود لدى الشعوب الأخرى القريبة والبعيدة.ولست الآن بصد د ما يحسب له وإنما بصدد ما يحسب عليه.ان الشعب العراقي بمجمله شعب مسيس واهم ما يميزه في هذا الباب انه ينظر دائما بشك وريبة وخشية وخوف وعدم اطمئنان الى الحكومات التي تعاقبت عليه منذ أقدم العصور ومن إحدى أهم وسائله للدفاع عن نفسه امام تلك الحكومات التظاهر بالولاء لها ومن ثم الانقلاب عليها حين تكون الظروف مناسبة وحينذاك يتعامل معها بقسوة ووحشية قل نظيرها.أما الفترات التي يمنح العراقيون الثقة والولاء الصادق للحاكم فهي محدودة جدا في التاريخ وقد تميزت بتفانيهم الشديد من اجل حماية ذلك الحاكم والدفاع عنه حينما يتهدد ولكن خطا استراتيجيا كان يتكرر دائما فيحول دون النجاح في تامين تلك الحماية او ذلك الدفاع وهو فشل الحاكم في تنظيم محبيه وترتيب العلاقة بهم مما يسهل الانقضاض عليه من قبل خصومه المتربصين به.

وهنا يبرز السؤال التالي كيف يستطيع الحاكم أن يجعل ولاء العراقيين له صادقا وحقيقيا؟إن هناك طريقا واحدا ولا طريق سواه لتحقيق هذا الهدف وهو أن ينجح الحاكم في إشعار العراقيين بان هناك قانونا وان الجميع سواسية أمامه كأسنان المشط وأنهم متساوون في الحقوق والواجبات ولا سطوة لأحد على احد أيا كان وان هذه الدولة دولتهم وهذه الحكومة منهم واليهم, وهذا ما كاد يحصل فعلا حين رفع السيد نوري المالكي شعار دولة القانون قبيل انتخابات مجالس المحافظات فهب العراقيون للالتفاف حول قائمة دولة القانون وانتخبوا( المالكي) كما كانوا يقولون رغم عدم اقتناعهم بالأشخاص الموجودين في القوائم فقد كان اغلبهم ممن يحسنون اقتناص الفرص والانبطاح من اجل التسلق والعبور الى المناصب ومن ثم الانقلاب على أولياء نعمتهم وها هي الأحداث تثبت صحة وجهة نظرنا حيث انقلب الكثير من الفائزين الى عفاريت صغار يملاها الغرور وتتصرف بالضد من الجهة التي أوصلتهم والشعب الذي يعتقدون انه انتخبهم والحقيقة انه لم ينتخب أي احد منهم.

ولعل أهم ما رافق تلك التجربة من ممارسات يصعب تفسيرها ذلك التوجه الغريب باتجاه رؤساء العشائر الذين يمتلكون مشروعا يتناقض تماما مع القانون ودولته لان دورهم يكبر ويتنامى عندما يغيب القانون وتسود شريعة الأقوياء.إن من الأخطاء الشائعة اليوم لدى اغلب السياسيين اعتقادهم أن لشيوخ العشائر تأثيرا كبيرا في الشارع العراقي استنادا لما يرون من قدرتهم على تنظيم الولائم والمؤتمرات الاستعراضية ومن أعداد الملتفين حولهم والسائرين في ركابهم وقد نسوا أن كل ما يرونه عبارة عن مظاهر كاذبة وولاءات كاذبة سببها الأمل بالحصول على بعض المكاسب وقد أثبتت التجربة صحة ما نقول فقد خاض بعضهم الانتخابات ولم يحصلوا إلا على بعض أصوات غوائلهم.

ولو اطلع السيد نوري المالكي على أداء المكلفين بالملف العشائري ومجالس الإسناد والأموال المخصصة لها وكيفية تحويلها الى أداة لتحقيق المصالح الشخصية والزعامات الفردية المتناقضة تماما مع القانون ودولته والمصالح العامة لأعاد النظر بالكثير من المنطلقات. إننا بحاجة إلى دولة عصرية يسودها القانون ولسنا بحاجة الى مشايخ وإمارات كارتونية لا تحسن غير النفخ والطبخ.واليوم حيث يتجه العراق باتجاه أهم مفصل من مفاصل الوجود أو اللا وجود وهو الانتخابات البرلمانية القادمة وحيث تتكرر التجربة نفسها فان على جميع السياسيين مراجعة كافة أوراقهم احتراما للشعب العراقي الذي مما بحسب له وليس عليه انه شعب ذكي جدا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
حميد الكورانى
2009-10-14
مجالس الاسناد مجالس اكثر ها مجالس اللثراء على حساب الناس واطلب من لجنه النزاه فى البرلمان ادقووم بدوره لقد اصبحو من اغنه الغنياء وملو امول لا تعد ولا تحصا ومجال اغلب مو الكل اناس مشبهين يغذوون الخاوه من الناس وعلى السيد رثيس الوزراء يدقق5 فى كلامى هذا
army
2009-10-14
كلي ابروح ابوك هاي الولائم والعزايم وراهه جاي ثقيل لو لاله؟!!!!!!
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك