المقالات

قرب القوى السياسية من المرجعية

675 13:42:00 2009-10-13

علي حسين غلام

تبقى للمرجعية الدور المميز والبارز في الرعاية الأبوية للمجتمع العراقي ، من خلال المعطيات والمفاهيم الأنسانية وأنها تقف من الجميع على مسافة واحدة بغض النظر عن الجنس والعرق والدين والمذهب والقومية ، ليفيض مناهلها وينابيعها الفكرية والثقافية والأخلاقية لتجري بين ثنايا وحنايا الوطن لتنشر قيم الرسالة الألهية وسط حالات وطقوس روحانية ممزوجة بالطمأنينة والمحبة والأخاء ،وهي رسالة تمتد عروقها الى عمق حضارة أنشأها سيد الأكوان وخاتم الأنبياء ، الذي قال فيه الباري تعالى ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) وهذه الرحمة التي تشمل العالم كله دون تمييز وأعتبارات عقائدية ودينية وأجتماعية ، أن القيم الرسالية التي تتمسك بها المرجعية تجعلها وسيلة لأرساء الأمن والأستقرار وصمام أمان لهذا المجتمع من الأنحدار الى الصراعات والتناحرات ،

وعند مراجعة أوراق السنوات الستة الماضية نجد فيها دليلاً على حكمة ودراية المرجعية وضرورتها وحاجتها في فض وحل كل المنازعات والأحداث التي عصفت بالبلاد ولولاها لبقي نهر الدم يجري الى هذه اللحظة ، أن الصدر الواسع والرحب للمرجعية كانت الأساس في أحتضان وأستيعاب كل المرجعيات الدينية والسياسية والأجتماعية لجميع مكونات المجتمع العراقي والتحاور والتشاور معها لغرض تعزيز وترسيخ فلسفة العيش المشترك ، وكانت للمرجعية الشخصية الكارزمية في التأثير في الشارع العراقي لغرض التوجه الى الأنتخابات بمختلف أشكالها ودعم الديمقراطية ، وقد ظهرت الآثار الملموسة لهذه التأثيرات على الوضع العام وغيرت الكثير من المفاهيم والمعطيات والسلوكيات القديمة لتلبس ثوب الحداثة والتجديد المعاصر بعقلانية وبثوابت أسلامية ولتتسم بالواقعية والموضوعية ، وللمرجعية الدور الأساسي والريادي في كتابة الدستور وتشريع القوانين وأقامة دولة المؤسسات ،والوقوف على خط مستقيم من جميع القوى السياسية ، ألا أن الغريب والعجيب هناك بعض القوى أستمدت القوة منها لتحقيق أهدافها وغايتها والوصول الى السلطة والأستفادة من المكاسب الحكومية والسياسية خدمة لأغراضها الحزبية أو الفئوية ، وتعمل بالضد منها في الباطن بسبب أيديولوجيتها او رؤاها وأفكارها الحزبية أو بسبب الأختلاف في المرجعية التقليدية أو لأسباب وأجندة سياسية تكتيكية نفعية خاصة وخداع الجماهير بالشعارات واللافتات دون تحقيقها ، وللأسف أعتقد بهذه القوى كثير من الناس وأنخدعوا من حيث يدرون أو لا يدرون لجمال صورتها المزيفة وألوانها الزاهية المخادعة أو لتجذر ثقافة السلطة فيهم وما زالت أنظارهم شاخصة الى المكارم والهبات منها ومفهوم السماع دون التحقق من الموضوع ، وكذلك عدم القدرة على التحليل والتقييم للمشهد السياسي لوضع النقاط على الحروف ، وهناك قوى هي أقرب الى المرجعية من حيث ترجمة نظراتها وأفكارها وكل مايدور في خلدها النظري الى التطبيق العملي الفعلي على الواقع وتجسيدها من خلال مؤسسات المجتمع المدني والمراكز الثقافية ونشاطات الحزبية المختلفة ،

أن هذه القوى لها متبنيات ومسؤوليات وألتزامات تجاه المرجعية وفق روابط أيمانية شرعية وعلاقات فكرية وثقافية ومشتركات العقيدة والمذهب وثوابت سياسية أسلامية ، ألا أن كثير من الناس لاتقيم هذه العلاقة بالمنظور والرؤية الواقعية والموضوعية والصورة الصحيحة لتأثرها بالأعلام المضاد المسموم والبعثي الذي تقوم بها القوى المعارضة للمرجعية لتشويه الحقائق والوقائع وتحويلها عن مواضعها الحقيقية الى مواضع الشك والريبة ، مما ولد لدى الناس معياراً وقياساً خاصاً كان الأساس في توجههم وميولهم الخاطئة والتي أدخلتهم في دروب العتمة الفكرية وعمى البصيرة ليقفوا بالضد من هذه القوى الخيرة التي تعمل من أجل الوطن والمواطنين وكانت السبب الرئيسي في كل الأنجازات التي حصلت على كافة الأصعدة ، وعلى كل حال يجب أخذ الحيطة والحذر في المرحلة المقبلة من الأنتخابات حيث المرجعية تبعث أشارات أو تلميحات أوأيحاءات الى قائمة معينة تكون قريبة منها وقوية وتلبي طموحات وآمال المجتمع وتحقق دولة المؤسسات والفصل بين السلطات وتقديم الخدمات وبنسبة أفضل من القوى الاخرى الموجودة على الساحة ، وعدم التأثر بالأعلام المضلل ودراسة الواقع بجدية وتأني وتقييم القوى من منظور شرعي ووطني بعيداًعن الدعايات والتهم الباطلة وخلط السم بالعسل... علي حسين غلام

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك