المقالات

مأزق الإنتخابات العراقية الأخيرة متى نخرج منه؟ وكيف؟

657 13:46:00 2009-10-07

محمود الربيعي

الإنتخابات في أي بلد دليل على الرغبة الشعبية في إختيار العناصر الوطنية الكفوءة القادرة على تمثيل الشعب تمثيلا حقيقيا وهي في مرحلة اختبار أثناء أداءها داخل البرلمان ودورها في حل المشاكل المهمة التي تتعلق بحياة المواطنين ومستقبل الدولة الامني السياسي والاقتصادي والإشراف على التشريعات وسن القوانين التي تحقق مطالب الشعب ومصالح البلاد.وداخل الدول التي تتبنى سياستها نظام ديمقراطي فإن من الطبيعي جدا أن يظهر هذ التعبير من خلال الوضوح في الكشف عن البرامج والشخصيات التي تمثل المواطنين وعلى أساس من الكفاءة العلمية والسياسية التي تليق بممثل البرلمان وهو يقود الدولة في كل الظروف أوقات السلم وأوقات الحرب إذ ليس من المعفول أن يمثل الشعب مجهولون لايعرفهم الشعب، كما أن موضوع الإنتخابات ليس لعبة يلعبها أصحاب السياسات لكي تعبر فوق مصالح الوطن العليا.وفي العراق وبعد قطع شوط مهم في الحالة السياسية والأمنية وبعد مرحلة مآسي فقد فيها الشعب أهله في مقابر جماعية وضحايا إرهاب لم تشهد له البشرية له مثيلا من قبل في هذا فإن الحاجة ماسة الى وضع قانون إنتخابي يحفظ حقوق الأحياء والأموات، واعتماد قائمة مفتوحة لامغلقة، فالقائمة المغلقة تعتبر إستهانة بإلارادة الشعبية لملايين من أبناء شعبنا وبالملايين أو ألآلآف من ضحايا الحروب والاعدامات والإقتتال الداخلي وضحايا الإرهاب وهي حالة من عدم الوفاء للشعب الذي طالما تطلع الى برلمان وطني حقيقي يقوم على أساس الإنتخابات الحرة النزيهة واحتراما لقول شاعرنا الوطني عندما وصف الانظمة المعاصرة له " علم ودستور ومجلس أمة كل عن المعنى الصحيح محرف " ونحن بعد كل هذه التضحيات نريد علم ودستور ومجلس أمة يحقق طموحات شعبنا الكريم بعد أن تخلص من الدكتاتورية.وفي هذا الظرف الحساس الذي يمر بالعراق فإن الشعب العراقي بأمس الحاجة الى إنتخابات والمشاركة بقوائم مفتوحة ليتعرف على ممثليه بعد أن خبر أن القوائم المغلقة سوف لن تأتي إلا برجال مصالح وبتوجهات طائفية وعنصرية لاتحمل في قلبها نقاء حب الوطن.. وأما الذرائع التي يتشبث بها البعض بحجج قصر الوقت والفترة الزمنية للانتخابات المزمع إجراءها في 30 كانون ثاني يناير 2010، أو الظروف الأمنية الحساسة التي يمر بها البلد فهي حجج باطلة لأنها لاتعبر عن الحقيقة، فالعراق اليوم أكثر من ذي قبل حاجة الى معرفة ممثليه بعد أن ذاق ممارة شخصيات فاشلة مجهولة لاتعبر عن أمل الجماهير وطموحاتها بل جاءت لترفع الحرمان عن نفسها دون الجماهير.. كما ان الجماهير تعرف تماما أن الأمن اليوم أفضل بكثير من ذي قبل لابجهود حفنة من أهل المصالح وإنما بتضحيات الجماهير وسقوط الآلآف من الضحايا كل يوم وبجهود المثقفين الذين يصدحون ليل نهار من على شاشات الفضائيات الذين سخروا أصواتهم وأقلامهم في التوعية وبفعل جهاد الكلمة في الصحيفة والموقع والإعلام، وبجهود القاعدة الجماهيرية من أبناء الوطن وأبناء الشهداء الذين طالهم ظلم النظام السابق والذين نذروا أنفسهم وأقسموا على جهاد النظام البائد بكل ماأوتوا من طاقة وهؤلاء كلهم وقفوا إلى جانب المخلصين في السلطة وإلى جانب إخوانهم المخلصين في الجيش والشرطة للحفاظ على أمن وسيادة واستقلال العراق وتحقيق إستقراره.ماذا يضير لو تأجلت الإنتخابات شهرين أو ثلاث بعد أن ذاق شعبنا المر خلال عقود ثلاث وذاق طعم المرارة بعد سقوط النظام السابق وبعد ان تكالبت عليه جميع قوى الشر في العالمين العربي والاسلامي وشرور المجتمع الدولي من الطامعين بخيرات العراق التي حرم منها شعبنا الصابر طيلة اجيال وأجيال.أن شعبنا يريد إنتخابات مشرفة تعبر عن إرادته وطموحه لبناء عراق جديد ومستقبل سعيد، ولايريد هذا الشعب إنتخابات عرجاء معتمة تقضي على آخر أمل له بحكومة نزيهة وفق أسس ديمقراطية حقة وعادلة ومنصفة طالما حلم بتحقيقها على أرض الواقع.وإذا كانت المرجعية سفينة النجاة لمن ركبها طيلة السنين السابقة التي أعقبت سقوط الدكتاتورية، فإنها في هذه المرة ستكون كسفينة نوح ( اوتو نابشتم ) التي من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق، والمرجعية في رأيها الأخير دعت من خلال وسائل الإعلام وعن طريق ممثليها الى إنتخابات في( قوائم مفتوحة وبدوائر متعددة ) وهي في هذا التوجه تريد العدل ولاتريد الظلم وتدعو الى شق الطريق الصحيح لبناء عراق جديد خالي من العنف والكراهية ليس فيه ظلم لاحد، عراق يحترم العقائد والأديان والمذاهب وتصان فيه حقوق الافراد والخيارات الشعبية وبعيدا عن التفرد بالسلطة، والعمل على تقريب أصحاب الكفاءة وإنصاف المظلومين، وبناء دولة العدل والقانون وإحترام النظام وأحترام مبادئ حقوق الإنسان داخل العراق ومع محيطه الاقليمي والدولي.إن المرحلة المقبلة التي سيشهدها العراق فيما لم تستجب الاحزاب للمطالب الشعبية ستشهد إنقلابا سياسيا شعبيا في الإنتخابات يطيح بالدكتاتوريات السياسية والمصالح الحزبية، وفي كل الاحوال سوف لن يسمح لأية توجهات دكتاتورية تحلم بالتسلق على إرادة الشعب والصعود الى عضوية البرلمان والحكومة، أو أن تستلم ملفات الامن والقضاء والجيش والشرطة.. وسيشهد العراق ( إنتفاضة سياسية شعبية ) لايقاف فيضان الفساد الإداري والمالي.إن البرلمان ورغم جهاد المخلصين فيه وجهودهم يعد أكثر تخلفا في شؤون المحاصصات وسيتحول الى برلمان متخلف ومخيف فيما إذا بقي متمسكا بنفس الشعور الذي كان ينتابه تحت مظلة الدكتاتورية التي كانت تحكم العراق في ظل النظام البائد.إن الحاجة اليوم لقانون تقتضي الى تبني قانون إنتخابي علني غير سري ومعلن يستوعب كل الطاقات وأن لايكون مجموعة دكاكين مغلقة في علاوي البرلمان، ولابد من فسح المجال أكثر لدخول أعضاء جددعلى أساس من الكفاءة والوطنية، برلمان يبتعد عن الفوضوية والإنتهازية الفردية للأفراد والأحزاب ويحقق آمال العراقيين بعد أن وضع ثقته بهم طيلة المدة الفائتة.وأخيرا ونحن في هذا المقال ليس لنا موقفا من احد بقدر مانود أن يكون عراقنا الجديد عراق بناء وإعمار وسيادة وإستقلال وعمل جاد للنهوض بالحالة الصعبة والحساسة التي يمر بها شعبنا الصابر وبأسس صحيحة يعتمدها في ىلياته الديمقراطية، ولتحقيق ذلك نوصي بما يلي:أولا: أن تكون الإنتخابات حرة ونزيهة، والطريق الى ذلك أن تكون القوائم الإنتخابية مفتوحة، ومتعددة تغطي العراق.ثانيا: إحترام إرادة الشعب، وإحترام رأي المرجعية العليا، وبخلاف ذلك فإننا نرى أن الساحة الانتخابية ستشهد إنقلابا سياسيا يطيح بطموحات الأحزاب الدكتاتورية التي لها مصالح في السلطة على حساب المصالح العليا للبلاد.ثالثا: لانرى مانعا من تأخير الإنتخابات شهرين أو أكثر لتحقيق رضا الشعب، وأحترام إرادته الشعبية، ورغبة المرجعية في تحقيق المصالح العليا للعراق والعراقيين.رابعا: نثمن جهود كل من وقف الى جانب الشعب العراقي من أصدقاء ورجال سياسة وأمن، وقوى الجيش والشرطة من أجل العمل على تحصيل حقوقه الديمقراطية المشروعة العادلة.خامسا: ندعو كل السياسيين العراقيين الى تفهم رأي المرجعية وإلارادة الشعبية وعدم التصلب في الرأي وإبداء المرونة وعدم الانفراد بالقرار السياسي، ونحن نحسن الظن بالرجال المناضلين الأحرار، وندعوهم الى مراجعة دورهم البرلماني وبرنامجهم الحزبي الذي يحقق مطالب الجماهير قبل أن تفوت الفرصة.وفق الله العاملين المخلصين لتحقيق الآمال العريضة لعراقنا الصابر الممتحنوالى أن تتحقق دولة العدل التي يحلم بها في جو من السلام الكامل والشامل لتسود السعادة جميع ارجاء وطننا الحبيب من أجل أن ينعم بالخير والمحبة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك