المقالات

هل سيرقى العراق الى انتخابات التشريع القادمة؟

862 15:53:00 2009-10-06

مصطفى كامل الكاظمي

أغرب خبر قرأته عن الانتخابات التشريعية العراقية المزمع اجراؤها بداية العام 2010 المقبل هو ترشيخ رجل اعمال عراقي من عائلة ثرية للغاية لخوض معركة الانتخابات.!يؤكد الخبر الذي اوردته مصادر خبرية لوكالات عالمية كوكالة فرانس برس في منتصف شهر ايلول الماضي ان الملياردير ورجل الاعمال العراقي خليل عبد الوهاب البنية العبيدي وبنصرة وتأييد مجموعة كبيرة من رجال المال يتهيأ لخوض المعترك الانتخابي التشريعي بتيار (الحياة) الذي شكله حديثا معلنا رغبته في الافادة من تجربة رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري الاقتصادية لتحقيق ما لم يتمكن تحقيقه الساسة العراقيون. وان بنية متفائل في نجاحه السياسي المقبل كنجاحه الاقتصادي السابق.وتضيف الانباء ان الملياردير العبيدي دعا ابناء عشيرته (قبيلة العبيد) التي لا تخلو محافظة عراقية منها الى مساندته لانجاح مشروعه وقد اختار بهذا الهدف احد شيوخها مزاحم العاصي وهو من رجال الاعمال ايضا ليكون شريكه في التيار.

عالميا وفي بلدان المدنية وسلطة القانون لا يوجد شيء اسمه المحال او المستحيل في خوض معارك الانتخاب للفوز بمقعد يمكن من ادارة البلد وفق نجاح الممثليين الشرعيين الذين يرفعهم الناخب الى كراسي الحكم. لا شيء على الاطلاق فمرة يعتلي الوزارة رجل من العمال واخرى امراة من الاحرار او الجمهوريين او العكس وثالثة يستلم الخطام اناس لا يمتلكون اهتمامات الساسة او الاجتماع بل هم ممن يعتني بترتيب احواله المالية عبر ادارته لممتلكاته واسهمه في شركة ما او مصرف ما.لكن.. لكن الذي يجمع كل هؤلاء وغيرهم على الاعم الاغلب في مثل هذه البلدان الحرة هو الشعور بالمسؤولية تجاه المواطن والوطن. وان الذي يتلكأ في شعوره هذا او يتآمر فسيرديه الناخب في غضون تظاهرة واحدة الى درك التردي والطرد الابدي من ميدان الحكم والحكومة. ثم لا يجد مفرا من حمل روحه الا قفص المحكمة.طبيعي في مثل هذه الحالة - وهي شهيرة في عموم بلدان الغرب- ان تسود المساواة والحرية والعدالة وان يسود الجميع القانون بدءا من رأس الهرم سوء كان الرئيس او الوزير والمارشال العسكري وانتهاء بالمستخدم والعاملة في حضانة ورعاية الطفل. وبذلك نجحوا منذ بداية ثوراتهم الصناعية والثقافية في تأسيس هذا الشعور وعدم التخوف مما تتحمله مستقبليات الاحداث سياسيا واقتصاديا وعسكريا.صمام الامان هو هذا الحس وهذا الادراك الذي جعلنا كأمة عربية تدعي امتلاكها لارقى الحضارات والتواريخ، وامة اسلامية تقول ان لديها ما لم يخطر على قلب بشر من الامكانات والمفاخر..! ان ننظر الى الغربي باعجاب يصل في كثير من الاحايين الى مستوى التقديس. وننظر الى حالنا الى مستوى يغاير ويعاكس تلك النظرة. بسبب واحد هو اننا نتكلم ونثرثر وننظّر ونفخر ونتفاخر فقط دون ان نقدم خطوة عملية واحدة فقط في ميدان هذا الشعور وهذا الاحساس العملي الذي جسده صلحاء الامة في تأريخنا القديم.في هذا المضمار قال سيد الحكماء امير المؤمنين علي عليه السلام: ليس الفتى من قال كان ابي بل الفتى من يقول ها انذا.ومن قبله فان القرآن الكريم يصرخ ليل نهار مذ 1400 سنة على ان نتكافأ ونسود بالعمل وما اكثر الايات في هذا: قل اعملوا.. ومن يعمل.. ويؤثرون على انفسهم.. الخ. وما اروع التجارب التاريخية التي يعرضها علينا القرآن الكريم لامم تخلت عن العمل وعن ذلك الشعور الذي به تحيا الامة وتحيا الشعوب.فهل سيحقق للعراقيين طموحاتهم وسينتشل العراق من امراضه ليلبسه ثوب العافية بالفعل هذا الملياردير خليل عبد الوهاب المتأثر جدا بخطوات الرئيس اللبناني الاسبق رفيق الحريري؟ ام ستتضاعف مليارديراته اطرادا مع تضاعف آلام العراقيين وخراب بلدهم؟ملبورن- ربيع 2009

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك