عمار احمد
قرأت قبل عدة ايام تقريرا يشير الى ان الارقام الرسمية تؤكد ان نسبة الانفاق وانجاز المشاريع من قبل مجالس المحافظات ومختلف وزارات الدولة بلغت خلال العام الجاري 30%.وبصراحة اصبت انا الانسان البسيط والعادي بصدمة كبيرة، واستحضرت في ذهني سريعا شريطا طويلا من تصريحات لاحصر لها وردت على السنة وزراء ومحافظين ورؤساء مجالس محافظات ومسؤولين كبار في الدولة يدعون فيها ان نقص التخصيصات المالية لموازنة العام 2009 تسببت في تعطيل انجاز الكثير من المشاريع. وعلى افتراض ان مثل تلك الادعاءات صحيحة، فأن المنطق يعني ان السادة المسؤولين الذين يتحججون بنقص التخصيصات يفترض ان يكونوا قد انفقوها بعد مرور اكثر من نصف عام، لا انفقوا 30% منها فقط!!هذا امر عجيب وغريب حقا... التخصيصات قليلة، وتسبب ذلك في تعطيل انجاز واكمال المشاريع، وفي نفس الوقت لم ينفق منها سوى ثلث او اقل من ثلث، والانكى من ذلك يطالبون بميزانيات تكميلية ، والانكى منه ان الحكومة الاتحادية الموقرة تسعى الى اقتراض مبلغ سبعين مليار دولار لاصلاح البنى التحتية، وهي والحكومات المحلية لم تصرف حتى نصف التخصيصات المقررة من موازنة العام الحالي. وكل من يعترض ويتحفظ وفق حجج ومبررات علمية ومعقولة، يتهم بأنه يريد اضعاف الحكومة، وينطلق من حسابات ومصالح سياسية خاصة.لااستبعد ان تكون المبالغ المهدورة بسبب الفساد الاداري والمالي بمختلف اوجهه اكثر من الاموال المنفقة على المشاريع والبرامج الخدمية.ان انفاق 30% من التخصيصات، لايعني قلتها، بل يعني سوء الادارة وانعدام التخطيط، واستشراء الفساد، والتخبط والفوضى، وتفشي المحسوبيات والمنسوبيات، والتفكير بمليء الجيوب قبل تعمير الوطن.
https://telegram.me/buratha