المقالات

جريمة جامع براثا تعبير عن منهج طائفي تكفيري

2549 22:53:00 2006-04-08

ان هذا المنهج الإرهابي مدعم من قبل قوى سياسية تعمل على الساحة العراقية تروج له وتحاول ان تعطية تسميات وأغطية تحت عنوان المقاومة ، وهذه القوى والشخصيات تتحدث بصراحة ودون خجل او خوف ، وأصبح عمل هذه القوى السياسية والدينية السنية واجهة سياسية للإرهاب . ( بقلم : جواد النادر )

المتتبع للتطورات السياسية في العراق منذ سقوط النظام عام 2003 حتى اليوم يلاحظ تنامي النزعة الطائفية التكفيرية ، والتي عبرت عن نفسها بصورة اكثر وضوحا واكثر حقدا وطائفية من السابق ،وقدمت نفسها للمجتمع العراقي كنموذج بشع وصورة بشعة من صور الإرهاب والقتل والجريمة القذرة التي تستهدف امن المواطن واستقراره وحياته .الصورة التي رسمت الإرهاب كانت صورة بشعة مقززة اتسمت بالذبح والقتل الجماعي والتكفير والقتل على الهوية واستهداف المصلين وزوار العتبات المقدسة ، واستهدفت الأسواق والتجمعات السكانية ، فضلا عن اغتيال الشخصيات والرموز السياسية والدينية الشيعية ،فالإرهاب الذي سيطر على الساحة السياسية العراقية وعلى واقع المجتمع العراقي لبس لباسا طائفيا واعتمد منهجا طائفيا يحمل نظرة تكفيرية ضيقة ،بل انه اخذ مسارا تصاعديا في القتل والاستهداف وطالت جرائمهم مراقد ألائمة الأطهار والرموز الدينية والمقدسات ، وكانت الجريمة البشعة التي ارتكبت بحق المصلين الأبرياء من أتباع أهل البيت في جامع براثا في صلاة الجمعة تعبيرا واضحا على حجم الحقد والكراهية التي يحملها هؤلاء الطائفيين التكفيريين لاهل البيت ،وانهم استهدفوا معلما من المعالم الدينية الشيعية المقدسة في العراق ، وهم يحاولون إسكات صوتا مدويا للشيعة يعبر عن هاجس الشارع العراقي وصوتا مدافعا عن اهل البيت هو صوت الشيخ جلال الدين الصغير ،وسيحفظه الله برحمته وبركاته ليكون حربا ضد الإرهاب وضد الكفر ومدافعا عن العراق وأهل البيت .ولقراءة هذا الملف الامني الخطير في مسار الإرهاب وجرائمه نستطيع ان نضع بعض الآراء والأفكار والقراءات :

• ان هناك حركة واسعة تؤمن بالخط التكفيري ، وهي حركة منظمة تمتلك الخبرة والدعم الخارجي والدعم الداخلي والحاضنة التي تأوي هؤلاء التكفيريين ، لذلك علينا ان لا نقبل بالقول ان هناك مندسين ومخربين ، اذ ان ذلك لوحدة لا يعطيهم هذا الفعل الإجرامي الكبير ، فهناك وسطا يعمل في ظله الإرهاب يقدم له الحماية والإسناد والدعم ، فضلا عن الدعم الخارجي ومصالح ومخططات الإقليم العربي السني .

• ان هذا المنهج الإرهابي مدعم من قبل قوى سياسية تعمل على الساحة العراقية تروج له وتحاول ان تعطية تسميات وأغطية تحت عنوان المقاومة ، وهذه القوى والشخصيات تتحدث بصراحة ودون خجل او خوف ، وأصبح عمل هذه القوى السياسية والدينية السنية واجهة سياسية للإرهاب ، مهمتها منع إقامة حكومة قوية متجانسة تقود حملة لمكافحة الإرهاب ، وتدافع عن منهجه في المحافل المحلية والاقليمية والدولية .

• ان التصعيد الكبير في الأعمال الإرهابية الإجرامية في الأشهر الأخيرة جاء نتيجة توافق المصالح الأمريكية مع أهداف ومخططات الإرهابيين والقوى السياسية والدينية السنية ، فالأمريكان يعترفون ان التنسيق مع المجاميع الإرهابية أدى الى التقليل من العمليات التي تستهدف الوات الأمريكية ولكنها ازدادت ضد أبناء الشعب العراقي ، فضلا عن ذلك فقد لعب السفير الأمريكي دورا في تعطيل عمل وزارة الداخلية ، وتعطيل العملية السياسية والالتفاف على نتائج الانتخابات ، فضلا عن ان الشكوك تدور حول عمل القيادات المسيطرة على وزارة الدفاع .

ان فهم هذه النقاط الثلاث يجعل من السهل فهم طريقة التعامل مع الموقف ومواجهة التحدي ، ومطلوب ان نبتعد عن التهم العائمة غير الواضحة والتي قد يستفيد منها هؤلاء الإرهابيين ومن يقف معهم ، وندرك ان حجم التحدي كبير يتطلب حشد كل الطاقات والحفاظ على وحدة وتماسك الشيعة وكتلتهم السياسية الائتلاف ، وان ندرك ان السكوت والصبر لوحدهما لا يكفيان لمعالجة الموقف ومواجهة التحدي ، ان معركة كبيرة منتظرة يخوضها الشيعة في مواجهة الأمريكان والتكفيريين والإرهابيين .

جواد النادر

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك