المقالات

نظرة مستقبلية في مساعي الائتلاف الوطني لتشكيل جبهة وطنية

667 20:41:00 2009-09-19

عمار العامري

بدا صراع ما قبل الانتخابات البرلمانية في العراق يحتدم بين الكتل والائتلافات السياسية الراغبة بخوضها لاسيما وأننا نفاجئ يوميا بإعلان عن تشكيل انتخابي جديد كثيرا ما يحمل مصطلح (ائتلاف) ولكن يبقى الحديث عن الائتلافات القوية أو الشخصيات المؤثرة التي تحاول جمع الأحزاب والجماعات الصغيرة لتخرج بكيان انتخابي يحسب في عداد الكبار كل هذا الجهود هو استعداد وتهيئة للسباق الأهم يوم 16 كانون الثاني كما أقرته الحكومة العراقية يوما للانتخابات ولكن هذه المرة طفئ على السطح ما كان مخفي سابقا وهو تحالفات ما بعد الانتخابات فقد كانت هذه الجولة من المفاوضات بين الكتل والقوائم الفائزة يتم ما بعد فرز نتائج الانتخابات ولكنها في هذا الموسم قد سبقتها والسبب يعود إلى إن الوضع السياسي العام في العراق يفرز النتائج قبل الأحداث فقد تحزم عدد من الكيانات السياسية أحزمتها لدخول باحة البرلمان قبل الخوض في أحداث التصفيات المؤهلة له سبب بناءها لقواعد جماهيرية واسعة.

الائتلاف الوطني والذي أصبح امتداد الطبيعي للائتلاف العراقي الموحد مع التوسيع في مكوناته مذهبيا ودينيا وسياسيا قد ركز السهم في منتصف الملعب مع الإعلان أن أبوابه مفتوحة للجميع مما شجع الآخرين على السعي للدخول في مضماره وان مفاوضاته التي توصف بالجيدة مع القائمة العراقية (برئاسة إياد علاوي) الذي يصنف باللبرالي هي دليل على نجاح المشروع سياسي للائتلاف الوطني ودخول الائتلاف في مفاوضات تعد بالإستراتيجية التاريخية مع التحالف الكردستاني عن طريق المجلس الأعلى الإسلامي الحليف القديم له فإنها خطوة استباقية لكسب حليف قوي لما بعد الانتخابات كما أن المؤشرات تدل على أن هناك تقارب بين المجلس الأعلى الإسلامي والحزب الإسلامي العراقي كونهما حليفان في فترات معينة ويمكنهما التحالف والتقارب مرة أخرى مما يجعل قيادات الائتلاف الوطني صادقة في حديثها لتشكيل جبهة وطنية للنهوض بالعملية السياسية لتخطي عقبات الماضي وهذا ما كده السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي منذ اللحظات الأولى لانتخابه رئيسا للمجلس الأعلى حيث يمثل المجلس الأعلى قطب الرحى في الائتلاف الوطني والعملية السياسية وهذه الجهود تعطي بوادر جيدة بإيجاد تحالف سياسي قوي يضم الائتلاف الوطني بكافة امتداداته (المجلس الأعلى والصدريين والإصلاح الجعفري وغيرهم) والتحالف الكردستاني (الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني) والقائمة العراقية التي تضم (حركة الوفاق وشيوخ عشائر متنفذين) والحزب الإسلامي (التيار السني الواسع) والذي يسهل لهم خلق حالة سياسية يمكنها تحقيق الشيء الكثير أذا ما ابتعدوا عن البحث في المصالح الحزبية التي أرهقت الآخرين.

فيما بقى حزب الدعوة جناح المالكي يتأرجح بين نشوة الانتخابات المحلية وأمل التحالف مع أبو ريشة (الذي التحدث باسم الصحوات) وبعض الوجهات المحسوبة على حزب الدعوة التي يشرف على صناعتها سياسيا القيادي في الدعوة علي الأديب كما يحاول مستشاري المالكي في الحزب الضغط عليه بعدم الدخول ضمن الائتلاف الوطني من اجل الدخول بائتلاف الانتخابات الماضية (دولة القانون) وهو شعار رفعه حزب الدعوة (قد تعاطف معه الكثير ولا نعلم تعاطفهم معه مستقبلا) ويأتي هذا من خلال التصريحات التي يتقاسمها قيادات حزب الدعوة بجناحيه المالكي والسيد أبو عقيل منها من تؤمل إمكانية تخلي حزب الدعوة عن (دولة القانون) ودخولها في الائتلاف الوطني وهذا الرأي مبني على أن التحالف الجديد بين حزب الدعوة والإدارة الأمريكية جناح (الحمائم) قد لا يدوم طويلا ويخسر الحزب حلفاءه مستقبلا والرأي الأخر الذي يشد على عزم الدعوة الدخول بائتلافها الجديد وأصحاب هذا الرأي يحاولون تقوية العلاقات بين الحزب والإدارات الأمريكية والسعودية ودوائر عربية أخرى لقراءتهم باعتماد هذه الدوائر على حزب واحد مستقبلا في العراق معتمدين على نظرية اختيارها لــ(صدام حسين) والتخلي عن القيادات البعث حيث أنها تفضل اللاعب الواحد على تعدد اللاعبين.

فيما تذهب كل التوقعات إلى أن هناك مفاجئات قد تظهر وتحسم الموقف لوجود توجه عام نحو أيجاد الجبهة السياسية الوطنية التي يمني الجميع أنفسهم باستكمالها بهدف النهوض بالواقع العراقي وان تحقق هذا الهدف بإمكانها تشكيل حكومة قوية ليس لمنفذي الأجندة الخارجية الوجود فيها وهذا ما يجعل فرص نجاحها واردة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك