المقالات

رحل بوش لكن ازمة العقل العربي لازالت قائمة

909 02:59:00 2009-09-16

أياد الناصري

عجيب امر اشقائنا العرب في تعاملهم مع الاحداث والازمات وقضاياهم المصيرية والاشد غرابة هو نعيقهم خلف كل ناعق ومجافاتهم للواقع في اغلب مواقفهم واقصد هنا بالعرب انظمة الحكم والمتملقين لها وهم كثر ولعل مهزلة الزيدي ومسرحية قناة البغدادية اثبتت ان ازمة الاشقاء العرب كبيرة ومستعصية وتحتاج الى حلول كثيرة وجذرية في نفس الوقت .. لقد طبل الاعلام العربي ودعاة رفض احتلال العراق لفعلة الزيدي وعدوه فاتحا ومحررا واعتبروا رمية حذائه رمزا لتحرر العرب ورفضهم لمخططات امريكا والامبريالية الغربية وغير ذلك حتى ان كريمة احد الزعماء العرب امرت ببناء نصب لهذا الحذاء وهو تصرف اقل ما نقول عنه انه سخيف ويعبر عن ضحالة الحاكم وكريمته التي تتصدى لادارة العديد من المؤسسات ومن هذه المؤسسات مايعنى بالترويج للثقافة والفكر ويالها من مفارقة ..

بالمناسبة لست من انصار بوش ولا من انصار الزيدي ولا حتى المالكي لكن ما يحز في نفسي هو الطريقة الجاهلية التي يقود بها الحكام بها الحكام العرب ومن يطبل بجوقتهم من المتملقين لشعوبهم المسكينة حيث تسطيح الفكر وتعطيل العقل وتجميده من خلال بث مثل هذه الافكار الفارغة من قبيل الثأر واستعادة الكرامة وكأن العربي الذي امتهن كرامته واستعبد ولازال كذلك كان ينتظر ان يضرب الزيدي بوش ليتحرر وتعاد اليه كرامته المهدورة ولست ارى في ذلك غير اصرار الحكومات على اذلال هذا العربي المسكين فثروات الشعوب المحرومة التي اهدرت والتي في اغلب الاحيان تهدر من اجل ارضاء بوش بالخفاء من خلال صفقات حكومية عربية مشبوهة تبرم في غرف واروقة البيت الابيض ودوائر السي اي ايه ولتدعم هولاء الحكام وتضعف بل تصفي خصومهم بمساعدة بوش نفسه تارة وتهدر تارة اخرى من اجل اذلال بوش ودعم الزيدي ورفاهيته بعد ان غادر سجنه في بغداد الى منتجعات اوربا ومدنها الزاخرة بأنواع الملذات ليعوض التسعة اشهر الماضية من الحرمان في ذلك السجن الذي ابسط ما يقال عنه انه فاره ويحتوي كل سبل الراحة عدا انه يسمى سجنا ان هذه الازدواجية في التعامل مع عقل المواطن العربي البسيط الذي لازال يؤمن بألوهية حكامه يجعلنا نقف حائرين وينذرنا بالبؤس الدائم فالذي يرى في س او ص من الحكام مقدسا وقائدا ضرورة لايأتيه الباطل عن يمينه او شماله ولديه الاستعداد على الغاء عقله لمصلحة ذلك الحاكم اعتقد انه لن يتردد في قتلنا او قتل نفسه من اجل قتلنا كما يفعل الارهابيون الذين يتدفقون من شمال افريقيا والسعودية وسوريا واليمن وحتى مصر والسودان وجلهممن لديه الاستعداد لتنفيذ اعمال انتحارية تحت ضغط الاعلام العربي المنافق وقداسة الحاكم الاوحد الذي لا يعرف الخطأ ابدا ...

ببساطة ان التطبيل والتزمير لخروج الزيدي وهذا الكم الهائل من القصص البطولية(الاكاذيب التي رواها) والتي اعتادالنظام العربي الرسمي ان يتفاعل معها بمناسبة او من دون مناسبة بغضا بالعراق واهله وكيدا بالعراقيين يجعلنا امام خياريين اولهما العودة الى سطحية البعث والنظام الشمولي الموي الذي كان يحكمنا لعقود واعلان هزيمتنا ارضاء للاشقاء وهذا ما لا نريد ونرغب والثاني هو الاستمرار في مشروعنا الذي بدأناه منذ ان اعلنا المواجهة مع كل الافكار المنحرفة التي جاءت بالبعث الكافر الى السلطة وتأسيس عراق جديد يتعامل مع الحاكم على انه خادم للشعب وفرد من افراد المجتمع فرقه الوحيد انه يمارس قيادة الحكم لاجل الخدمة والخدمة فقط وهذا لايعني ان يهان من اجل ان يولد بطل مزيف اسمه منتظر الزيدي والا فأن جميع حكام العالم سيكونون تحت طائلة الاهانة لمجرد ارضاء نزوات اشخاص اخرين عشقوا الشعارات واعتادوا ان تتكرر مثل هذه المغامرات المخزيه لقد رحل بوش عن كرسي البيت الابيض بكل محاسنه ومساوئه وقد خدم شعبه الذي راى فيه الرجل المناسب لقيادة الولايات المتحدة الامريكية في مرحلة ما وقد غيرته اراداة الشعب الامريكي لوجود قناعة مغايرة في مرحلة اخرى مختلفة وهذا شان من يتعامل مع الحاكم على انه خادم للشعب فقط فما الذي تغيير في احوالنا نحن هل غيرنا حكامنا المتخمين وانزلناهم عن كراسي القداسة؟؟؟ ام ماذا؟؟ ايها العرب تعلموا من الاخرين ان تحترموا عقولكم ولعل الدرس الاول الذي لم تحفظوه لحد الان هو محو الصور المشوهة التي رسمها الحكام في عقولكم لانها صور تريد لكم ان تبقوا بلا عقول لكي يستمروا في استعبادكم وسترون في كل يوم مسرحية جديدة تستخف بكم وبالنهاية ستصفقون لها بعد ان ينتهي العرض وكل ذلك من اجل ايجاد مادة تصلح للاستهلاك المحلي فهل يروق لكم العيش في اجواء الازمة الى الابد...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك