المقالات

أسرار رمزية السيد الحكيم الراحل ودوره المحوري في العراق

1004 16:44:00 2009-09-02

بقلم عمار العامري

شكل وجود سماحة السيد عبد العزيز الحكيم الدور البارز في صناعة القرار السياسي في العراق منذ استلامه الملف السياسي الخاص بالمجلس الأعلى الإسلامي العراقي عام 2003 وقد سبق هذه الخطوة اضطلاعه بالدور الكبير في إدارة نفس الملف في السنوات الأخيرة التي سبقت الإطاحة بالنظام العراقي السابق( 1998- 2002) فقد شارك السيد الحكيم الراحل في عدد كبير من المحافل السياسية لاسيما مؤتمرات المعارضة التي هيئة الأجواء وسلطت الرأي العام العالمي بشكل دقيق على قضية الهيمنة الديكتاتورية التي مارسها النظام في العراق ومن الأدوار المهمة والتي تحسب لصالح رئيس المجلس الأعلى الراحل مهامه في مؤتمر لندن واجتماعات واشنطن للتنسيق بين قوى المعارضة العراقية والقوى العالمية على إنهاء معاناة الشعب العراقي وخلال تلك الفترة كان السيد الحكيم إلى جوار السيد شهيد المحراب إذ يمثلان محور العمل السياسي في المعارضة العراقية ونقطة التقاء المتشاورين في شان العراق المستقبلي وكان السيد فقيد العراق يحمل هموم العراق وتطلعات أبناءه إذ ينهل السياسيين ورجال المعارضة العراقية من آراءه ومشورته في تحديد ملامح مصير العراق ومستقبله.

ومنذ وطئت أقدامه ارض العراق اخذ نجم السيد الحكيم يعلوا سماء العراق حيث كان سباقا في الوصول للوطن ليشاطر أبناءه وإخوانه ابتهاج الخلاص من الديكتاتور ليساهم بشكل فاعل في تشكيل مجلس الحكم العراقي والذي كان اسم الحكيم فيه رمز بارز باعتباره امتداد للمرجعية الدينية وللأدوار السياسية لأسرة أل الحكيم التي تجسدت أبان العهود السابقة وما أن فعل الأوغاد فعلتهم الدنيئة في تنفيذهم لعملية اغتيال شهيد المحراب حتى تصدى السيد الحكيم للعمل السياسي في جانبي الحكومي حيث أكمل دوره في بناء المشروع السياسي وفي تصديه لرئاسة المجلس الأعلى الإسلامي العراقي لتكامل الأدوار ومنذ تلك اللحظة أصبح شخص الفقيد الراحل السيد عبد العزيز الحكيم محور للعملية السياسية ومركز أو قطب الرحى فيها وتجلى هذا الدور لعدة أسباب منها:

1. اعتباره الامتداد الطبيعي لتضحيات أسرة أل الحكيم والتي قدمت ما لم تقدمه عائلة سياسية أو دينية في العراق كونه بقية السيف والشهادة والابن الوحيد الباقي على قيد الحياة للمرجع السيد الإمام محسن الحكيم وما تمتلك هذه الأسرة من خصوصية مع الأسرة العلمائية والسياسية وطبقات المجتمع العراقي في وسط العراق وجنوبه والطوائف والأقليات الأخرى وما قدمته من تفاني من اجل توطيد هذه العلاقة الأصيلة.

2. مثل السيد الحكيم حلقة الوصل الحقيقية بين هموم الشعب العراقي والإمام السيستاني ومراجع الدين في النجف الاشرف وتداوله المستمر معهم في الدفاع عن حقوق الشعب ورسم المعالم الحقيقية للمشروع السياسي العراقي في بناء الدولة العراق الجديد التي يطمح فيها العراقيين بعد التخلص من السيطرة الخارجية وكان التشاور مستمر بين الطرفين واستلهام التوجيهات والتبادل في الأفكار النموذجية.

3. وجود السيد الحكيم على رأس الائتلاف العراقي الموحد ودوره التعزيزي لحركة والعمل الائتلاف العراقي باعتباره الكتلة البرلمانية الأكبر والتي أصبحت حجر الزاوية في تشكيل الحكومة المؤقتة وفي كتابة الدستور العراقي وتشكيل الحكومة المنتخبة وتصدي السيد الحكيم شخصيا للمؤامرات والمحاولات التي أريد منها إرجاع العراق إلى المربع الأول ومساهمته الحقيقية في عدم إدخال الشعب العراقي في حرب طائفية أو أهلية كما كان مخطط لها وتأثر الجهات السياسية بشخصية السيد الحكيم الذي لم تستأثر بما حصل عليه المجلس الأعلى أنما كان السيد الحكيم الراحل يقدم التنازلات من حقوق المجلس الأعلى من اجل أكمال مسيرة العملية السياسية الجارية.

4. دور السيد الحكيم في رئاسة المجلس الأعلى ووفق السياسات العامة له في الانفتاح على الجميع وبناء علاقات سياسية عامة لا تختصر على جهة معينة أو تيار واحد إنما أسس المجلس الأعلى علاقات مع الدول العالمية ودوائرها السياسية والدول الإقليمية وعزز العلاقات بينها ونفتح في علاقاته على جميع الطوائف العراقية والأقليات وعقد التحالفات السياسية التي شملت كافة الأطياف العراقية وأهمها (التحالف الخماسي) و(التحالف الرباعي) وجمع بين مختلف التوجهات السياسية والثقافية والعشائرية الشيعية وعزز العلاقات مع الجهات الكردية والعشائر السنية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك