علاء الخطيب- كاتب وإعلامي
أيها العزيز أرثيك أم أرثي العراق بفقدك, ارثيك أم ارثي محبيك, أرثيك أم ارثي شعبك الذي رفع الاكف في هذا الشهر متضرعا ً الى الله أن يردك سالما ً معافى , لكن القدر كان أسرع من دعاؤنا اليك , أيها السيف المُشرع في عالم الجهاد والتضحية, أيها الشجاع الذي تحدى الموت والطغاة حينما عزت السبل وزاغت الأبصار وبغلت القلوب الحناجر, وقفت لتنقل للأمة رسائل الشهيد الصدر عبر طريقةٍ إبتكرتها أنت ووقفت بوجه الطغيان الصدامي,
وشهد مؤتمر لندن للمعارضة العراقية لك موقفا ًشجاعا ً أيها القائد حينما قال لك السيد خليل زاد وأنت تعترض عليه إنك تكلم مبعوث الرئيس بوش فرردت عليه بقول الواثق وانا مبعوث السيد محمد باقرالحكيم ومبعوث شعب العراق , لأنك تسلحت بالايمان والعقيدة والحق فلا ضير إن وقعت على الموت أم وقع الموت عليك , أبا عمار لقد حملت العراق بين جنبيك هما ًمنذ نعومة أضفارك وحملك علما ً وأبنا ً بارا ً ,
ولا عجب في ذلك فانت بقية الماضين وثمال الباقين من آل الحكيم رضعت من ثدي الجهاد الذي روًّى ابوك في ثورة العشرين وسقى أخوتك الشهداء في سبيل العراق والاسلام , أيها السيد العزيز أبا محسن كلمة الوداع ما أصعبها حينما تقال لعزيز ٍ مثلك, ولعل الدموع لا تفي حقك في الوداع , ها نحن ومنذ أن رقدت في المستشفى ننتظر قدومك لا نعيك , سيدي ابا عمار لم تمت وإن رحًّـل جسدك عنا فمواقفك ستظل عالقة في ارواحنا , وسيبقى عزاؤنا في نجليك الذين سيذكراننا بك أيها العزيز وبما قدمت للعراق ولشعبه ,
وسيكتب التاريخ تلك المواقف الكبيرة بأحرف من نور , نم قرير العين فالامانة التي أودعتها قد حملها رجال ُ لا تأخذهم في الله لومة لائم , نم قرير العين فنحن أبناؤك وأخوتك ساهرون على تحقيق حلمك في عراق ينعم بالاستقراروالامن والرفاه , ايها العزيز عجَّلت بالرحيل لأنك لم تستطع أن تبقى بعيدا ً عن معلمك وأخيك الذي أحببته وأحبك ولكنك رحلت عن محبيك ,
ايها العزيز وإن عزَّ علينا فراقك ولكن الله إختار لك دارك التي تقيم بها مع أجدادك الطاهرين وآباءك المتقين وأخوتك الشهداء , فسلام عليك يوم ولدت ويوم نهلت من نمير والدك المرجع الحكيم رحمه الله ويوم عشت مجاهدا ً بعيدا عن عراقك الذي عشقته وسلام عليك يوم وطئت قدماك ارض الوطن ويوم رحلت الى خالقك ويوم تبعث حيا ً فرحمك الله واسكنك فسيح جنانه وألهم ذويك ونجلك المجاهد السيد عمار وآل الحكيم وشعبم العراقي إنه سميع مجيب.
https://telegram.me/buratha