المقالات

واجب أهل الضحايا

708 2024-10-25

جهاد عادل

 

صار الالتزام بالحق وتنفيذ القانون في بلادنا هذه الأيام يحتاج الى من يدافع عنه رغم إنه من بديهيات الإنسانية وواجبات المجتمع العامة، وصرنا نحتاج للحماية عند المطالبة بإنزال القصاص العادل وتنفيذ أحكام القضاء بمن ارتكب الجرائم البشعة فأزهق الأرواح ونثر أشلاء الضحايا في الطرقات وأباد أسرا كاملة وهجر مجتمعات محلية من مواطنها التاريخية ودفع الآلاف لهجرة البلاد كليا وهيمن رعبه لسنوات على الشوارع والاحياء السكنية حتى ان مدن العراق تغلق مع غروب الشمس ولا يتجول فيها اما إرهابي يتصيد الضحايا او رجال الامن الذين يلاحقونه او ضحية عاثر الحظ تأخر عن منزله.

اليوم تشن حملة ظالمة على رئاسة الجمهورية لأنها تقوم بواجبها الدستوري في تنفيذ أحكام القضاء بعد انتهاء كل مراحل الإجراءات المؤدية الى اكساب القرار القضائي صفته القطعية، ونتذكر في هذه الأيام الأصوات التي طالبت لسنوات بتسريع تنفيذ أحكام القضاء واستغلت الموضوع للتهييج والتحريض فإذا بها ساكتة اليوم وتلتزم صمت القبور بدل الدفاع عن إلتزام الرئاسة بواجبها الدستوري والمساهمة في تحقيق العدالة وتنفيذ القانون، واذا كان من المتوقع ان تدافع عن القتلة، الجهات الداعمة للارهاب وبعض الشخصيات الملوثة بدماء الأبرياء، واذا كان متوقعا ان تستغل بقايا البعث الصدامي هذه الذريعة للتحريض ضد النظام السياسي، فإن صمت البعض عن مناصرة القانون والحق والعدالة هو المستغرب والمستنكر.

ان كل القوى السياسية التي تبنت الدفاع عن ضحايا الإرهاب عليها اليوم دعم رئاسة الجمهورية في إجراءاتها لتنفيذ القانون، وعلى المؤسسات الرسمية الراعية لحقوق الشهداء من ضحايا الإرهاب اعلان موقف مؤيد لرئاسة الجمهورية وهي تحقق العدالة للضحايا، وعلى نواب المناطق المتضررة من الإرهاب وممثلي المكونات المنكوبة في البرلمان اتخاذ موقف صريح داعم للضحايا ويلتزم بمعاقبة الجناة فالحق لا يترك للمساومات السياسية وعمليات الابتزاز الإعلامي والتحريض ضد الرئاسة.

يقول النص القرآني الكريم "ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب" في إشارة واضحة على ان حفظ الحياة والاستقرار والأمن لن يتحقق لأي مجتمع ما لم ينفذ القصاص العادل بالجناة وسيشعر رجال القضاء والأمن بالخيبة إذا ضاعت كل جهودهم لفرض الامن وتحقيق العدالة، واذا كانت القوى السياسية والشخصيات الاجتماعية تنتهز كل مناسبة للتعبير عن تدينها فلماذا لا تلتزم بهذا النص الواضح وتدعمه وترد على كل المبتزين الذين يريدون ابطال الحق وتعطيل العدالة والإساءة لدماء ضحايا الإرهاب وتحويلها الى ورقة للاستهلاك السياسي وتخوين المؤسسات الأمنية وتجريمها بشكل عام وانتهاك هيبة القضاء عبر اتهامه بالتحيز والظلم.

إن عشرات الآلاف من ضحايا الإرهاب هم الاحق بالتضامن معهم ومع أسرهم ضد مجرمين رتعوا في السجون سنوات طويلة واستنفدوا كل طرق الطعن بالأحكام القضائية وعاشوا بعد ضحاياهم سنوات طويلة بلا عقاب، بل ان بعض ضحاياهم من المهجرين والنازحين يعيشون ظروفا أسوأ من ظروف السجن.

يجب على الجميع مساندة رئاسة الجمهورية للقيام بواجبها، وكل من له صلة بضحايا الإرهاب او يعتبر نفسه ممثلا لهم ومطالبا بحقوقهم، عليه اليوم الإعلان عن موقف صريح يتسامى على أي مشكلة او خلاف، فالقضية تتعلق بمستقبل العراق ومستقبل العدالة فيه، وإذا استمر السكوت على دعوات ترك العدالة قد يأتي اليوم الذي نرى فيه من يطالب الضحية بالاعتذار من القاتل.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك