بقلم:فائز التميمي
لا يمكن أن تعرف معادن الناس إلا بإختبارهم أو أن يختبرهم الزمن فيقعوا في محنة. والسيد عادل عبد المهدي لم يكن يستطيع المراقب أن يحكم عليه وعلى طموحاته أو مدى حبه للسلطة أو الجاه عندما تكون الظروف جيدة وليس هنالك ما يكدر حياته السياسية لـذلك كنت أظن أن السيد عبد المهدي إنسان ساذج وبسيط وكنتُ أظن أنه لا يصلح لمركز سياسي لأنه وللأسف قد وقع في وظيفة مقيدة وهي مجلس الرئاسة لا يكاد المرء يستطيع أن يعرف مواهب الرجل أو قابلياته وخصوصاً أنه كان ولا زال مقيد بالفيتو و مجلس الرئاسة مشلول فعلاً.
وجاءت محنة الإفتراءات والتخرصات المدبرة في ليل في قضية بنك الزوية ورأينا كيف تصرف السيد عبد المهدي برباطة جأش يحسدهُ عليه الكثيرون .فالمعروف عن أكثر العراقيين وخصوصاً السياسيين منهم سرعة الإنفعال والتصريحات الغير مسوؤلة وتصفية الحسابات . فخلال إجابته على أسئلة الصحف مثل جريدة الشر السعودية وكـذلك المقابلة المهمة مع العراقية قبل تفجيرات الأربعاء. وهي مقابلة مهمة حاول فيها المحاور أن يركز على قضية بنك الزوية بطريقة صحفية تحاصر فيها الضيف ليقول شيئاً إستفزازياً فكان خلال ساعة كاملة هو هو منـذ بداية المقابلة الى نهايتها. والأمر له دلالة مهمة فلو كان السيد عبد المهدي يتصنع الهدوء فإنه لا يستطيع أن يصبر أمام الإغراء بالتصريح. فمثلاً عندما قال له عن تصريحات المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء فأجاب محاولاً إيجاد العـذر لهم بأن بعض الصحفيين يأخـذون كلاماً من هنا ومن هناك فيضعوه مع جنبه ولم يقله صاحبه .وحول الرد على تصريحات وزير الداخلية رفض وقال:إذا كانت المساجلات تقع بين المسؤولين في هرم الدولة فهـذا معناه تحلل الدولة . وطالب الصحفيين أن يتلصصوا على المسؤولين لكشف كثير من الخفايا وإعتبره عمل مهم في إسناد الدولة . كان واثقاً ومطمئناً ولم ترد في أقواله كلمة واحدة تدل على عداء أو إستفزاز للآخرين.إذن هـذا هو السيد عادل عبد المهدي!! فمن هو والده السيد عبد المهدي المتنفكي!!؟وهنا سوف أذكر شهادة للسيد المنتفكي تعود الى عام 1932م حيث أُقيم إحتفال بمناسبة المولد النبوي في 17 ربيع الأول عام 1352هجري في خان السيد مهدي شناز بياع الخضروات حيث نُظمت قصيدة من قبل أحد شعراء الكاظمية بالمناسبة من 43 بيتاً مطلعها:ظهرت معاجز أحمد بين البشر مـذ نوره فوق البسيطة قد ظهروختامها:فلسوف يبلغ شعبنا غاياته بمليكه من بالفخار قد إرتدىووزيره المهدي من فيه غدا نشوء الشباب بهديه مسترشداأكرم به من ماجـد حاز البسـالة والشجاعـة والعلى والسـؤدداثم كتب في الهامش: والمراد بالمهدي هو وزيره السيد عبد المهدي من أهالي المنتفك وله مقامات محمودة ومواقف مشهورة لدى الطائفة الإمامية فهو رجلٌ من خيرة الرجال ووزير من أحسن الوزراء كثر الله من أمثاله وجزاه عن الشيعة خيراً. إنتهى.
والشاعر لا علاقة له لا نسباً ولا موطناً بل هو من أهالي بغداد وليس من الشعراء المتكسبين بشعرهم بل أكثرة في أهل البيت (ع) وفي مناسبات الأعراس والأخوانيات. وكان أن يعمل وزير شيعي لطائفته من الأمور النادرة خوفاً من أن يتهم لـذلك فإن السيد عبد المهدي من الإستثناءات ممن أدخل كثيراً من الشباب في الوظائف التي كانوا محرومين منها .والغاية من نشر هـذه الشهادة هي أولا الوفاء لـذلك السيد الجليل والثاني هو أن نعرف بأن السيد المـذكور رحمه الله لم يكن حاله حال أي وزير لا يحمل هم الناس بل جاء ليخدم الناس. وثانياً لنـذكـّر السيد عادل عبد المهدي ليكون مثل والده رحمه الله في خدمة الناس بحيث يبقى ذكره ولو بعدد 77 عاماً.ويُنقل أن رجلاً إشترى عبداً فقال العبد يوماً لمولاه أتريد أن تعيش ألف عام!!فإستغرب الرجل وقال: وكيف؟ قال: تعمل عملاً صالحاً فيبقى ذكرك في الركبان بعد ألف عام!!.
https://telegram.me/buratha