بقلم : سامي جواد كاظم
لم يكن هنالك حضور ممقوت على الارض العراقية مثل ما للبعثيين من حضور قبيح بكل معنى الكلمة ، بل وحتى اباؤنا كانوا يحذرون من البعثيين قبل استلامهم الحكم ، من اين لهم هذا الحكم على البعث لولا حضور الجريمة في تصرفاتهم ؟ والعراقي الذي عايش فترة عبد السلام عارف واخيه والبكر يعلم بحجم الاجرام والمؤامرة والغدر والتسلط الديكتاتوري الذي يحمله هذا الحزب الفاشي ، لا حدود للظلم بل حتى الظلم يستحي من افعالهم .وجوههم كالحة جالحة ولاجل ذلك صارت ملثمة ،لاتتردد في الاقدام على أي جريمة مهما كان حجمها او مخلفاتها وحتى انهم وبفضل قائدهم المقبور عفلق ان السلطة هي غاية الحزب ولا يمكن لاحد ان يسلبها منهم وانهم سيحرقون الاخضر مع اليابس اذا ما تعرضت لشيء من الثورات ، وبالفعل كانت ردود الفعل الاجرامية من البعث قاسية بحق كل من رفض حكمهم على مستوى العلماء او المسؤوليين او المواطنين وتاريخ العراق يحكي الكثير من هذه الماسي التي حلت بهم ، الم يقل صدام اجعل العراق تراب قبل ان أسلمه .
هذه الافكار الظلامية تجد لها مكان لمن يحمل افكار على غرارها في دول الجوار واكثرهم الوهابية وبعثية سوريا فعندما تأزمت العلاقة بين سوريا والسعودية ظهر احد امراء السعودية يتهم سوريا بتدريب الشباب السعودي وإرسالهم الى العراق وهذه وجوه اخرى من وجوه البعثيين .امتعظنا كثيرا ونحن نسمع عن المصالحة والتي غالبا ما تلاقي المد والجزر حيث هنالك ضغوطات من قوى خارجية على قبول البعث في السلطة وليس التغاضي عن جرائمهم وترك ما سرقوا بل تسليمهم رقابنا ولأنهم غير مقتنعين بانهم منبوذون تاتي النتائج على الواقع العراقي من خلال التفجيرات التي تحدث يوميا في العراق .
هل قدرنا هذا ان يصر البعث على العبث بالعراق ؟ ام لانه لا يوجد من يردعهم ؟ انهم منبوذون حد التقيوء اذا ذكر اسمهم ، بل وحتى العراقي عندما يسافر الى سوريا للسياحة عند تجواله في شوارع دمشق يلتفت الى الجهة التي لا يوجد فيها شعارات البعث حتى لا يقرأها . يعلمون علم اليقين لو دخلوا الانتخابات مصيرهم الفشل ولانهم غدرة فجرة فسقة يعتقدون ان المقابل يحمل نفس صفاتهم لهذا يستحيل الاتفاق معهم .
ان تفجيرات الاربعاء هي ليست بالغريبة لا على الشعب العراقي ولا على البعثيين ولكن الذي يحز في نفوسنا هو الافراط في الامل والاقلال في تمحيص العناصر المندسة في الاجهزة الامنية . يقولون انه امر متوقع قبل الانتخابات وهل نحن ملزمون بتقبل هذا الامر ودفع الثمن ؟ لماذا لم يتكاتف المسؤولون فيما بينهم اذا كانوا على علم بحجم المؤامرة البعثية ، فكل من يضع حجر عثرة امام التوصل الى اتفاق يجمع الشمل يكن قد اثلج صدر البعثيين فلابد من تفويت الفرصة عليهم .قد يتمنى عراقي في لحظة عصبية عودة البعث فاعلموا ان هذا الامر ياتي بدون ارادة توعوية واذا ما هدأ وتذكر التاريخ الاسود للبعثية سيعلم ان ما اصابه هو من يتمنى عودته وكثير من الكلام لا يؤخذ به عندما يكون خارج عن محنة المّت بالمتكلم .
https://telegram.me/buratha