حميد الشاكر
ما الذي يهدف اليه الارهاب والاجرام في العراق عندما وبين الفينة والاخرى يحاول حرق بلدنا وسفك دماء شعبنا وتدمير اقتصادنا وتحطيم كل استقرار للعراقيين ؟.الجواب ربما بدى بديهيا وهو : ان يوقف حياة العراق واهله ويحول جميع ساعاتهم لجحيم وظلام ومآسي ودماء لاتحتمل !!.وبهذا يكون الارهاب قد وصل الى اسمى غاياته عندما يحوّل الانسان العراقي الى شبح انسان يتحرك وهو ميت تماما ، لايشعر بشيئ ولايبالي باي شيئ وليس في منظومة افكاره اي تطلع لمستقبل ولاتفكير ببناء حياة ولاثقة فيهاوبناسها ولااعتماد عليها او تذوّق لطعمها او رائحتها او لونها ......وهكذا !!.وهكذا يكون الارهاب قد حقق جميع مخططات نظريته الاعلامية على واقع الارض والحياة في العراق ، وليتحول فيما بعد الى تطبيق اهدافه ومخططاته الشريرة باخضاع هذه الامة للعنف بل ودفعها لهذا العنف والايمان به ليكون في النتيجة النهائية ان كل ماقام به دكتاتورهم العوجاوي خلال الخمس والثلاثين سنة الماضية صدام حسين هو عين الانصاف والعدالة والسياسة الحكيمة عندما ساق امة كاملة لمسلخ الحروب ، وادارها على اساس حضيرة من الحيوان لايُسيطر عليها الا من خلال العصى وادوات الارهاب والجوع والسوق العنيف !!!!.نعم اعلاميا نظريا هيئ الارهاب بمساندة دول جوار واقلام عراقية داخلية وخارجية الارضية النفسية والفكرية والروحية داخل الانسان العراقي ليرى كل شيئ (العراق الخدمات الحكومة الانسان وحتى المستقبل والانتخابات ومانتج عنها في الماضي) قبيحا ومملا وليس فيه اي فائدة او رجاء ترتجى من اصلاحه او تطويره او اعادة انتاج الروح له من جديد !!.ثم تحوّل تطبيقيا ليعود بماكنة الموت والمفخخات والتفجيرات والحرق والدماء في الشوارع والاسواق والحسينيات والمساجد ودوائر الدولة ........ وفي كل مكان بعد تهيئتة للارضية الاعلامية التي دفعت الانسان العراقي ليتمنى لجميع من حوله في الدولة وفي الخدمة العسكرية والداخلية والحياة والاسواق ....... الموت والدمار !!.وبالفعل هناك في العراق من كان سعيدا بما حدث من اراقة دماء وحرق بشر وتدمير بنى اقتصادية تحتية تحت مبرر فلتخرب مادامت هي خربة بالاساس وليس فيها اي شيئ جميل !!.المرحلة الثالثة وهي الاخطر على روح المجتمع العراقي الذي بدأ يميل بعنف الى المطالبة بعودة الدكتاتورية الامنية في الحياة العراقية ، وبدلا من ان يعيش الانسان العراقي حرّا لايقف على راس كل فرد منه مخبر سري اصبحت هناك ايمان وقناعة بمقايضة : اذا لم يكن هناك امن الا بموت الحرية فاهلا بالامن والموت للحرية !!.وبهذا يكون الارهاب الصدامي والوهابي قد وصل الى جميع اهدافه الغير معلنة ، ومن ثم ليعلن انتصاره لطاغوته هبل العصر صدام حسين الذي لم يبقى شيئ امام الشعب العراقي المظلوم الا ان يدعو لجلاده ومبيد جنسه وصانع مقابره الجماعية وحارق مدنه بالاسلحة الكيميائية بالرحمة ليهنئ الارهاب وينام قرير العين في بغداد والموصل والانبار وغيرها من مدن العراق !!.نعم بهذا الشكل استطاع الارهاب في العراق ان يستدرج كل الاعلام الذي روّج ضد العراق الجديد ورسم صورته بشكل بشع ليكون منصته لاعادة انتاج مفخخاته وضخ الحياة لشرايينه من جديد ، باعتبار انه ليس هناك من منقذ لهذا الشعب الذي تسلط عليه الاعلام ليحوله الى كائن متذمر وطالب للانقلاب سوى الارهاب ليخلصه من محنته حسب مايخطط له الارهاب ، ثم جاءت ضربة الحسم في الاربعاء الاسود ليقول الارهاب للشعب العراقي في الداخل وممولي الارهاب في الخارج : انا القادر فقط في ساحة العراق لاغير ولم يبقى له الا ان يدفع الانسان العراقي بالكفر بالحرية والديمقراطية والايمان بالعنف والديكتاتورية لاغير ، وعندها لات حين مندم على رؤوس كل المخدوعين وكل الذين ساهموا بتموين الارهاب اعلاميا من العراقيين ، وكل حتى الذين اعتقدو بان العراق اليوم هو اقبح منظر في الحياة ، عندما يرون عراق السراديب والمقابر والرمي من فوق اسطح المعتقلات للكلاب ... وغير ذالك من عراق في بداية تاسيسه الديكتاتوري سيكون اقسى بمليون مرّة من عراق صدام والبعث وعائلة العوجة وحكم ابناء صبحة الدنيئة !!!!.لكن لاننسى في خضم هذه التخطيطات الارهابية الصدامية الخطيرة هناك عراقيون نذروا ارواحهم لحماية هذا العراق الجديد وبكل منجزاته التي لم تزل في طور البناء والانشاء ، وايضا هناك شعب صحيح ان كلامه النقدي السياسي اكثر من فعله وسلوكه البنائي بهذا البلد بكثير ولكن تبقى فيه روح النهضة والوثبة في اخر لحظة على جميع اخطائه ليحافظ على منجز حياته الجديدة من السقوط في احضان الارهابيين الصداميين القتلة ، ومثل هذا الشعب وتلك القيادة يبدوان في لحظات طويلة انهم ميتون ولامبالون ، ولكنّ في الوقت المناسب سنرى اصرارا غريبا وعجيبا ومذهلا على الحياة وحبها وبنائها ، وثقة ليس لها مثيل بالشجاعة تتحدى اعتى صور الموت والجريمة لتنتصر عليه وهي مبتسمة للموت !!.نعم الشعب العراقي بقيادته السياسية المنتخبة أقوى بكثير مما تتصوره اوكار الجريمة والارهاب ، كما ان لهذه القيادة الشرعية وهذا الشعب الابي حبٌّ وتشبث باستمرار الحياة بحيث كلما كان حجم الهجمات الارهابية كبيرا وعظيما وقاسيا ، كلما كان هذا الشعب اكثر حبّا لهذه الحياة واكثر تمسكا بالاستمرار ببنائها واعادة انتاج المكياج لجمال وجهها من جديد !!.
أذن فلتبتأس عيون الارهابيين الصداميين والرجعيين القتلة ولتبكي دما بدل من الدموع ، ولتعلم هذه الزمر المنبوذة كونيا ان الشعب العراقي سوف لن يكره الحياة وما فيها في العراق على بعض قساوتها وسوف لن يستبدل عيشها الحرّ والكريم بحياة الامن والرعب والدكتاتورية وسوف لن يقايض مشروع حكومته المنتخبة بحكومة الحديد والنار والكراهية والظلام ، وسوف لن يسمح لمروجي الارهاب اعلاميا ان يستمروا بغيهم الى مالانهاية بدون ان ينبذهم ويفشل كل مخططاتهم المشبوهة ضد واقعه وجمال حياته المستهدفة بالتشويه ، وسوف لن يشعر يوما من الايام انه خسر كثيرا عندما اطاح بدكتاتورية فرعون وهبل القرن العشرين صام حسين ، ليستبدله بحكومة ينتخبها بارادته من ابناءه الطيبين !!.
https://telegram.me/buratha