المقالات

وحده الدم العراقي....لا ينام...

1033 18:07:00 2009-08-20

الدكتور يوسف السعيدي

هكذا اضحت دماؤنا انهارا لا ضفاف لها..دماء انطلقت من رحم الاحزان العراقيه.. وغزاة الحقد الاموي يتوافدون حيث بكت المآذن..وخرست النواقيس.. وساستهم الذين احترفوا مهنة النفاق وهم يبصرون ابناء العراق في بحار الاسى ووجع الارض.. وليل اليتامى.. وخطباء ودراويش السياسه اضاعوا البلاد.. بدهاء معاويه.. وغدر ابن ملجم المرادي..وحربة وحشي..ونبال حرمله.. انهم الشقاة الذين ادموا صفحات التاريخ ..وارتال شهدائنا مستمره..دون جوازات سفر..على شواطيء الموت المجاني.. وطوفان القتل الطائفي يصارع سفن النجاة ..في زماننا اليعربي المعروض في المزادات العلنيه..واسواق النخاسه ..ومكاتب المرابين ودهاقنة النفط الصحراوي..غيروا خرائط الوجوه وهم يعيشون ازمة التحرير...والتخدير...ويستحمون في بركة واحده..وحده الدم لا ينام في العراق... بينما أقفيتنا مثل رؤوسنا المؤجلة تتقلب فوق فراشنا المشغول بغرائزنا ، وكم مرة نعاشر نساءنا في الأسبوع . وحده الدم لا ينام في العراق ... وجاريات قسم الاخبار في الإعلام العربي متأوهات وراغبات بمعاشرة سماسرة مشايخ البترول كرمز للعولمه الجديدة . وحده الدم لا ينام في العراق... وخصيان قسم الاخبار في الإعلام العربي يؤجرون أقلامهم وأقفيتهم ويلونون وجوههم مثل الحرباء طالما ان لكل موقف ثمن . وحده الدم لا ينام في العراق... فيما عواصم الدول اليعربيه المذهبه مشغولة بأسعار البورصة وبناطحات السحاب التي تتحدى الله في عرشه ... وحده الدم لا ينام في العراق ... ونحن عراة من كرامتنا ، نلهو بنسائنا وأولادنا وبرواتبنا ، ونحاول ان نتسلى بما ينتجه " بتوع الشقه " والعربية و " حب إيه إللي انت جاي تقول عليه " ...وحده الدم لا ينام في العراق... ونحن صعاليك المراحل نمارس بعض الأسف ثم نسأل : ماذا على طاولة الغداء لهذا اليوم ! ... وحده الدم لا ينام في العراق... فيما المقهى لايزال يلملم ثرثراتنا المتهالكة ونحن نشرح المرحلة ، فيما أشلاء أطفالنا لاتزال عند المفارق تلعن الجلاوزه وكلاب الحراسة. وحده الدم لا ينام في العراق ... وها نحن نموت أحياء ... ايدينا باردة ، أقدامنا مترددة ، بطوننا مدورة ، وغازات تملأ أحشاءنا ... بعد ان تناولنا الليلة الماضية خمس وجبات وانبطحنا كل قرب إمرأته مثل الثور الذي سيؤكل غداً بعد ان اكلت كل الثيران . وحده الدم لا ينام في العراق... ونحن بلا عزه ، وجوهنا مشبوهة ، مرايانا ، ثيابنا ، أبوابنا ، وحتى سجادة الصلاة التي نركع فوقها ، ونكذب على الله ونحن نقول " حي على الفلاح " ... وحده الدم لا ينام في العراق... ولن ينام ...لم يشأ شهر اب 2009 الا ان يودعنا بمشهد الدم العراقي وهو يمارس هوايته الابدية، منذ أن كان الدم ومنذ أن كانت ارض الرافدين ومنذ أن كنا.. يسيل في الشوارع بجبروت البقاء الأخير مؤكدا على هويته الإنسانية أولا، والوطنية ثانيا، والمأساوية دائما، ومؤكدا قبل كل هذا ربما على مصيره لدى الاخرين ابدا.هو الدم العراقي الذي يسيل الآن كما سال بالأمس ويسيل غدا، بذات اللون والشكل، بذات الاسم والعنوان، ومن ذات المنبع لأنه الى ذات المصب... حيث مأساتنا العراقيه وجرحنا الغائر. والنقطة السوداء في ضمائرنا مهما كبرنا ... مهما صغرنا.ارض الرافدين ما زالت دما يسيل في الشوارع......، حتى وأن اختصرت هذه المرة في مدينة بغداد وما زالت جرحا مفتوحا على كل الاحتمالات الممكنة واللاممكنة، وما زالت فكرة غير قابلة للموت بين أضابير الحلول المقترحة من هنا وهناك... فهي ما زلت على الاقل ارض العراق، سواء اختصرت قرب الوزارات العراقيه.. أم في بقية العناوين العراقيه المتشابهة في لون الدم والمتوحدة في شكل المأساة على الرغم من اختلاف الشعارات المرفوعة في المظاهرات المضادة.ولكن ماذا يعني ان تبقى ارضنا العراقيه في ظل موات تام رغم صيحات الالم الغبية التي يمارسها الجميع، العرب تحديدا، الذين ما برحوا يستمرئون لعبة الاكتئاب والصراخ ولعب دور الضحية الدائمة لكل أحد وكل شيء في كل زمن؟لا شيء طبعا..سنتظاهر كثيرا، وسنرفع الرايات والشعارات ونردد الصيحات المهددة بالويل والثبور وعظائم الامور ونعود الى بيوتنا في آخر الأمر لنشاهد التلفزيونات... حيث الدم العراقي ما زال يسيل.. ويسيل.. ويسيل!!...ولا ينام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور يوسف السعيدي
2009-08-22
ايها المجاهد العزيز....الاستاذ الدكتور وليد سعيد البياتي...تحية اجلال واكبار....تحية الحب والوفاء...تحية لافكارك التي تسطرها غالبا في مقالاتك...وانا من المتابعين لما تكتب...وقد كتبت ايضا مقالا بعنوان(هبوط اسعار الدم العراقي...لكثرة المعروض في السوق)....امل ان تعلق عليه ...وحياك الله القدير اخي الغالي...
الاستاذ الدكتور وليد سعيد البياتي
2009-08-21
اخي الدكتور يوسف السعيدي احسنت إن فتحت كل الجراح فهذا الدم لاينام فهؤلاء القتلة من نسل اؤلئك لكن الادهى هو الصمت والتكتم التي تمارسه الحكومة ففي بلد حر وديمقراطي حقا تستقيل الحكومات لاقل من هذه الجرائم ويحاسب من رئيس الوزراء فما دون لكن حكومتنا لاتستشعر الخجل، اني اقول لهم سيفور هذا الدم العراقي وسيصبح طوفانا يكتسح كل الصامتين والمتخاذلين الذين يقضون لياليهم وكأن شيئا لم يحدث، اخي الدكتور السعيدي اخبرك سيأتي اليوم قريبا فان الصبح لقريب ولن تجد من يبكي على هؤلاء فالدم اغلى من تاريخهم العفن
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك