بقلم: فلاح حسن
المعركة الاعلامية التي تدور في العراق.. هي ليست من اجل الشعارات المرفوعة مثلما يظن البعض... لابل انها اكبر من ذلك... فهي في ظاهرها صراع العلمانيين مع الاسلام السياسي..
وفي دواخلها ..محاولة محكمة من قبل البعض لخلق (ضد نوعي) عبر دعم المالكي ومهاجمة المجلس الاعلى...ثم الانقضاض على المالكي بعد ذلك... او دعم العلمانيين في الحكومة.. ومهاجمة الاسلاميين ..وعلى مراحل...
وهنا دخلت لعبة الزوية ... في الحسابات الاقليمية لتبدا الاتفاقات وتتحرك الاموال بسرعة البرق.. لتخرج من بعض الخزائن وتدخل بعض الجيوب القادرة على ادارة هذه اللعبة...
فالتسابق الى تحقيق مكاسب سياسية هو سمة الطامحين للتسلق على اكتاف السذج ...فالوزير يطمح لتسنم رئاسة الوزراء.. بدعم خارجي وداخلي... والبرلماني يريد ان يوسع حجم تمثيله... ومن هو خارج البرلمان يريد الدخول الى هذا البرلمان.. خوفا من قيام العراقيين بتطبيق شعار (شين اللي نعرفه احسن من زين اللي مانعرفه) وحينها تحل الكارثة بالديموقراطية وتنقطع ارزاق المتصيدين بالمياه العكرة...والبرك والمستنقعات...
هكذا كانت واقعة الزوية التي تحولت فيما بعد ...وبقدرة قادر الى (حملة للتضامن) مع الكاتب احمد عبد الحسين الذي نشر مقالا عبر صحيفة الصباح الرسمية يتهم به المجلس الاعلى بأنه يقف خلف هذه الجريمة؟؟؟؟ دون الاستناد الى معلومات او بيانات او حقائق..
وعلى اعتبار ان هذا الاتهام خطير جدا.. فيجب ان يستند على قاعدة ...(اليس كذلك يادعاة حرية التعبير)... وكلنا يتذكر قبل شهر كيف جن جنون (اياد الزاملي) صاحب كتابات وجند كل التابعين له بمجرد وصفه احدهم بوصف لم يعجبه ...
ولانعرف لحد الان هل يقصدون حرية التعبير ام فوضى التعبير؟؟؟ وهل هم قادرون على تطبيق الشعارات التي يرفعوها يعني هل يحق لنا اتهامهم ومهاجمتهم دون الاستناد الى حقائق؟؟؟؟
والا كيف يتم تحويل جريمة سرقة مصرف من قبل عصابة مافياوية...الى جريمة سياسية...ثم الدخول من نافذة الحريات!!!! بسبب مقالة تفتقد الى التوازن والمهنية... بل من عنوانها تفوح منها رائحة التسيس والتعبئة لجهة واسقاط جهة...وهذا اول الامور التي تتنافى وحرية التعبير او المهنية القائمة على الراي والرأي الآخر ولم تنته القصة هنا ...
فبناء على مبدا الفعل ورد الفعل...خرجت الجهة المتظررة عن صمتها بعد قيام الشيخ جلال الدين الصغير بأعلان استياءه من توجيه الاتهام الخطير للمجلس... دون استناد على حقائق ....وعبر صحيفة رسمية..وذلك بالتلويح بمقاضاة الكاتب.. وهذا حق مكفول قانونيا وشرعيا واخلاقيا..
الا ان ذلك لم يرق للاصوات التي تزاحمت في طرح التاويلات والتقولات ...وانا على يقين لو ان جهة اخرى معروفة اطلقت او بعض رجالها... تحذيرا صغيرا بتطبيق قانونها المعروف..... لسكت الجميع دون حراك..لكنه تلويح بأستخدام القانون الذي لايرديه مروجوا الفوضى واصحاب الراي الواحد غير المسؤول ؟؟؟؟
وبعد خطبة الشيخ جلال الصغير التي تزامنت مع اعلان الحقيقة.... وكشف ملابسات الجريمة ثبت كذبهم وافتراءاتهم ...وبدل ان يعتذروا للجمهور الذي ادخلوه في دوامة الفوضى.. تركوا دماء الضحايا.. والستة ملايين دولار.. وملابسات الجريمة التي انكشفت وتحولوا الى منعطف آخر...
ويبدو ان الاستمرار باللعبة هو الهدف وليس الزوية او الدربونة ...فاللعبة مربحة ومسلية وسهلة ...فاستخدموا المكر البعثي المعروف.. وحولوا مقالة احمد عبد الحسين الى (قميص عثمان)..وتحول خطابهم الى المنادات بحق التضامن مع عبد الحسين الكاتب الذي ربما يقتل برصاصات مجهولة...
ودارت ماكنتهم الخبيثة ففسروا تلويح الشيخ الصغير بمقاضات الصحفي بانه تهديد...والغريب ان هناك اسماء كبيرة وقنوات فضائية ومنها البغدادية اعلنت انها ترفض (تضمين خطبة الجمعة مسائل سياسية) وهذا الامر خطير جدا كونه يكشف الجهل الكبير لاغلب القيادات الاعلامية الحالية بركن اسلامي هام هو خطبة الجمعة... التي تتكون عادة من خطبة سياسية واخرى دينية ....
لابل علق رئيس تحرير جريدة الصباح انه (لايجوز استخدام المنبر الحسيني في التحريض) وهو يقصد منبر الجمعة وغريب ان رئيس تحرير اكبر مؤسسة صحفية في العراق لايفرق بين المنبر الحسيني ومنبر الجمعة!!!!!
ولكن المجلس الاعلى فهم اللعبة وادارها بهدوء... وتم الاتصال من قبل مكتب الدكتور عادل عبد المهدي بهذا الكاتب وتطمينه..في محاولة لانتزاع قميص احمد عبد الحسين الذي لم يتمزق بعد بحمد الله..
الا ان الاخرون لم يتوقفوا..فتم تحويل الامر والحث عن قميص جديد اكثر جاذبية للعالم المتمدن واكثر درا لعطف وتضامن وسائل الاعلام باعتباره يمثل قضية تعاني منها كل الشعوب وهي قضية المطالبة بحرية التعبير ولكن لم يسأل احد كيف يتم ذلك في بلد وصلت فيه هذه الحرية الى حد الفوضى...والغريب انهم يطالبون بقوانين تمنحهم هذه الحرية التي لايمكن ان تعطى بقانون ابدا...
والمضحك المبكي هو ان تلفزيون الدولة العراقية... كان ممتنعا عن التصويت طول فترة الازمة..لكنه نطق وياليته لم ينطق ...فقد تم عرض تقريرا عن تظاهرة الجمعة في اخبار المساء في نفس يوم التظاهرة وكان المذيعون والمراسل الذي اعد التقرير متحمسون وهم يتناولون هذا الشان... ثم عادت المذيعة الى التعليق ملوحة بالدعوة الى رفض محاولات تكميم الافواه.. ورفض محاولة بعض الجهات السيطرة على الاعلام ولاندري ماذا تقصد ...
والاغرب من ذلك انهم استضافوا الدكتور على الشلاه الباحث العراقي الذي اعطاهم درس في تقييم الاشياء وكان موفق في شرح لعبة التسابق على السلطة ورغبة الطامحين الى ركوب وسائل الاعلام...والغريب ان المذيعة اصرت على العودة الى سؤالها الخاص بتكميم الافواه ورفض ان يكون... اعلام لجهة واحدة والتي لم نعرف ماقصدها بالضبط...هل معهم او عليهم...وعليهم...عليهم
https://telegram.me/buratha