بقلم : سامي جواد كاظم
علماء الامة الاسلامية قاطبة ينظرون الى قول وفعل الرسول نظرة علمية بمختلف المجالات التي تنفع المسلمين سواء كانت تشريعية او خلقية ولهذا مع كل حديث او فعل نحاول قراءة ما بين السطور حتى نستلهم الدروس والعبر من هذا التصرف او ذاك الحدث .واليوم انظر الى حديث سبق وان علقنا على جانب معين من جوانبه واليوم نعلق على جانب اخر ، نص الحديث : قال الكاظم (ع) : لما قُبض إبراهيم بن رسول الله (ص) جرت في موته ثلاث سنن : أما واحدة فإنه لما قُبض انكسفت الشمس فقال الناس : إنما انكسفت الشمس لموت ابن رسول الله ، فصعد رسول الله (ص) المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس !.. إنّ الشمس والقمر آيتان من آيات الله ، يجريان بأمره مطيعان له ، لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ، فإذا انكسفا أو أحدهما صلّوا ، ثم نزل من المنبر فصلّى بالناس الكسوف ......الى اخر الحديث .من منا اذا توفى له ولد يستطيع ان يربط جأشه من غير ان تبدي ملامح الحزن على وجهه بل وقد يزيد من ذلك ، رسول الله (ص) هو بشر في جميع احاسيسه ولكن المميز له هو كيفية توظيف هذه الاحاسيس، فلديه المهم والاهم وفي هذه الرواية كان ولده المهم حيث هنالك الاهم والاهم هنا امته التي ضحى بالغالي والنفيس من اجل الارتقاء بها .عندما سمع كلام غلط لغط نسي مصيبته في ولده لان من وجهة نظره المصيبة الاكبر عندما يؤمن المجتمع بفكرة خاطئة وهذه هي الطامة الكبرى لهذا نجده التفت الى حديث الناس عندما سمعهم يتحدثون عن كسوف الشمس وكيفية ربطها بموت ولد رسول الله (ص) .ترك مراسم غسل وتشييع ودفن ولده وصعد المنبر ، ولان هذا الامر اهم من موت ولده فان هذا الاهم اذا اريد له ان ينشر فالمنبر هو الاداة الدالة على اهمية الموضوع .هذا اول درس الا وهو اهمية المنبر ، فالمنبر كان له الدور الريادي في نشر العلوم الاسلامية وله الدور الريادي في نشر والحفاظ على الشعائر الحسينية ، واليوم نلاحظ خدشات عند بعض ممن يستخدم المنبر بحجة الارشاد والتوعية والوعظ .بل حتى ان بعض الخطب لا ابالغ اذا قلت اساءت لنا اكثر مما استفدنا منها ، هنالك افكار حساسة يتم ذكرها من قبل خطيب المنبر اما لعدم اهميتها او لخطأ تفسيرها او لعدم صحتها وهذه معضلة تؤدي الى تلوث افكار من يستمع الى هذا الخطيب وفي نفس الوقت تكون دليل ادانة لدى المخالف علينا .الامر الاخر الا وهو كما ذكرت اهتمام النبي محمد (ص) بامته اكثر من اهتمامه بولده بدليل ترك جنازة ولده من اجل نصيحة امته ، وفحوى النصيحة هي الاخرى مهمة الا وهي ربط حادثة كسوف الشمس بوفاة ولد رسول الله (ص) وهذا الامر غير صحيح ولو لاحظنا حاضرنا فاننا نسمع الكثيرين الذين يربطون هكذا احداث باسباب ما انزل الله بها من سلطان كما وان حادثة كسوف الشمس من الحوادث التي تتكرر دائما فهل يعني مع كل كسوف موت شخص مهم ام انها الصدفة لوحدها كانت مع وفاة ابن رسول الله (ص) ؟.نعم هنالك حالات غريبة لا مثيل لها تحدث بسبب حادث وهذا يمكن لنا ان نسميه اعجاز كما هو الحال عليه في العاشر من محرم عندما امطرت السماء دما بكاء على الحسين عليه السلام فان هذه الحالة لم ولن تتكرر فانها ترتبط بحادثة استشهاد الحسين عليه السلام .وان هذه الحادثة شرعت صلاة الايات او صلاة الكسوف والخسوف ونزل النبي محمد (ص) من المنبر وصلاها قبل ان يعود الى جنازة ولده .هذا رسول الله (ص) اذا كان من اجل صلاة مستحبة فضلها على تشييع جنازة ولده ، الا يدل هذا على حرص رسول الله (ص) على ان تكون امته باكمل وجه من الايمان والخشوع حتى يباهي بها الامم يوم المحشر ؟
https://telegram.me/buratha