المقالات

الخامس عشر من شعبان يوم ميلاد الامام صاحب الزمان

1066 15:03:00 2009-08-07

محمود الربيعي

الحقيقة اليقينية الحاصلة لدى انصار الامام الحسن العسكري عليه السلام وهم مجموعة صادقة أن امامهم الحسن العسكري اشهدهم على ولادة مولوده الجديد من زوجته الطاهرة نرجس وهو محمد بن الحسن العسكري عليه السلام بعد الولادة الميمونة التي حضرتها بعض النسوة كالسيدة حكيمة بنت الامام الجواد عليه السلام (عمة الامام الحسن العسكري عليه السلام) ويقال كذلك ايضا القابلة التي أولدته على حرص شديد ان لاتذيع خبر تلك الولادة.

ولقد بذل حكام بني العباس محاولات عديدة لكشف سر تلك الولادة حال حدوثها واستهداف قتل الوليد العائد للامام الحسن العسكري عليه السلام والذي يعتقدون انه سينازعهم الخلافة والحكم ولابد لهم حينئذ التخلص منه وهي عملية اشبه ماتكون بمحاولة الطاغية فرعون التخلص من الوليد المنتظر موسى بن عمران عليه السلام الذي توقع ظهوره في بني اسرائيل مهددا مستقبل عرش فرعون.

ولقد اسست الغيبة الصغرى ومدتها حوالي 70 عاما في تثبيت معالم وجود الامام المهدي المنتظر صاحب الزمان كحقيقة لايساورها الشك عند المعتقدين بالمذهب الاثني عشري على الاقل لما يحتفظ به هذا المذهب من مرتكزات فلسفية وعقائدية وشواهد وبراهين قوية يمتلكها ومنها ماأشرف عليه ابيه محمد بن الحسن العسكري عليه السلام بنفسه وأشهد اصحابه كما اسلفنا، بالاضافة الى حصول اللقاء بالسفراء الاربعة الموثوقين، ولقاءه بأهل الاسلام ممن يبحثون عنه لغرض التواصل معه وادارة شؤونهم العبادية والحياتية من خلال مايخرج عنه من التعليمات والتواقيع كما حدث في رسائله المهمة للثقاة من اصحابه كالشيخ المفيد قدس سره.

فالمؤمنون بالله لايساورهم شك في حاجة اهل الارض الى حجة قائمة وعين تعين الناس على ادارة شؤونهم بالشكل الذي يرضي الخالق ويحفظ النظام الاجتماعي للمخلوقين، ويوجه الناس الى فعل الخير ودفع الشر.. ولاعتبارات ربانية كالتي اراد منها الله ان يكون لكل من الخضر ولقمان الحكيم عليهما السلام من القيام بدور الادارة العامة والاشراف على الشؤون العقائدية ومساعدة الانبياء في اداء ادوارهم المهمة التي اختصت بالدعم المعلوماتي كالذي حدث بين داود النبي عليه السلام ولقمان في شأن الموعظة وغيرها، او كاللقاء الذي تم بين النبي موسى والخضر عليهما السلام في شؤون متعددة اشار اليها القرآن الكريم باختصار ولازال الخضر عليه السلام غائبا هو وعيسى النبي عليهما السلام ويمكن لنا ان نطلق مجازا عليهم مجموعة الغائبين وهم كل من عيسى والخضر والمهدي عليهم السلام وسيظهرون سوية لتحقيق واقامة دولة العدل التام.

وقد اقتضت الارادة الالهية فيما سبق غياب اصحاب الكهف مدة الطويلة للقيام بمهمة نشر العقيدة التوحيدية، كما اقتضت قصة العزرا والعزير ذلك وكان من جملة الامور التي اظهرت من خلالهم قدرة الخالق على التحكم بعامل الزمن وظواهر الموت والحياة ومساعدة الخلق في ادراك مسائل الغيبة المتعلقة بالامام المهدي الغائب من خلال القران الكريم وبالخصوص لمن يؤمن ويصدق بالقرآن الكريم ولايرى حرجا في انتظار المهدي الموعود، وأما بشان الماديين فهم يدركون الان مدى قدرة الانسان نفسه بامكانية تحقيق المنجزات العلمية في عالم البيولوجيا بشكل يدعو الى التوافق في نظرة الخلق في تحديد امكانية بقاء الخلية حية مدة اطول اذا ماتوفرت لها كافة الظروف والشروط التي تجعلها قادرة على الحياة مدة طويلة.

والامام رغم غيبته فهو يعيش هويته الخاصة كولي ناصح ينفذ اوامر الله في الارض رغم تغير العنوان هنا وهناك، وفي الحسابات الالهية سيكون الامام المهدي عليه السلام منقذا للبشرية من الضلال ويعتبر وجوده فيضا مباركا على الناسحتى في غيبته دون ان يعلم هؤلاء الناس سر تلك الفيوضات، وكما عبر عنه ذلك بانه شمس وراء السحاب.

والاهم من ذلك كله وعد الله له بالظهور والنصر واتمام مشروع الدولة العادلة، وهذا الوعد الصادق آت لاريب فيه ينتظره الانصار بفارغ الصبر، ويحتاط له الاعداء، وسيهزم الامام المهدي عليه السلام اعدائه بجيشه الذي لابد له ان يقدم قائمة من الشهداء يقتلون ويقتلون من اجل تحقيق ذلك الانتصار وقيام الدولة العادلة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك