بقلم:فائز التميمي
مما لاشك أن المرحوم مصطفى العقاد بفلمه" الرسالة" قد وضع نهاية للأفلام الـاريخية الركيكة التي كانت تُخرجها السينما المصرية. بل وحتى ما نفخزا فيه وهو فلم "الناصر صلاح الدين" فهو دعاية لعبد الناصر في وقتها ولم يشتهر عالمياً ولم يؤد أي رسالة له.على الرغم من أن العقاد قد إعتمد في نسخته العربية على ممثلين مصريين لكنه بتكنولوجيا رائعة ومتطورة وبملايين الدولارات هيئها له القـذافي في عام 1976م.ولـذلك عجبنا أن نسمع ان مؤسسة الشهيد تسعى لإخراج فلم عن الحسين (ع) ومن إخراج المخرج العراقي قاسم حول. والواقع أن النية الخالصة وحدها لا تكفي للأسباب التالية:(1) عدم وجود سابقة للعراقيين في إنتاج أفلام جيدة عادية فكيف بفلم تأريخي يحتاج من الإمكانيات الشيء الكثير. والـذي يرجع بـذاكرته الى الستينات أو أواخر الخمسينات أن فلماً تأريخياً عراقيا ضعيف أُخرج حتى أتـذكر أنهم عمدوا الى كورة طبخ الطابوق فجعلوها قلعة يتحاربون بجوارها!!.(2) إنّ أيّ فلم تأريخي لا يكون بمستوى الرسالة سيفشل فالجمهور قد تعود على مستوى مثل الرسالة أو عمر المختار ومن الصعوبة إقناعهُ بمستوى أقل.(3) لا يبدو أن الممثلين العراقيين مهيئين لتمثيل فلم تأريخي فمعظمهم إتجه الى الكوميديا وبعضهم كوميديا رخيصة وسوف يفشل في تقبل المُشاهد له في المستقبل.(4) وعلى مستوى التمثليات التأريخية فقبل عامين قدمت العراقية تمثيلية " بهلول" وكان إخراجاً ضعيفاً للغاية لا يصل الى ربع مستوى ما أخرجه السوريون من " مسلسل بهلول" بطولة أندريه سكاف.وفي نهاية الستينات وبداية السبعينات قدموا بعض التمثيليات ( وكان التلفزيون أبيض وأسود) ومنها بلال الحبشي (رض) وبعد فترة من العرض ربما نصف ساعة سال صبغ بلال بسبب الحر وأصبح ذو لونين ولكن ما خفف من الأمر أنه أسود وأبيض.فالنية وحدها لا تعمر فحتى المشاريع التحتية لإن الحماس وحده وتوفر الأموال قد لا يؤدي الى تحقيقها مالم تتوفر إمكانيات حقيقية وليس شركات تعبانة ناهيك عن كون كثير منهم مقاولين حرامية نشأ معظمهم بمرسوم صدامي وأخرين بعد سقوطه بكلاوات أمريكية مفضوحة.لا تفجعونا بفلم عن الحسين (ع) فيصيبح سخرية للناس وتزيدون الفاجعة فاجعة أخرى فليس صحيحاً أن نقفز فجأءة لنمثل قصة شخصية عظيمة لنجرب بشخصية أقل شأناً فإن نحجحت فكرنا بالأكثر شأناً. على أن لا يُفهم كلامي إحباطاً ولكنه واقع وأول خطوات النجاح الإعتراف بالواقع ومنه الإنطلاق للبناء والله الموفق.
https://telegram.me/buratha