عماد الاخرس
لقد ارتكبت حركة مجاهدى خلق الايرانيه خطأ سياسى كبيراثناء تواجدها فى الساحه العراقيه .. حيث انحرفت عن قضيتها الاصليه واصبحت جهه قمعيه للشعب العراقى ومسانده للنظام الصدامى .. والكل يتفق معى على خطورة النتائج التى تترتب على الاخطاء السياسيه.. لذا وبسبب خطأها هذا تمر الحركه منذ سقوط النظام السابق بظروف عصيبه تتلخص بمحاولات الحكومه العراقيه الجديده طردها خارج الحدود . وقبل ايام وصلت الازمه بين الحكومه العراقيه و الحركه الى ذروة هيجانها .. حيث اقتحمت قوات من الجيش العراقى معسكر اشرف الذى تستغله الحركه منذ اكثر من 20 عام وقررت تبديل اسمه وبسط السيطرة التامه عليه .. وكانت النتيجه عدد كبير من الضحايا والجرحى من الطرفين .لقد كان قرار الحكومه لبسط السيطره على كافة الاراضى العراقيه ومنها الارض التى تستغلها هذه الحركه ( معسكر أشرف ) حق شرعى ولكن تنفيذه كان ضعيفا وسبب خسائر ماديه وبشريه فى صفوف قواتنا المسلحه البطله وايضا بين اعضاء الحركه .. وكان الاصح ان تمر هذه الازمه بدون اية خسائر وخصوصا بعد ان اصبحت هذه الحركه ضعيفه منزوعة السلاح لاحول ولاقوة لها فى الوضع السياسى العراقى الجديد.. وبدلا من هذه الخسائر كان يكفى وضع هذه الحركه تحت السيطره ونزع سلاحها لحين الحصول على قرار دولى مناسب لترحيلهم او تنظم الحركه امورها مع بلدها.أما اتباع الاسلوب العسكرى فى حل هذه الازمه فقد اضاف عدد جديد لعوائل اليتامى والمعوقين العراقيين من ابناء قواتنا المسلحه اضافة الى النتائج السياسيه السلبيه التى اساءت لديمقراطية العراق الجديد وعلاقاته الدوليه.. حيث اصبحت ورقه للتطبيل بها من قبل المتعاطفين مع الحركه من اعداء العمليه السياسيه الجاريه فى العراق الجديد والذين لازالو يجدون فيها سلاحا لضرب الدوله الاسلاميه الجاره .لقد اتهم الجميع الحكومه العراقيه بمحاولاتها ارضاء الجانب الايرانى على حساب الدول الاخرى وخصوصا دول الغرب التى اصبحت تبنى على هذه الحركه آمالا فى زعزعة الوضع الداخلى الايرانى .. ودليل ذلك اخراجها من قائمة الحركات الارهابيه .. وهذا يعنى ان هذه الحركه استطاعت ان تكسب اصدقاء جدد ولديها الآن جهات دوليه مسانده لايمكن ان تخسر صداقتها الحكومه العراقيه فى الظرف الحالى.ان المبادره الاميركيه بارسال وحدات طبيه لعلاج الجرحى ومساعدة العوائل الموجوده فى المخيم يدلل على اعتراضهم على الاسلوب العراقى فى ادارة الازمه مع الحركه .أما الحلول المثلى للازمه فيمكن اختصارها بثلاثة خيارات .. الاول .. ان وجود هذه الحركه فى العراق كان ضمن مواثيق واتفاقات دوليه مع الدوله العراقيه .. لذا كان على الحكومه دراستها جيدا والخروج بثغرات قانونيه تساعد على انهاء وجودها فى العراق الحالى ..ثانيا .. استمرار الحكومه بالتفاوض مع الامم المتحده لايجاد الحل الموضوعى المناسب الذى يتفق عليه كل الاعضاء .. ثالثا .. اقناع اعضاء الحركه وبضغوط كل الدول ومنها الصديقه لهم من اجل مغادرة العراق والسماح للحكومه العراقيه فى ممارسة حقها الشرعى فى بسط نفوذها على اراضيها.واخيرا نقولها .. على الحكومه العراقيه ان تجد حلا موضوعيا مناسبا لتواجد هذه الحركه على اراضيها بعيدا عن العاطفيه وبما لا يسبب إضراراً بالعمليه السياسيه الجاريه فى العراق الجديد .واما الحركه فعليها ان تفهم بان الحكومه العراقيه الجديده لن تقبل بان تكون اراضيها منطلقا لضرب اى من الدول الجاره وان وقت الكفاح المسلح قد ذهب وعليها ان تلجأ الى الكفاح السلمى المتمثل بالتظاهر والاحتجاج ..الخ .
https://telegram.me/buratha