ابو هاني الشمري
المشاهد لصور الانهيار الذي حدث للقالب الخرساني الذي تم انشائه للجسور والسقف المهيأ للصب وخلال عملية صب الخرسانة في الموقع يستنتج منه عدة اسباب لهذه الحادثة يمكن اجمالها بما يلي:
الارتفاع العالي للسقف ,واستخدام نوعية رديئة من المساند في القالب والتي لاتتناسب وهذا الارتفاع, و عدم استخدام وسائل الامان المطلوبة في القالب المستخدم , واستخدام نوعية رديئة من الاخشاب في القالب تستخدم اغلب الاحيان في صب البنايات التي لايتجاوز ارتفاع سقفها 4 متر كالبيوت العادية, والاهمال المتعمد لدعم المساند الحاملة للقالب افقيا اي ربطها ببعضها افقيا لتصبح كتلة واحدة تسند بعضها البعض في حالة حدوث خلل في احدها ,وكبر المسافة بين مسند وآخر مما جعلها ضعيفة امام هكذا ارتفاع... ولتجاوز هكذا حوادث مؤسفة والتي تحدث في موقع الاعمال بين الحين والآخر وفي مختلف بلدان العالم ويروح ضحيتها الكثير من العمال يتم اتخاذ التدابير التالية لتلافيها
*الارتفاع العالي للقالب والذي يتجاوز الخمسة امتار وربما اكثر من ذلك بكثير يحتاج الى معاملة خاصة للقوالب المنشأة في الموقع ومن الطرق الشائعة لهكذا حالة هو عمل شبكة مترابطة مع بعضها من السقالات (scaffolds)والتي هي موجوده لدى شركات المقاولات واسواق البناء بانواع مختلفه وبطرق تنصيب تعتمد على تصميم تلك السقالات حيث تكون هذه السقالات كتلة من الانابيب المعدنية المترابطة ببعضها البعض لتغطي كل المساحة المطلوب عمل سقفها الخرساني ثم يتم عمل(الارضية الجديده) من الاخشاب او الالواح المعدنية المخصصة لذلك وحسب نوع السقالات على ان تكون مساحة هذا السطح الاول اكبر من او مساوية للسقف المطلوب صبه على اقل تقدير ويفضل ان تكون اكبر.. وبعد التأكد من متانة السطح الاول لتحمل وزن القالب الذي فوقه مضافا الى وزن الكونكريت والحمل الحي الذي سيتكون نتيجة لحركة العمال والمعدات التي ستستخدم لاداء كل التفاصيل المتعلقة بالسقف الكونكريتي الجديد تبدأ عملية تركيب قالب الجسور والسقوف المطلوبة للبناء وبكل تفاصيلها من حديد تسليح او اعمال نجارة او اعمال تمديدات الانابيب الكهربائية او المياه وغيرها من تفاصيل يحتاجها كل منشأ حسب طبيعته وحسب المواصفات الفنية المطلوبة.
*المساند المستخدمة(الجكات) هي اغلب الاحيان من النوع الذي يمكن التحكم بارتفاعه ويوجد بعض الانواع المتوفر في اسواق البناء يمكنها ان تستخدم لارتفاع 6 متر وقد يكون هنالك انواع لاكثر من هذا الارتفاع ولكنها حتما ستكون ثقيلة الوزن وتحتاج الى جهود كبيرة لتثبيتها موقعيا.... بينما نلاحظ ان القالب المستخدم في تسقيف مرقد الحر(ع) استخدم الاعمدة الخشبية العادية في اغلب الاماكن وهكذا نوع من المساند يحمل بين طياته الكثير من المخاطر منها الاختلاف الكبير في قطر العمود بين نهايتيه وعدم استقامته في اغلب الاحيان ووجود الكثير من العيوب والتشققات فيها اضافة الى عدم تساوي اطوالها مما يضطر النجار الى وضع مساند من الطابوق او الخشب او غير ذلك تحتها وهذه المساند هي اكثر اسباب الانهيارات التي تحدث في القالب لانها غالبا ماتكون غير متينة.
*المسافات بين المساند :في اغلب اعمال صب السقوف العادية تستخدم مسافة 60سم بين مسند وآخر وفي جميع الاتجاهات مع ملاحضة ربط المساند افقيا مع بعضها البعض لزيادة الامان اما اذا كان السقف اكثر ارتفاعا فتقلل تلك المسافات بين المساند( الجكات الحديدية) .. وفي موضوع بناء الحر فكان المفروض ان تكون المسافات اقلوالروابط الافقية اكثر لزيادة المتانه لان الارتفاع كبير ولان اغلب المساند هي اعمدة خشبية وحسب تقديري لم يحدث هذا وهو سبب الانهيار.
*مما يؤسف له ان المقاولين في العراق يستخدمون هذه النوعية المتخلفه من القوالب في اغلب المشاريع والقلة القليلة من الشركات التي تستخدم القوالب الحديدية او الحديثة في البناء .. ولقد رأيت بعض النجارين يحتفظون بالواح خشبية مشققه ربطوا اجزائها المنفصلة بشرائط معدنية وقد استخمت تلك الالواح في عشرات البنايات حتى اصبحت كالمنخل من كثرة المسامير التي اخترقتها ولم يستغنوا عنها رغم علمهم عدم صلاحية ذلك القالب من الناحية العملية.. علما بأن شروط العقود يجب ان تتضمن فقرة واضحة وصريحة باستخدام قالب جديد واستخدام اخشاب من النوع الجيد حتى ان بعض العقد باتت تتضمن في الوقت الحالي استخدام الالواح الخشبية نوع(بلايوود) وبنوعيه المارينز والعادي ويحدد سمك الخشب ايضا وحسب الحاجة لكل مقاولة ونحن نتسائل هل ان عقودنا تتضمن هكذا فقرة ام انها متروكة للمقاول رغم خطورتها على حياة العاملين وهي جزء منوسائل الامان المطلوبة في كل موقع.
*اخيرا فأن من مسؤولية المهندس المشرف على الموقع هي التأكد من متانة قالب التسليح قبل الصب بمدة معقولة وسد اي ثغرة او ضعف يعتقد انه قد يؤثر على متانته وتوجيه المقاول باكمالها على اكمل وجه رغم ان متانة القالب هو من صميم مسؤولية المقاول ولكن ايضا فأن المهندس مسؤول مع المقاول على توجيهه بما يؤدي الى اتمام العمل بشكل امين وحسب المواصفات المطلوبة وإلا فما الفائدة من وجوده.
هذه دعوة الى الدائرة الفنية في ديوان الوقف الوقف الشيعي والى كل دوائر الدولة المعنية بعقود المقاولات والمقاولين ودوائر الاشراف على تنفيذ المقاولات ان تتأكد من نوعية المعدات التي يستعملها المقاول قبل مباشرته بالعمل وعدم السماح له باستخدام مواد واجهزة ولى عليها الزمن مع اضافة فقرة واضحة وصريحة بخصوص القوالب المستخدمة في البناء مع ادخال مهندسي على المشاريع في دورات على كل تلك المعدت المستخدمه وهي دورات ليست طويلة المده ربما تستغرق يوما او يومين ويمكن ان تقوم بها نقابة المهندسين العراقيين من خلال استدعاء المتخصصين في مجالات البناء مقابل مبلغ معين يتم استيفائه من المشاركين على ان تقوم شركاتهم او دوائرهم الحكومية بدفع تلك المبالغ وهو ليس بالامر الصعب تنفيذه.والله من وراء القصد
ابو هاني الشمريمهندس مدنيمتخصص في مشاريع الري والبزل
https://telegram.me/buratha