المقالات

كيف نتحصن من الثقافات الوافدة؟!

1223 12:53:00 2009-07-28

حسن الهاشمي

غالبا ما كان المغتربون يشكون الأجواء الصاخبة التي يعيشونها في بلاد الغرب، والآن وبفضل التكنلوجيا المتطورة والفضائيات والأنترنت فإن الثقافة الغربية بما لها وما عليها قد غزتنا في عقر بيوتنا، إذ أنه وبضغطة زر باستطاعة الشاب والشابة من عوائلنا أن يطلعوا على أفلام الرعب والسطو والإباحة والخمر والفساد والقمار وغيرها من العادات السيئة التي كان يعاني منها المغتربون سابقا والجميع حاليا، والسبيل إلى ردم هذه الهوة وجلب الحصانة لأولادنا لكي لا ينجرفوا إلى مهلكة الحضارة المادية المقيتة، هو التمسك بكتاب الله العزيز واحياء المناسبات الدينية ووفيات ومواليد الرسول الأكرم والأئمة الأطهار سلام الله عليهم أجمعين، واقتباس سيرهم العطرة والعمل وفق نهجهم وأقوالهم النيرة، وفي هذا الإطار فإن العتبة الحسينية المقدسة أولت الإهتمام بالقرآن الكريم حفظا وتفسيرا ومنهاجا ولاسيما في أوساط الأطفال والأشبال وتحصينهم بالثقافة القرآنية السديدة، وكذلك إقامتها الإحتفالات والمسابقات بالمناسبات المختلفة لكي يرتوي العطاشى من الشرائح المختلفة من نمير فيض المعصومين ونور علمهم المبثوث في كتب السيرة والحديث أولئك الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.

وكثيرة هي القصص التي نسمعها من أولئك الذين انخدعوا بسراب الثقافة المادية الغربية، وكيف أنهم انساقوا وراء ملذاتهم وجشعهم المادي المقيت واصطدموا بقطار الموت الزئام وسوء العاقبة والنهاية المريبة، وطالما أن الإنسان مخير بين الخير والشر، وطالما أن قطار المنية لم يفته بعد، فإنها فرصة على العقلاء اقتناصها وانتخاب أنجع الطرق الموصلة إلى الفضيلة والكمال بعيدا عن متاهات الرذيلة والضياع والإندثار.

علاوة على ذلك فإنه لا تزال صفحات الأطفال النقية تهتف بنا أن لا نلوثها بقبائح الأعمال، فلنجعل منهم أئمة يهدون إلى الخير والرشاد، ونبعد سرائرهم النقية عما يلوثها من آثام وجرائم وموبقات، وهي مبثوثة في عالم التكنلوجيا الحديثة في وجهها السلبي القاتل، وتبعا لذلك فلنشذب قنوات أجهزتنا من كل ما يخدش الحياء ويزيل العفة والكرامة الإنسانية، ولنحيي في ذوات الأطفال سير الأئمة والصالحين والعلماء من عباده، الذين ضربوا أروع الأمثلة في الزهد والورع والتقوى والحياة المفعمة بروح الإيمان والعقيدة، ولنعمل على إنزال الرحمة والمودة والبركة على بيوتنا وعوائلنا وأطفالنا بإحياء أمر أهل بيت العصمة والنبوة واستذكار حياتهم المليئة بالصفاء والنقاء والطهر والتبتل، ولنأخذ بيد زهورنا النادية إلى رحاب الكرم والنبل وبستان الفضائل والكرامات النبوية والعلوية الصادقة.

إشاعة روح الثقافة الإسلامية الأصيلة هي التي تحافظ على قيم ومعتقدات وأخلاق الناس وتنتشلهم من هوة الضياع والخسران وهي التي تقع على عاتق الجميع، من منظمات مجتمع مدني ومؤسسات دينية ووزارات ثقافية معنية، وبهذا نكون قد جعلنا من أنفسنا مصاديق عملية لقول الإمام الصادق عليه السلام( أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا) وهي دعوة صادقة إلى كل من يهمه الأمر في افتتاح مراكز الجذب الثقافي الهادف لانتشال براعمنا النادية وابعادها من أن تطالها وتنهشها ذئاب الثقافات المادية الوافدة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك