الأئتلاف والأختلاف كلمتان متناقضتان في اللغة ولكنهما متجانستان في الواقع السياسي العراقي عموما وفي داخل الأئتلاف العراقي الموحد على وجه الخصوص خلال السنوات الماضية . وهذا الاختلاف كان سببا رئيسيا في تحجيم الحكومة واشغالها بمشاكل جانبية تبعدها عن التوجه المباشر صوب الهدف الذي تسعى اليه اضافة الى اضعاف دور البرلمان العراقي والحد من قدرته على سن وتفعيل القوانين . ونحن هنا نتكلم بلغة النقد البناء ونطرح عدة نقاط نرى ان من الواجب على السياسيين العراقيين في الأئتلاف أخذها بنظر الأعتبار وهي :
اولا : يجب وضع النقاط على الحروف وتحديد المسؤوليات بين الأحزاب المشتركة في الأئتلاف الجديد وتوزيع المهام مسبقا حتى لا يحدث الأختلاف بعد ذلك .
ثانيا : على الأئتلاف ان يفرض اسلوبا جديدا في تشكيل الحكومة حيث يكون اختيار رئيس الوزراء بموافقة البرلمان " فقط " . وأما الوزراء فيقوم رئيس الوزراء باختيارهم وفق معايير وضوابط الكفاءة وبدون ان يتدخل احد في ذلك على ان يتعهد رئيس الوزراء بان يكون محاسبا من قبل البرلمان عن اي اخفاق او خلل في اداء اي وزارة من الوزارات باعتباره الشخص الذي وزع الحقائب الوزارية على من اختارهم بمحض ارادته وعليه ان يتحمل المسؤولية كاملة عن خياراته واختياراته , حيث ان البرلمان يقوم باستدعاء رئيس الوزراء ومحاسبته عوضا عن استدعاء ومحاسبة الوزير المعني . ان ذلك سيجبر رئيس الوزراء على ان يكون حازما وصارما مع وزراءه ولا يتردد في عزل اي واحد منهم عن منصبه حفاظا على منصبه وعلى سمعته .
ثالثا : ما افرزته السنوات الماضية من اخطاء تسببت بالضرر للأئتلاف وأساءت اليه يجب ان تشخص بدقة وتوضع موضع الدراسة الحقيقية والجادة والعمل على عدم تكرارها في المستقبل .
رابعا : التحرك السريع لمواجهة الحملات الأعلامية المضادة وعدم الأكتفاء بالدفاع عن النفس ورد الشبهات وانما المبادرة الى الهجوم الأعلامي على مصادر التضليل يصاحبه حملات امنية وسياسية للقضاء على البؤر الموبوءة .
خامسا : تشكيل جهاز من كوادر الأحزاب والمنظمات المنضوية تحت راية الأئتلاف لرصد الأشاعات في الشارع العراقي وتصنيفها ومحاربتها من خلال العمل بمبدأ الأشاعة والأشاعة المضادة .
سادسا : توحيد الخطاب السياسي والأعلامي والتحشيد الجماهيري لكل الأحزاب والمنظمات والتيارات المشتركة في الأئتلاف وتجنب العمل الفردي لكل حزب او منظمة .
سابعا : ترحيل القضايا الخلافية الى البرلمان القادم وعدم الخوض فيها والعمل على انجاز المشاريع والقوانين التي تجتمع عليها اراء الأئتلاف في الوقت الحاضر حتى لا نترك باب الخلاف والأختلاف مفتوحا ليكون مدخلا سهلا لمن يصطاد في الماء العكر .
https://telegram.me/buratha