بقلم:نوال السعيد
لااعرف كم يستطيع سياسيا كثير الكلام ومتواصل الحضور عبر منابر اعلامية مختلفة، وصاحب اراء ووجهات نظر مثيرة للجدل لما فيها من تهجم وتحامل على الاخرين بأستمرار، مثل السيد عزت الشابندر، كم يستطيع ان يعبيء ويحشد ناسا للحضور والاستماع اليه في ندوة او محاضرة او ملتقى جماهيريا.مائة .. مائتين .. الف .. الفان.. اذا نجح في ان يصل بالناس الذين يأتون اليه الى الرقم الاخير فأنه يكون بذلك قد حقق فتحا كبيرا وانجازا تأريخيا مهما بالنسبة له، وحتى لو كرست امكانيات وطاقات وقدرات الكتلة البرلمانية التي ينتمي اليها فأنه لن يجد سوى عددا قليلا من الناس يحضرون اليه، وعددا اقل ممن يصغون اليه.
في حديث له قبل بضعة ايام يدعي السيد الشابندر ان المجلس الاعلى الاسلامي العراقي انما يسعى لتشكيل وتوسيع الائتلاف لضعفه وتراجعه ولانه لايستطيع ان يحقق شيئا اذا دخل الانتخابات البرلمانية المقبلة لوحده، وانه فقد شعبيته وحضوره الجماهيري!!. من غير الواضح كيف توصل السياسي العتيد والنائب الفاعل عزت الشابندر الى هذا الاستنتاج، وكيف اختزل اهداف وتوجهات المجلس الاعلى بوزارتين في حوزته ويخشى من فقدانهما، لذلك فهو يسعى محموما الى بناء تحالفات مع الاخرين حتى لايخسر الوزارتين!!.
كان الاحرى بالشابندر ان يتحدث بموضوعية وعلمية اكبر بعيدا عن الكلام السطحي البعيد عن المنطق والواقع... اذا كان حضور وتأثير وثقل المجلس الاعلى مرتبط بوزارتين في حوزته، فلماذا لاتمتلك اطراف اخرى، ربما من بينها الكتلة البرلمانية التي ينتمي اليها، نفس درجة التأثير والثقل والحضور رغم انها تمتلك وزارتين او اكثر؟. ماذا يقول الشابندر عن عشرات الالاف من الناس من انصار واتباع تيار شهيد المحراب التي تحتشد في مناسبات مختلفة اخرها تجمع ملعب نادي الصناعة بمناسبة ذكرى استشهاد السيد محمد باقر الحكيم؟.. وماذا يقول عن الحركة الجماهيرية الواسعة لكبار قيادات تيار شهيد المحراب في مختلف المحافظات؟.. هل يجد السياسي السيد عزت ثلاثين او اربعين شخصا من مريديه –اذا كان له مريدين وانصار-يستقبلونه في أية محافظة يقرر زيارتها.نعتقد ان كثرة استضافات السيد عزت من قبل عدد من القنوات الفضائية في برامج مثيرة للجدل، والحوارات فيها مثل صراع الديكة، وتسعى دائما لصب الزيت على النار، ربما جعلته يعتقد ان رصيده الشعبي كبير جدا، ناسيا او متناسيا ان الكثيرين يقعون في فخاخ اجندات القنوات الفضائية السيئة، وقد يكون هو واحدا من هؤلاء الكثيرين مرة او مرتين او عدة مرات.
وانا شخصيا لاالوم السيد عزت كثيرا على ماقاله بحق المجلس الاعلى مؤخرا، ولا الومه على كثير من ارائه الذي يطرحها عبر هذه الوسيلة الاعلامية او تلك، لانه يفعل ذلك من باب (خالف تعرف)، او من باب (خالف حتى يلتفت اليك الاخرون ولايطويك النسيان والاهمال).
https://telegram.me/buratha